لاعبو إيطاليا بين الدموع والندم والفخر بالأداء الجيد في أمم أوروبا

بوفون: منتخب إسبانيا لا حدود له.. بونوتشي: يا لها من صفعة قوية

TT

وسط نهر الدموع الذي تدفق على وجوه لاعبي المنتخب الإيطالي، من بيرلو إلى بالوتيللي ومن كيلليني إلى بونوتشي، إثر خسارة نهائي يورو 2012 برباعية دون مقابل أمام منتخب إسبانيا، بدت نظرة عين حارس مرمى الآزورى جيجي بوفون واضحة خلال لحظة صعوده الدرج المؤدي إلى منصة التتويج، بينما كانت الجماهير الإيطالية والإسبانية تمد أيديها في محاولة للمس اللاعب المخضرم. لم يبتسم بوفون ولم يستطع فعل ذلك. عانق حارس مرمى اليوفي رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني ثم توجه على الفور إلى أرضية الملعب مرة أخرى، حيث عاد وجه جيجي أشبه بالجحر. وبعدها، عانق أندريا بونوتشي وشد على يد تشيزاري برانديللي. يذكر أن مدرب الآزوري عقب إطلاق صافرة نهاية الشوط الأول استدعى بوفون وهمس إليه في إشارة منه إلى الرغبة في العودة بقوة خلال الشوط الثاني.

منتخب محصن: وقد صرح حارس مرمى منتخب إيطاليا عقب انتهاء المباراة قائلا: «هذه المرة لم تكن هناك مباراة، لقد كانوا متفوقين للغاية عنا. الندم على بعض الجوانب أمر نسبي، فالمنتخب الإسباني يبدو مثل الحصن المنيع وهكذا يمكن للشخص أن يتقبل الخسارة بمزيد من الصفاء الروحي. بالنسبة إلي، فنحن قدمنا بطولة كبيرة وقفزة رائعة للغاية. من الطبيعي أن تتمنى الفوز في النهائي، وهذا كان طموحنا جميعا، ولكنه يصبح منطقي إذا واجهت فريقا على الأقل بنفس مستواك. الفريق الإسباني هذا لديه قيمة لا تقدر بثمن». وأضاف حارس المرمى المخضرم: «نحن من يتعين عليه تقديم الشكر إلى الجماهير. لقد قدمنا كل ما لدينا داخل الملعب. وفي الحياة، من الوارد أن تواجه الأقوى منك. ولكن أتمنى الآن أن يكون هناك اهتمام أكبر بأحوال المنتخب، فهذا هو مورث كل الجماهير الإيطالية. إنه الفريق الوحيد الذي يستطيع حمل بعض السعادة إلى هؤلاء الناس».

الإشادة بالخصوم: كانت الخسارة أمام إسبانيا ثقيلة واستغرق لاعبو الآزوري وقتا طويلا لهضمها ولكن كان بها أيضا قيمة أخلاقية، إسبانيا تلعب هكذا دائما، سواء كانت هناك اتهام باحتمالية التواطؤ أو سواء عندما تكون أمام فريق مدمر من النتيجة الثقيلة أو الإصابات. ولكن المنتخب الإيطالي، الذي عاد إلى مصاف كبار الفرق الأوروبية، تقبل هذه الهزيمة وأشاد أيضا بنظيره الذي حقق ثلاث بطولات متتالية. وكان في الصف الأول قائد الآزوري جيجي بوفون واللاعبون والطاقم الفني لمنتخب إيطاليا، فقد صفق الجميع عندما قام ميشال بلاتيني بتسليم الكأس إلى حارس المرمى الإسباني كاسياس. قامت تقريبا جميع عناصر الآزوري بتحية إسبانيا برأس مرفوعة، بينما كان المهاجم الشاب ماريو بالوتيللي يجلس على أرضية الملعب وهو يخفي وجهه وجبهته تلامس ركبته. ثم توجه الكثير من لاعبي إيطاليا لمواساة بونوتشي ومحاولة إيقاف بحر الدموع الذي كان ينهمر من عين المدافع الإيطالي الذي صرح بعد ذلك قائلا: «لقد كانت ضربة قوية، أن تخسر نهائي بطولة هذا أمر وارد، ولكن بهذه الطريقة السيئة لا. الندم ينبع من كوننا لم نستطع لعب المباراة التي كان نتمناها». وتابع بونوتشي: «ربما أننا أخطأنا في معانقة المباراة، وفي الشوط الثاني نزلنا إلى الملعب بضراوة مختلفة. أولا لم نكن حاسمين كما كنا من قبل أمام ألمانيا. ثم جاء الهدف على الفور والإصابات مهدت الطريق نحو النهاية السعيدة للمنتخب الإسباني الذي استحق الفوز وأكد أنه متفوق علينا».

مجهدون والإصابات: جاء الحُكم في مباراة يوم أول من أمس (الأحد) سابق لأوانه. وقد صرح المدافع جورجيو كيلليني الذي خرج من اللقاء بعد 20 دقيقة بداعي الإصابة، قائلا: «وصلنا إلى المباراة مجهدين، ثم إصابتي أنا وتياغو موتا أثبتتا ذلك. في نهاية موسم تجد صعوبة في تكرار مباريات مكثفة مثل تلك التي لعبنها أمام ألمانيا في نصف النهائي. ولكن ليس بإمكان أحد توبيخنا على عدم الالتزام». وفي نهاية الشوط الأول من المباراة، كانت إيطاليا تتقدم في نسبة الاستحواذ على الكرة أمام أسياد التمريرات التي لا نهاية لها. ولكن المنتخب الإسباني كان متقدما بهدفين ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ضاعف الماتادور النتيجة لتصل إلى رباعية نظيفة. ويرى بونوتشي أن: «أفضل شيء في هذه البطولة هو أننا نزعنا عن أنفسنا السمة الدفاعية المبالغ فيها التي كنا نتصف بها». وربما يساعد المركز الثاني أوروبيا في إحياء كرة القدم الإيطالية مجددا، وهذا ما يؤكده المدافع جورجيو كيلليني: «في النهاية، علينا أن نفتخر بهذه البطولة. إنها بمثابة نقطة انطلاق في رحلة البحث عن الفوز بشيء مهم».