برانديللي: سأعيد التفكير في مستقبلي إذا لم يتم حل المشكلات خلال 6 أشهر

رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم أكد أنه قانع بأداء منتخب بلاده رغم خسارة اللقب

TT

الدهشة والندم والمرارة والغاية والتحذير. زعزعة كل شيء والعمل بهدوء تام لأن السباحة بين حيتان كرة القدم الإيطالية تتطلب أعصابا باردة. وهذا ما يعلمه جيدا تشيزاري برانديللي، ومن أجل ذلك، بعد الاحتفال باستمرار العلاقة مع المنتخب القومي، أطلق مدرب الآزوري تحذيرا: «لو لم يتغير الوضع خلال 6 أشهر، حينها سأفكر في الأمر».

بلد قديم: ولكن برانديللي استهل تصريحاته بإلقاء الحصى، حيث اندهش من التصفيق الحار الذي استقبلته به قاعة المؤتمرات الصحافية، وقال: «لم أكن أتخيل مطلقا أنه سيأتي يوم يتعين علي فيه توجيه الشكر لرجال الصحافة. فالانتقادات تروق لي إذا لم تصبح أداة عنف. أفكر الآن في ابني نيكولو، فقد كان الحديث عنه أكثر من الذين تم استدعائهم لصفوف المنتخب. وهذا الأمر جعلني أظل حزينا للغاية. إنه محترف جاد. في حالة الهجوم الشخصي ضدي لا أشعر بالراحة مطلقا. لقد تم جرحي على المستوى الإنساني».

ولكن مدرب الآزوري عثر مجددا على البسمة بفضل المنتخب الذي من أجله يكون برانديللي، في انتظار اللقاء المرتقب مع نائب رئيس الاتحاد البيرتيني، مستعدا لأن يصبح أحد المنسقين، بدءا من الفريق الأول وحتى منتخب الناشئين تحت 15 عاما.

وتابع تشيزاري تصريحاته، قائلا: «بإمكاننا الفخر بمنتخب إيطاليا هذا، فهو طموح وسليم وبلا خلافات. فريق ليس به فحسب فكر خططي، لكن به اتجاه سلوكي أيضا. هذا الفريق بإمكانه أن يكون نموذجا لكل هذا البلد الذي، على العكس، يعد عجوزا ويحمل أفكارا قديمة وعقلية قديمة وليست لديه رغبة في التغير. أما كرة القدم، على العكس، فهي وسيلة مهمة لديها الإمكانيات والأدوات والأشخاص المفيدة. علينا أن نمتلك قوة الإيمان بهذا الفريق. النتيجة لا ينبغي أن تكون مقيدة بشروط. لقد قمنا بتشييد منتخب بعقلية النادي الواحد. وخلال 30 يوما قدمنا أشياء لا يستطيع أن يصل إليها أي من فرق الأندية في 6 أو 7 أشهر. ومن أجل ذلك، أنا سعيد لأن الرئيس نابوليتانو أثنى على طريقة تفكيرنا».

رابطة أندية غير مهتمة: ولكن الآن هناك التطورات المستقبلية. على سبيل المثال البحث عن أندريا بيرلو جديد لدعم صفوف الآزوري، وقال: «أندريا لديه الإمكانيات والرغبة في اللعب لعامين آخرين، وسوف يتم إدراج لاعبين شباب إلى المنتخب. ولكن إذا لم يلعبوا بالمستوى الأوروبي، فماذا علينا أن نفعل حينها؟ من أجل ذلك كنت أطالب بتقييم نضوج شباب بعينه كل 50 - 60 يوما. ورش العمل التي دعوت لتنفيذها ستكون مفيدة في تقييم عمل الأندية. أعتقد أنني أجيد القيام بعملي غير أنهم لو سمحوا لي بالتدريب 3 مرات خلال 8 أشهر لا أعلم إذا كنت سأصبح بمستوى عال أم لا». ولكن تبقى الحقيقة المرة: «المنتخب لا يعني شيئا لأي أحد. مثال على ذلك؟ أننا سنلعب أمام إنجلترا في 15 أغسطس (آب) المقبل ومتى تم تحديد تاريخ مباراة كأس السوبر الإيطالية؟ 12 أغسطس في بكين.. (وعليه لن يكون أي من لاعبي اليوفي أو نابولي الدوليين متاحا أمام تشيزاري خلال ذلك اللقاء الودي). أنا لست رجل سياسة، أنا لدي علاقات باللاعبين والمدربين ونتحدث معا نفس اللغة، وقد وجدت من جانبهم التعاون دائما».

الندم: ثم أعاد برانديللي التفكير في مباراة نهائي «يورو 2012» أمام إسبانيا، وقال: «الشيء الوحيد الذي أندم عليه هو أننا لم نستطع الحصول على يومين إضافيين من الراحة. ربما كان يتعين علي أن أكون أكثر شجاعة وأن أقوم بالدفع بلاعبين آخرين إلى اللقاء، ولكن هذا كان سيصبح ازدراء لمن كان قد حملنا إلى ذلك اللقاء. ولكن ربما الفوز كان سيجعل الجميع يفقد توازنه، عندما سنكون جاهزين للفوز سنعرف أيضا كيف نحقق ذلك الفوز. يلزمنا الاستمرارية وإلا سنتعرض للصعود والهبوط. أنا على قناعة بأننا في حاجة إلى التغير، أنا لا أدعي شيئا، ولا أفترض ظروفا. الشكوك حول بقائي مع المنتخب انتشرت عندما تحدثنا مع الاتحاد وفحصنا الرغبة المشتركة في التغير. أنا كنت بارعا في الحفاظ على توازني. أفكر حاليا في الخسارة أمام المنتخب الأورغواياني في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فقد استقبلت التهاني من كل أرجاء العالم وجاءتني الانتقادات من بلادي. البعض كان يقول إننا في حاجة إلى الماضي، وعلى العكس نحن لدينا رغبة في القيام بشيء جديد. ومن المؤكد أنه إذا لم يتم حل المشكلات خلال 6 أشهر، ولو استمر قيامي بتدريبين فحسب خلال تلك الفترة، فسأفكر في الأمر». هل هذا تهديد؟ «بل هي دعوة للعمل بشكل جدي. لأن إهدار هذه الرغبة في التجديد سيكون بمثابة جرم».

من ناحيته جدد جانكارلو أبيتي، رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم الثقة في برانديللي وقال: «لم أخش مطلقا من فقد مدرب الآزوري، بيننا علاقة راسخة ينبغي أن تستمر. المشروع الفني لنا سيتواصل في ضوء هذه البطولة الرائعة التي قدمناها. سوف نضع في اعتبارنا توفير الظروف لتحسين عمل برانديللي. لن أبالغ في مشكلة المواعيد والمساحة الزمنية البسيطة المتاحة أمام المنتخب، لأن العلاقات بين الأندية والمنتخبات هي مشكلة عامة بالنسبة لكل المنتخبات الأوروبية».

مباراة كأس السوبر ثم إنجلترا: وفي غضون فترة قصيرة سيتم استئناف عمل الآزوري وفي شهر أغسطس ستظهر مجددا المشكلات المتشابكة الخاصة بمواعيد المباريات. ويتابع أبيتي: «مباراة كأس السوبر ستقام قبل 3 أيام فحسب من لقاء منتخبي إيطاليا – إنجلترا.. في إسبانيا هناك أيضا ما هو أسوأ من ذلك؛ حيث سيلعب نهائي كأس الملك بعد أيام من مباراتنا نحن. دائما يتم إيجاد حل، في إشارة إلى المصالح المتبادلة. وصول المنتخب الإيطالي إلى نهائي «يورو 2010» يعد نتيجة غير عادية، لقد أعدنا حمل كرة القدم الإيطالية إلى مستوياتها المعهودة. وهذا سبب للفخر الكبير».

شوط من الأوهام: ما زالت في الذاكرة أيضا تحية رئيس وزراء إيطاليا ماريو مونتي إلى أبيتي عند وصوله إلى الاستاد، وقد صرح رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم بهذا الصدد قائلا: «مونتي قانع للغاية بأداء منتخب بلادنا في هذه البطولة، غير أنه يدرك أيضا قوة المنتخب الإسباني». ورغم انتهاء الشوط الأول من اللقاء بتقدم الإسبان بهدفين دون مقابل، فإن أبيتي كان يعتقد في إمكانية عودة الآزوري مجددا، وقال: «أمامنا الشوط الثاني الذي ينبغي لعبه». غير أن ذلك للأسف لم يحدث، وفي نهاية المباراة صرح جانكارلو: «الفريق الإسباني كان أكثر بريقا منا، نحن لم ندخل إلى اللقاء في أول 15 دقيقة. ثم بدأنا في اللعب، غير أنهم كانوا تمكنوا من إصابتنا عن طريق هجمة مرتدة. لقد سددنا الكرة نحو مرمى الخصم وحاولنا اللعب، ولكن بلمعان وحسم أقل، مقارنة بالمباريات الأخرى التي خضناها في البطولة. لدينا فريق يتعين علينا البحث على الفور عن تسجيل الهدف حتى يتمكن من تقصير المسافات مع الخصم. علينا أن نثق في قدراتنا حتى الدقيقة 90 من عمر اللقاءات». ولكن حاليا ليس هناك شيء للقيام به، والآن علينا العودة إلى الواقع، إلى المشكلات الإيطالية وفضيحة التلاعب بنتائج المباريات والمراهنات.

ميشال وأندريا وتشيزاري: كان رئيس الوزراء ماريو مونتي يتابع النهائي وهو جالس إلى يمين ميشال بلاتيني، وحتى خلال توزيع الجوائز كان إلى جواره. وقام رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بمعانقة جميع لاعبي الآزوري وداعب بيده رأس المهاجم أنطونيو كاسانو، وقدم تهاني خاصة إلى المخضرم أندريا بيرلو وقائد المنتخب جيجي بوفون. ثم وجه عناق خاص إلى المدرب تشيزاري برانديللي: تحدث الاثنان لبضع ثواني بعدها ابتسم المدير الفني للمنتخب الإيطالي. وكان أيضا في المقصورة الرئيسية جاني بيتروتشي، رئيس اللجنة الأولمبية الإيطالية والسكرتير ليلو بانيوتسي. وكان وسط الحضور أيضا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر وكذلك سيموني فارينا، لاعب نادي غوبيو الشجاع الذي رفض عرض التلاعب بنتيجة مباراة وأبلغ عن الحادثة؛ فقد تم دعوته لحضور نهائي «يورو 2012» في كييف بأوكرانيا من جانب الإنتربول والاتحاد الدولي لكرة القدم.