إدارة الأخضر تقرب المسافة بين شعار المنتخب ولاعبي الأندية بمشروع «استثنائي»

المسحل أكد أنه جاهز للتنفيذ قريبا.. والزياني شدد على تبني «العقلية الاحترافية»

TT

كشف مدير عام المنتخبات السعودية محمد المسحل لـ«الشرق الأوسط» عن توجههم لإطلاق مشروع جديد مع رابطة الأندية السعودية يرسخ لاحترام اللاعب للمنتخب ووجوده فيه، والمزمع البدء فيه عقب ختام بطولة كأس العرب الحالية مباشرة.

وأوضح المسحل أن هذا المشروع المتمثل في التقاء إدارة المنتخبات السعودية إدارات الأندية كافة كل على حدة، يتضمن ثلاث صفحات تجسد اتفاقا بين تلك الأطراف على بعض الأمور التي إن صدرت من أحد لاعبي المنتخب فإنه سيتم اتخاذ بعض القرارات في حقه، التي من ضمنها إيقافه عن اللعب في ناديه.

وقال مدير عام المنتخبات السعودية: «هناك بعض اللاعبين لم يتم ضمهم إلى المنتخب السعودي نتيجة وجود ملاحظات انضباطية عليهم والتي حددتها إدارات أنديتهم دون علم هؤلاء اللاعبين بها أيضا، ولا بد من وجود تفاهم حتى وإن كان (سريا) بين الأندية والاتحاد السعودي لكرة القدم قبل ضم اللاعبين إلى المنتخب من جميع النواحي النفسية والبدنية والطبية والفنية، وذلك من خلال رابطة الأندية، التي من المفترض أن تكون عاملا لتقريب وجهات النظر بين إدارة المنتخبات والأندية».

ولفت المسحل إلى أن المشروع أيضا يتضمن قرارات إيقاف تطال اللاعب من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم في حال صدور أي تصرف غير سليم من قبله في المنتخب، مؤكدا في الوقت نفسه أن ذلك المشروع بسيط وغير معقد، حيث سيتم البدء فيه خلال الأيام المقبلة باعتباره جاهزا للتنفيذ، وقال: «على الرغم من إخفاق (الصقور الخضر) في بطولة كأس العرب، غير أنهم استطاعوا عكس صورة إيجابية عن السعودية من حيث التزامهم بأخلاقيات التنافس الشريف والالتزام باللعب النظيف بينهم وبين منافسيهم، وقد تكون لمشكلات اللاعبين مع إدارات أنديتهم أو التنافس الذي يخرج عن نطاق الـ(شرف) في بعض الأحيان دور في التأثير على أدائهم داخل صفوف منتخب بلادهم، إلا أن الوطنية والشعور بمسؤولية تمثيل بلادهم بالشكل المشرّف يدفع بهم حتما إلى تركها خارج معسكرهم والتحلي بروح الفريق الواحد دون أي فروقات أو اعتبارات».

وتابع المسحل حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «تهيئة اللاعبين للانسجام مع بعضهم البعض في المنتخب مسؤولية إدارات الأندية وإدارة المنتخب والكوادر التي تتعامل مع اللاعب، ولاعبو المنتخب يخضعون للائحة انضباطية محددة، ولكنه في نهاية الأمر بشر، وتلك اللائحة تأخذ في الاعتبار إنسانيته والظروف المحيطة به، غير أنه يتم الجلوس مع كل لاعب لمعرفة الأمور النفسية التي يمر بها، وهو ما خلق تعاونا كبيرا في ما بينهم الآن، كما أن التنافسية الموجودة في ما بين اللاعبين على مستوى أنديتهم ليست من شؤون إدارة المنتخب طالما لم تؤثر على مستواهم في الملعب أو على طريقة تعاملهم مع بعضهم البعض عندما يلتقون لتمثيل الأخضر».

واختتم مدير عام المنتخبات السعودية حديثه بقوله: «ثمة أمور لها علاقة مباشرة بإدارة المنتخب أو الفريق بصرف النظر عن وجود اللاعب في المنتخب أو النادي، وفي المقابل فإن هناك أمورا انضباطية تتعلق بمدى تحكّم إدارة المنتخب في اللاعب، إلى جانب وجود أشياء قد تخرج عن هذا الإطار لتصل إلى سلطات أخرى، غير أن المرونة في التعامل موجودة طالما اللاعب منضم إلى صفوف منتخب بلاده».

من جانبه، شدد عميد المدربين المحليين مدرب المنتخب السعودي السابق، خليل الزياني، على ضرورة حضور العقلية الاحترافية لدى اللاعبين باعتبار أنها من مهامهم في الدرجة الأولى، مبينا ضرورة استيعاب لاعب المنتخب لدوره في هذا المجال والارتقاء بمستواه كي يكون صالحا لتمثيل بلاده، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يتمثل دور إدارات الأندية في تجهيز اللاعب وملاحظته ومتابعته وتقديم النصح له، إلى جانب استفادته من الأجهزة الفنية في أنديتهم بخصوص التدريب والارتقاء بمستواهم، فبعد اجتيازه لكل تلك الأمور وإعطائه الفرصة للاعب في المنتخب، لا بد أن يعي التزامه بالواجب الوطني وتمثيل بلاده بالشكل الجيد، ولا سيما أن مثل هذه الفرصة قد لا تتاح لكثير من اللاعبين، الأمر الذي يحتم عليه ضرورة التمسك بها وإقناع كافة المتابعين له بكفاءته التي أوصلته إلى هذا المكان، إضافة إلى استيعاب فكرة لعبه ضمن مجموعة لا بد أن تكون متعاونة ومتآلفة ومتحابة لتضع نصب عينيها تمثيل الوطن بصورة مشرّفة».

وأشار الزياني إلى أنه من الضروري جدا وجود الرقي الفكري والحضاري والانتمائي والوطني لدى لاعبي المنتخب، التي تنتقل معهم من أنديتهم إلى المعسكر، وقال: «بل من المهم جدا أن تزيد درجة التجانس والتناغم في ما بينهم أكثر مما كانوا عليه في أنديتهم».

في حين يرى حمدان الحمدان، مهاجم نادي الفتح وأحد لاعبي المنتخب السعودي، أن اللاعبين بشكل عام غالبا ما يوجدون خارج حدود المستطيل الأخضر في أماكن واحدة لقضاء أوقات فراغهم حتى وإن كانت هناك خلافات في ما بينهم داخل الملاعب، وقال: «من الأجدر أن يكونوا هكذا في المنتخب، خصوصا أنهم يؤدون واجبا وطنيا، فهم لا يمثلون أنفسهم وإنما بلد كامل بشعبه، فضلا عن أن الجمهور يحبون مشاهدتهم في أحسن حالاتهم، وكافة الخلافات بين لاعبي الأندية يتم وضعها خارج معسكر منتخبهم، ونحن نطالب إدارات الأندية السعودية بضرورة تهيئة اللاعب نفسيا للالتحاق بالمنتخب في ظل وجود الكثير من الحوافز النفسية والمعنوية والمادية الجيدة من قبل إدارة المنتخب السعودي، ومسؤولية بنظري تتحملها إدارات الأندية التي تؤثر سلبا على اللاعبين عند وجود خلاف في ما بينهما».

وتابع الحمدان: «من المفترض على إدارات الأندية أن تقوم بحل كافة المشكلات المادية المتعلقة بلاعبيهم قبل مشاركتهم في المنتخب، خصوصا أن اللاعب في المنتخب أيضا يعكس صورة ناديه بشكل أو بآخر، إلا إذا كانت هناك وعود للاعب فإن مشاركته في المنتخب ستكون بمثابة حافز للوصول إلى الأفضل، خصوصا أن استدعاء أي لاعب للوجود في منتخب بلاده يعتبر داعما نفسيا قويا له».

وحول اختلاف مستويات اللاعبين في أنديتهم عنها في المنتخب، بين الحمدان أن ذلك معتمد على طريقة سير النادي، وقال: «حينما تكون خطط النادي ممتازة، فإن اللاعبين سيقدمون مستويات قوية خلال مشاركتهم في المنتخب، إلا أن بعض التصريحات الإعلامية السلبية من شأنها أن تتسبب في إحباطهم».

بينما أكد حسن خيرات، مدافع نادي الهلال السعودي واللاعب في المنتخب السعودي، أنه لا وجود لأي مشاحنات بين لاعبي الأخضر، باعتبار أن الوضع مختلف تماما عما يحدث في مباريات الأندية المحلية، خصوصا أنهم يلعبون بشعار السعودية، وقال: «من المهم جدا تهيئة نفسية اللاعبين من قبل إدارات أنديتهم، وفي ما يتعلق بنادي الهلال فإن الإدارة تعمل على إبعاد اللاعب عن أي ضغوط نفسية أو غيرها قبل انضمامه إلى صفوف المنتخب، وبعض المشادات التي تحدث عند عودة اللاعبين إلى أنديتهم لا يمكن اعتبارها خلافات، وإنما هي جزء من التنافس الطبيعي الذي تشهده كافة الدوريات في العالم، خصوصا أن الجميع يسعى إلى تحقيق الألقاب».