بلاتر يؤكد أن هدف لامبارد وراء تطبيق تكنولوجيا خط المرمى

تساؤلات كثيرة ما زالت قائمة رغم الترحيب باستخدامها في ملاعب كرة القدم

TT

صرح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جوزيف بلاتر، أن هدف النجم الإنجليزي فرانك لامبارد الذي لم يحتسب في مرمى المنتخب الألماني في كأس العالم 2010 قد لعب دورا حاسما في تطبيق تكنولوجيا خط المرمى التي وافق عليها مجلس إدارة الاتحاد بالإجماع يوم الخميس الماضي. وقال بلاتر: «كانت هذه هي اللحظة (هدف لامبارد) التي قلت عندها (لا يجب الانتظار حتى يحدث شيء مماثل في كأس العالم القادمة)». وأضاف رئيس «الفيفا»: «يمكننا القول إن هذا اليوم هو يوم تاريخي في عالم الساحرة المستديرة».

وكان لامبارد قد أحرز هدفا في مرمى المنتخب الألماني عندما كانت نتيجة المباراة تشير إلى تقدم المنتخب الألماني بهدفين مقابل هدف وحيد، ولكن حكم اللقاء لم يحتسب الهدف الذي تجاوز خط المرمى. وانتهت المباراة بفوز الماكينات الألمانية بـ4 أهداف مقابل هدف. وثمة أمثلة أخرى مشابهة في البطولات الكبرى، ولعل أبرزها هو هدف النجم الأوكراني ماركو ديفيتش في مرمى المنتخب الإنجليزي في بطولة كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، ولم يحتسبه الحكم أيضا على الرغم من تجاوزه خط المرمى.

وقد قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم الاعتماد على تكنولوجيا خط المرمى عقب هدف لامبارد، وقام بتجربة 8 أنظمة مختلفة، ووافقت في النهاية على نظامين سيتم اختيار أحدهما وهما نظامي «جول ريف» الذي يعتمد على الكاميرات و«عين الصقر» المعتمد على حقل مغناطيسي وكرة خاصة. واستطرد بلاتر قائلا: «في خريف عام 2010، بدأنا في اختبار الأنظمة وأصبحنا جاهزين الآن. وأنا سعيد لأننا قمنا بذلك. نهدف إلى تطبيق تلك التكنولوجيا في كأس العالم 2014، ولكن لدينا نظام متاح الآن للبطولات الأخرى».

وقد أعلن الدوري الإنجليزي الممتاز بالفعل أنه ينوي تطبيق تكنولوجيا خط المرمى في أقرب وقت ممكن، وقد يكون ذلك خلال الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل. وقد رحب الدوري الإنجليزي بقرار «الفيفا»، وقال إنه سيدرس تطبيق تلك التكنولوجيا في المستقبل. وعلى الجانب الآخر، انتقد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ميشال بلاتيني تلك الخطوة، مشيرا إلى أنها ستحول كرة القدم إلى «بلاي ستيشن».

ومن جانبه، يرى بلاتر أن بلاتيني سيغير وجهة نظره، وأضاف: «إنه يشعر بالقلق من أن تمتد تلك التكنولوجيا من خط المرمى فقط إلى منطقة الجزاء وإلى أماكن أخرى، ولكني متأكد من أنه سيتفق مع القرار الذي تم اتخاذه بالإجماع من قبل مجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم. لا يستطيع بلاتيني أن يسير ضد التاريخ، وهذا تاريخ جديد في كرة القدم بكل تأكيد. أنا متأكد من أنه ذكي بالدرجة التي تجعله يدرك أن شيئا مهما قد حدث اليوم في كرة القدم».

وكان أسطورة كرة القدم الإنجليزية، السير جيف هيرست، الذي أحرز 3 أهداف في مرمى ألمانيا الغربية في نهائي كأس العالم عام 1966، قد أمضى سنوات طويلة يرد على الأسئلة التي تطرح عليه عما إذا كان هدفه الثاني قد تجاوز خط المرمى أم لا. وقال هيرست: «لو كانت هذه التكنولوجيا مطبقة لأوضحت على الفور أن الكرة كانت بعيدة عن خط المرمى بياردة كاملة. ولكن حتى لو لم يتم احتساب ذلك الهدف، لكانت المباراة قد انتهت لصالحنا بـ3 أهداف مقابل هدفين، وهو ما يعني أن الهدف لم يغير النتيجة على الإطلاق. أنا سعيد لتطبيق تلك التكنولوجيا، وكنت من أشد المؤيدين لتطبيقها، وأعتقد أنها ستصب في صالح اللعبة ككل».

وعلى الرغم من أن قرار تطبيق تكنولوجيا خط المرمى في ملاعب كرة القدم قوبل بترحيب كبير بعد الموافقة عليه واعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، فإن التساؤلات لا تزال مستمرة حول هذا النظام الذي يوضح تجاوز الكرة خط المرمى من عدمه.

وأكد مجلس اتحادات كرة القدم الدولية (إيفاب)، بعد قرار تطبيق هذه التكنولوجيا الذي اتخذه بالإجماع، أن التكنولوجيا في ملاعب كرة القدم ستقتصر فقط على خط المرمى. ولكن المخاوف لا تزال قائمة حيث يخشى البعض أن تتحقق توقعات بلاتيني وتفتح تكنولوجيا خط المرمى، الباب أمام تدخل التكنولوجيا في كرة القدم.

وقال بلاتيني قبل أيام، خلال كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) التي أقيمت في بولندا وأوكرانيا: «إنني أعارض تماما تكنولوجيا خط المرمى.. لا هذه التكنولوجيا فقط، وإنما أعارض التكنولوجيا لأنها ستغزو كل جانب في جوانب كرة القدم». وقال بلاتيني إنه على الرغم من الصرخة التي شهدتها «يورو 2012» من أجل تطبيق تكنولوجيا خط المرمى، بعد أن ضاع هدف صحيح على المنتخب الأوكراني، كان من المفترض أن يتوقف اللعب قبلها بثوان، نظرا لأن أحد لاعبي أوكرانيا كان في وضع تسلل. وأضاف بلاتيني: «لقد كان (عدم احتساب الهدف) خطأ، ولكن كانت هناك حالة تسلل قبلها، فلماذا لم يطالب أحد بتطبيق التكنولوجيا وقتها وكذلك عندما سجل مارادونا هدفا بيده في 1986؟».

كذلك أشار آخرون إلى لمسة اليد التي ارتكبها المهاجم الفرنسي تييري هنري التي أهدت بلاده بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 على حساب آيرلندا. ولم يصدر عن «اليويفا» رد فعل رسمي على قرار «إيفاب»، علما بأنه كان قد طالب بتأجيل القرار ونادى بدعم فكرة تطبيق الإجراءات التي يلجأ إليها الاتحاد الأوروبي في البطولات الكبيرة والتي تقضي بدعم طاقم التحكيم بحكمين مساعدين إضافيين.

وكان اليويفا قد وافق على دعم طاقم التحكيم بمساعدين إضافيين بناء على طلب المنظمين. ولكن بشكل عام، شهد قرار «إيفاب» بالسماح بتطبيق تكنولوجيا خط المرمى استقبالا حارا وترحيبا واسعا.

ويأتي ذلك رغم أن هذه التكنولوجيا ستكون مكلفة وربما تكون قاصرة على بطولات الدوري والبطولات الكبيرة، بدءا من كأس العالم للأندية المقررة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وقال راينهارد راوبول، رئيس رابطة أندية كرة القدم الألمانية: «إنها خطوة في الاتجاه الصحيح كانت قد تأخرت كثيرا. الرابطة ستتعامل على الفور مع مسألة تطبيق التكنولوجيا في موسم 2013 – 2014». وجاء موقف الدوري الإنجليزي الممتاز مشابها إلى حد بعيد، حيث ذكرت الرابطة: «دافعنا كثيرا عن تكنولوجيا خط المرمى. سنتناقش مع الشركتين المصممتين لنظامي عين الصقر وجول ريف في المستقبل القريب من أجل تطبيق تكنولوجيا خط المرمى في أقرب وقت ممكن».

وقال ستيوارت ريغان، سكرتير عام الاتحاد الاسكوتلندي لكرة القدم، خلال مؤتمر صحافي: «بشأن الأخطاء الواضحة التي حدثت في عالم كرة القدم على مدار الأعوام الماضية فإن أي وسائل تساعد الحكم على اتخاذ قرارات صائبة تعد أمرا جيدا، إنه يوم تاريخي لمساعدة الحكم». وتمتلك اتحادات الاسكوتلندي والإنجليزي وآيرلندا الشمالية وويلز مقعد واحد لكل منهم في مجلس «إيفاب» بجانب 4 أعضاء في «الفيفا»، ويتم اتخاذ القرارات بموافقة أغلبية (75 في المائة) من الأعضاء (6 أعضاء).

وأثار هذا القرار اهتمام وسائل الإعلام في أنحاء العالم، فقد ذكرت صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية «كونها جاءت متأخرة أفضل من عدم وجودها، جرى السماح بتطبيق تكنولوجيا خط المرمى على مستوى دولي». ووصفت صحيفة «كورييري ديللا سيرا» الإيطالية القرار بأنه يشكل «ثورة» في عالم الكرة، بينما تحدثت صحيفة «آس» الإسبانية عن حالة التسلل التي ذكرها بلاتيني، غير أن صحيفة «بازلر زايتونج» السويسرية قالت: «لا تزال تساؤلات كثيرة قائمة».