خزائن «خاوية» وأزمة ملاعب ترسم لوحة قاتمة حول مستقبل التنس الأرضي في السعودية

علوي الجارودي: مقترحات نشر وتطوير اللعبة تصطدم بشرط تقديم «أسباب واضحة»

TT

في الوقت الذي تتسع فيه دائرة عشاق لعبة التنس الأرضي في السعودية شيئا فشيئا، تثار تساؤلات كثيرة حول واقع هذه اللعبة «محليا» وطموحات الكثيرين في احتضان بطولة مفتوحة للتنس على الأراضي السعودية، وهو ما يرسم علامات استفهام كبيرة حول دور الاتحاد السعودي للتنس، الذي تجاوز الثلاثين عاما قبل أن يعلن استقلاله عن تنس الطاولة.

وفي حين يقوم الدور الأساسي للاتحاد على وضع استراتيجية واضحة تدعم بالدرجة الأولى نشر اللعبة، يبدو أن هذا الدور غائب لأسباب عدة، منها ارتباطها بـ«عقليات من تعاقب على رئاسة الاتحاد، والنظرة العامة للعبة»، كما أوضح علوي الجارودي، الحكم الدولي ومدير مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية، أن «العادة جرت ألا يتم إقرار أي مقترحات لنشر أو تطوير التنس من اللجنة الفنية بالاتحاد دون تقديم أي أسباب واضحة».

وتأخر التنس السعودي عن نظيره في الاتحادات في الخليج أرجعه الجارودي لعدم وجود خطة واضحة للرفع من شأن لعبة تعتمد على وجود بنية تحتية مهيأة تمثلها منشآت وملاعب ومدارس رياضية، وهو الأمر المفقود في ظل وجود بعض الملاعب التي لا ترقى للمستوى المطلوب كون معظمها «سيئة وبحاجة لصيانة دورية»، إلا أن محدودية عدد الملاعب التي يشرف عليها الاتحاد، والتي لا يتجاوز عمر بعضها الاتحاد نفسه. تطرح هي الأخرى تساؤلا مهما حول ميزانية الاتحاد التي اعتبرها محمد العجاجي، أمين عام الاتحاد «غير كافية لأنشطة الاتحاد، ناهيك بكونها تدعم صيانة الملاعب»، ولأن واقع حال الميزانية التي تردد العجاجي في الإفصاح عنها، قبل أن يعطي رقما تقريبيا ليؤكد أنها «تتجاوز حاجز الـمليون وثلاثمائة»، لا يتناسب مع الـ59 بطولة التي يشرف عليها الاتحاد، ويبذل فيها «قصارى جهده لتتناسب مع الإمكانيات المتاحة».

وفي حين تتم إقامة هذه البطولات على ملعب واحد، الأمر الذي يتطلب من كل لاعب الاستعانة بصبر أيوب للتغلب على ساعات الانتظار، في لعبة وقتها غير محدد ليتسنى لكل لاعب خوض غمار مبارياته بحسب جدول كل بطولة، والتي لا تتجاوز في العادة حاجز الـ32 مباراة، في حين تبقى جديلة سنوات الإهمال المعقودة بعدم وجود خطة استراتيجية للتطوير كافية لعدم نشر اللعبة على الأقل داخل الأندية، في ظل «غياب المتابعة والمحاسبة للقائمين على الاتحاد واللجنة الأولمبية».

وأوضح الجارودي أن الاهتمام بواقع التنس «يقع ضمن مسؤولياتها، كون التنس يدخل ضمن تصنيف 63 ناديا بعضها ليس لديها ملاعب سوى ملاعب المدينة الرياضية»، وهو ما انعكس سلبا على أندية كانت تبدي اهتماما ولو جزئيا باللعبة، قبل أن يتم إلغاء الإعانة التي كانت تقدمها رعاية الشباب منذ 15 عاما، وهو ما حمل الأندية عبئا اقتصاديا كبيرا لأن «تكلفة إعداد اللاعب الواحد تتراوح ما بين مليونين و3 ملايين ريال»، وهو ما جعل الأندية تذهب بكليتها لدعم ألعاب أكثر شعبية ليس أهمها كرة السلة أو الطائرة، في حين تظل كرة القدم هي المحور الذي تدور حوله الرياضة السعودية، سياسة الإهمال التي ألقت بظلالها على التدريب الذي يلعب دروا مهما في نشر اللعبة على مستوى الأندية جاء مبررا لعدم وجود مدربين أكفاء في ظل «وجود من 20 إلى 25 مدربا الغالبية منهم غير متفرغ، كما أبان الجارودي تصرف لهم إعانات من الاتحاد، في حين تتكفل الأندية بالـ20 في المائة الباقية.

وفي الوقت الذي يلعب فيه الإعلام المحلي بمختلف توجهاته، دورا في تسليط الضوء على مختلف الأنشطة الرياضية خاصة كرة القدم يسجل هذا الدور غيابا منقطع النظير فيما يتعلق بنشاط الاتحاد السعودي للتنس، والتي لا تتجاوز بطولات الدرجة الأولى والممتاز وأخيرا الفيوتشر للمحترفين، بينما تكتفي بعض الصحف المحلية بنشر خبر لا يتجاوز الـ300 كلمة بحق أسماء تمكنت من تحقيق مراكز متقدمة على مستوى الخليج.

إلا أن الأمر لا يلغي صورية عمل اللجنة الإعلامية للاتحاد في التعاون مع الصحافة المحلية لتغطية أنشطته، الأمر الذي برره العجاجي بقوله: «نقوم بإرسال خطابات للصحف لتغطية بعض الفعاليات التي يقوم بها الاتحاد».