كاكا.. لاعب احتار بين الملاعب واحتارت الملاعب معه

المزاد عليه بدأ مجددا في أندية نصف العالم

TT

من نجم كبير إلى لاعب يطرح في المزاد قبل بداية كل موسم.. هكذا أصبح التقييم الحالي لنجم كرة القدم البرازيلي كاكا لاعب ريال مدريد الإسباني الذي يواجه فترة انتقالات أخرى ومستقبله في مهب الريح. ودار الحديث في الأسابيع القليلة الماضية عن إمكانية انتقاله للعب في باريس سان جيرمان الفرنسي أو إنتر ميلان الإيطالي. كما تردد أنه تلقى عرضا مغريا من نادي جوانجتشو الصيني. ويبدو الآن أنه في طريق العودة إلى ميلان الإيطالي.

وذكرت صحيفة «إل كورييري ديللو سبورت» الإيطالية الرياضية أول من أمس أن كاكا أصر على التحدث إلى البرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني لريال مدريد «حتى يسمح له النادي الملكي بالرحيل من صفوف الفريق هذا الصيف». ويرغب كاكا في أن يسمح له المدرب البرتغالي بالرحيل من النادي، مما سيقلص من المقابل المالي الكبير الذي يطلبه الريال للتخلي عنه، والذي يصل إلى 25 مليون يورو (7.‏30 مليون دولار).

وكما أوضحت الصحيفة الإيطالية، يسعى كاكا للعودة إلى صفوف فريقه القديم ميلان، ولكنه يدرك أن ميلان لن يدفع هذا المقابل المالي الكبير الذي يطلبه الريال.

كما أوضحت الصحيفة أن كاكا قد يوافق على تخفيض الراتب الذي يتقاضاه من أجل إتمام الصفقة في حالة توصل الناديين إلى اتفاق. ويتقاضى كاكا راتبا خالصا يبلغ عشرة ملايين يورو (2.‏12 مليون دولار) في الموسم الواحد، وقد يقلص هذا المبلغ إلى ستة ملايين يورو سنويا. وقد يساهم هذا في تسهيل انتقاله إلى ميلان النادي الذي شهد تألقه وسطوعه قبل انتقاله إلى ريال مدريد قبل ثلاث سنوات. وسبق للريال أن دفع 65 مليون يورو (80 مليون دولار) لميلان من أجل التعاقد مع النجم البرازيلي الفائز بجائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم عام 2007. واليوم، وبعد مرور هذه السنوات الثلاث على اللاعب في صفوف الريال، أصبح ثمنه ثلث ما كان عليه ليكون أحد أسوأ الاستثمارات التي أقدم عليها النادي الملكي. وأثار التعاقد مع كاكا ضجة هائلة، خصوصا أن فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد أوفى بوعده من خلال هذه الصفقة التي وعد بها في حالة انتخابه رئيسا للنادي.

وحسم بيريز، في ساعات قليلة، هذه الصفقة التي ظلت حلما لجماهير النادي لفترة طويلة. وسبق لرئيس النادي السابق رامون كالديرون أن وعد بالتعاقد مع كاكا، ولكنه لم ينجح حتى جاء بيريز ليتمها دون عناء كبير بعدما فتح خزانته وأنفق الملايين.

ولكن المؤكد أن كاكا لم يقدم مع الريال ما يستحق هذا المقابل المالي الضخم وما يتوافق مع توقعات جماهير النادي.

وكان أداء كاكا تحت قيادة المدرب التشيلي مانويل بيليغريني في الموسم الأول له مع الريال ثم بقيادة مورينهو في الموسمين الماضيين بعيدا تماما عن المتوقع من هذا النجم الكبير. وعلى مدار المواسم الثلاثة، شارك كاكا مع الريال في 89 مباراة بمختلف البطولات وسجل خلالها 24 هدفا. وكان الموسم الماضي هو الأكثر إحباطا للاعب مع فريقه، حيث قال قبل بدايته: «سيكون هذا هو عامي»، في إشارة إلى أنه الأول له منذ انتقاله إلى الريال الذي لا يتعرض في فترة الإعداد الخاصة به للإصابات.

ورغم العروض الجيدة التي قدمها في منتصف الموسم، قضى كاكا الشهور الثلاثة الأخيرة من الموسم على مقاعد البدلاء، وأصبح بديلا معتادا للألماني مسعود أوزيل، الذي فرض نفسه على التشكيل الأساسي للفريق. وكانت الصدمة الكبيرة لكاكا في 25 أبريل (نيسان) الماضي عندما لعب في الشوط الثاني من مباراة الإياب أمام بايرن ميونيخ الألماني في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا. ونال كاكا بعضا من الهتافات العدائية وصفارات الاستهجان من جماهير الريال في الوقت الإضافي الذي لجأ إليه الفريقان.

وازدادت حدة الهتافات خلال ماراثون ضربات الترجيح التي احتكم إليها الفريقان في نهاية اللقاء، حيث كانت الضربة التي أهدرها من الأسباب المؤثرة في خروج فريقه من البطولة صفر اليدين. وأصبح من الطبيعي أن يسود الجدل، مثلما كان قبل بداية الموسمين الماضيين، حول مستقبل كاكا مع الريال وإمكانية رحيله عن النادي هذا الصيف ليبدأ المزاد مجددا في أندية نصف العالم، سواء في آسيا أو أميركا، بخلاف الأندية الأوروبية.

ولكن المشكلة التي تواجه الصفقة ما زالت هي المقابل المالي من ناحية، والراتب الضخم للاعب، خصوصا في ظل حالة التقشف التي تتبعها الكثير من الدول حاليا.