المحكمة العليا في سويسرا تنشر وثائق تدين هافيلانغ رئيس الفيفا السابق

الاتحاد الدولي كان على علم بحصول أشخاص يعملون به على رشى

TT

نشرت المحكمة العليا في سويسرا وثائق تدين البرازيلي جواو هافيلانغ الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وريكاردو تيكسيرا رئيس الاتحاد البرازيلي وعضو اللجنة التنفيذية في الفيفا سابقا، وهو زوج ابنته السابق، بالحصول على رشى تقدر بالملايين. ووفقا للوثائق التي كشفت عنها المحكمة السويسرية، حصل هافيلانغ (96 عاما) الذي ترأس الفيفا منذ عام 1974 وحتى عام 1998 من خلال شركة «اي اس ال» الشريك التسويقي السابق للفيفا، التي أعلنت إفلاسها عام 2001، على 5.‏1 مليون فرنك سويسري (25.‏1 مليون دولار). كما حصل تيكسيرا على أكثر من 12 مليون فرنك سويسري على الأقل بين عامي 1974 و1998.

وتشير الوثائق إلى أن الفيفا كان على علم بحصول أشخاص يعملون به على رشى. وحصل هافيلانغ وتيكسيرا على 41 مليون فرنك سويسري أخرى من شركة «اي اس ال» بين عامي 1992 و2000. وبشكل إجمالي دفعت شركة «اي اس ال» 138 مليون فرنك سويسري على سبيل الرشى بين عامي 1989 و2001، في فضيحة تورط فيها الكثير من مسؤولي الفيفا. وأغلقت القضية في مايو (أيار) 2010 بعد إعادة دفع مبلغ لم يكشف عنه من قبل هافيلانغ وتيكسيرا.. ولكن المحكمة العليا في سويسرا أصدرت أول من أمس المستندات التي بحوزتها بناء على طلب مؤسسات إعلامية. وكان الفيفا منح شركة «اي اس ال» حقوق بث نهائيات كأس العالم في عامي 2002 و2006.

ولد هافيلانغ في الثامن من مايو 1916 لأب بلجيكي كان يعمل في بيع الأسلحة النارية والذخيرة. وعلى مدار تسعة عقود حقق هافيلانغ نجاحا تلو الآخر، منذ بدأت علاقته بالرياضة في سن الصبا، حيث لعب في فرق الناشئين بنادي فلومينينزي البرازيلي لكرة القدم قبل الانتقال إلى السباحة وكرة الماء. كان هافيلانغ أحد أفراد البعثة البرازيلية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية عام 1936 بالعاصمة الألمانية برلين.

وعندما اعتزل ممارسة الرياضة على المستوى الرسمي شغل هافيلانغ رئاسة الاتحاد البرازيلي للرياضات قبل توليه منصب رئيس الفيفا في عام 1974 ليبدأ «ثورة» حقيقية في مسيرة الفيفا، حيث أصبح أول رئيس غير أوروبي للفيفا.

ونجح هافيلانغ في تحويل كرة القدم إلى مجال مربح اليوم، حيث أكد أنه تولى رئاسة الفيفا وخزانته بها 20 دولارا، وترك منصبه وخزائن الاتحاد الدولي تحوي أربعة مليارات دولار.

وحتى العام الماضي كان هافيلانغ عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية لكنه استقال لأسباب صحية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وجاء تنحيه عن منصبه ليسقط عنه إجراءات اللجنة الأولمبية الدولية بشأن ادعاءات بالفساد ضده. وكان من المقرر أن يمثل هافيلانغ أمام لجنة القيم باللجنة الأولمبية الدولية للاستماع إلى أقواله في الادعاءات بشأن حصوله على رشى من مؤسسة «اي اس ال» للتسويق الرياضي عندما كان رئيسا للفيفا.

وخلال رئاسته للاتحاد الدولي، وسع هافيلانغ عضوية الاتحاد التي تبلغ حاليا 208 من الدول الأعضاء، أي ما يفوق عدد الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. كما ارتفع في عهده عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات بطولات كأس العالم من 16 إلى 32 منتخبا. ونجح هافيلانغ بسياسته في جذب رعاة بارزين مثل شركات «كوكاكولا» و«نايكي» و«بودفايسر» و«ماكدونالدز»، لرعاية الفيفا وبطولاته.

وكان لهافيلانغ تأثير بارز أيضا في اللجنة الأولمبية الدولية ونجح في استغلال قوته وتأثيره لجلب حق استضافة دورة الألعاب الأولمبية المقررة عام 2016 إلى بلاده، حيث تنظمها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. ونجح هافيلانغ في أن يقنع أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية بمنح حق الاستضافة لريو دي جانيرو حتى تسنح له الفرصة لمشاهدة الأولمبياد في بلاده بعدما يكمل عامه المائة.

أما بالنسبة لتيكسيرا فهو استقال بدوره من رئاسة الاتحاد البرازيلي وعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي ومن منصبه كرئيس للجنة المحلية المنظمة لمونديال 2014. وجاءت استقالة تيكسيرا (64 عاما) الذي كان «رجل» هافيلانغ، على خلفية تحقيق فتحته السلطات البرازيلية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من أجل التأكد من التقارير التي أشارت إلى أنه كان يبيض الأموال من خلال الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، علما بأن شبكة «بي بي سي» البريطانية كانت بثت عام 2010 تقريرا يكشف بأن تيكسيرا حصل من «اي اس ال» على مبلغ 5.‏9 مليون دولار كرشوة من أجل عقد حقوق النقل التلفزيوني لمباريات كأس العالم.