سان جيرمان يعرض 62 مليون يورو لضم إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا

نادي الميلان مستعد للتخلي عن أبرز نجومه.. ويبدأ عملية تجديد شاملة للفريق

TT

لا شك أن ضغط ناديي باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي يضع الميلان في مأزق كبير، حيث العروض الكبيرة المقدمة لتياغو سيلفا وزلاتان إبراهيموفيتش تملأ وقت أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان وتزرع كثيرا من الشكوك حول مستقبل اللاعبين في الفريق الإيطالي.

والتقى أدريانو غالياني نائب رئيس نادي الميلان ومينو رايولا وكيل أعمال إبراهيموفيتش 4 ساعات للبحث في العرض الذي يبلغ 62 مليون يورو من باريس سان جيرمان للظفر بخدمات اللاعبين. وعند هذه النقطة، يبدو أن ميلان ما زال يمانع في الموافقة على ترك المهاجم السويدي يرحل والقيام بعملية بيع مزدوجة مع النادي الفرنسي. من الواضح حاليا أن نادي سلفيو بيرلسكوني قرر قبول العرض الذي يقدر بنحو 62 مليون يورو وهي الأموال التي يحاول ليوناردو المدير الرياضي في باريس سان جيرمان وضع تياغو سيلفا والمهاجم السويدي تحت تصرف المدرب كارلو أنشيلوتي.

وبعد رفض البيع الفردي للاعب البرازيلي تياغو سيلفا مقابل 42 مليون يورو، سمح سلفيو بيرلسكوني بالقيام بعملية بيع مزدوجة، نظرا لأن المسؤولين الفرنسيين على استعداد لوضع 20 مليون يورو أخرى على طاولة المفاوضات من أجل الحصول على السويدي إبراهيموفيتش. وفي ظل هذا القرار المؤلم بالتنازل عن اثنين من اللاعبين الأفذاذ في الميلان، يكون لصوت الرواتب تأثير كبير. وفي الواقع، ليس سرا أن زلاتان يحصل على راتب يقدر بنحو 12 مليون يورو خالصة الضرائب سنويا والعقد مستمر لموسمين آخرين. إذن، عقده يشكل عبئا بإجمالي 48 مليون يورو على النادي. والأمر ذاته مع تياغو سيلفا، فمع التجديد الأخير للعقد، حصل اللاعب على عقد لمدة خمس سنوات يقدر بنحو 6 ملايين يورو خالصة الضرائب سنويا. وهكذا، نحن بصدد المبلغ المبالغ الذي يدفع للاعبين طوال مدة تعاقدهما، ويقدر بنحو 170 مليون يورو، وهي القيمة الإجمالية التي تؤثر كثيرا بوضوح على ميزانية نادي الميلان في الوقت الحالي.

وفي غضون المقابلة التي تمت بين نائب رئيس الميلان ووكيل أعمال إبراهيموفيتش، بزغ في مدينة باريس أمس أمل الإعلان عن الوصول إلى اتفاق قريبا. وعلى الرغم من أن ليوناردو لم يفصح عن معلومات بشأن تطور المفاوضات، فإن وسائل الإعلام بدأت في ترديد بعض الأصوات بهذا الصدد، أيضا لأن صمت مينو رايولا يعد علامة على حساسية هذه الفترة. وخلال القمة التي انعقدت مع أدريانو غالياني، كان هناك أيضا بعض الاتصالات الهاتفية مع زلاتان الذي يقضي إجازته في السويد. ومن الواضح أن المهاجم يرغب في التفكير في المسألة، لا سيما أن العرض الفرنسي ربما يكون هو عقده الكبير والأخير في مشواره الكروي، ويريد أن يكون لديه ضمانات لها معنى. هل ليوناردو على استعداد لكي يضمن له راتبه الحالي الذي يقدر بنحو 12 مليون يورو حتى عام 2016؟ أو بالأحرى هل يفضل باريس سان جيرمان أن يرفع سعر الراتب مع عقد لمدة ثلاثة أعوام حتى 2015؟ إنها أمور مالية تجعلنا ندرك أن اللاعب السويدي زلاتان دخل حاليا في سلسلة من الأفكار التي تجعله قد يحزم حقائبه ليتوجه إلى العاصمة الفرنسية باريس. لكن، لا يزال ينبغي عليه إيجاد ما يسمى بالمرحلة الأخيرة. لذلك، ستكون المحادثات المقبلة مع رايولا حاسمة. وجدير بالذكر أن وكيل أعمال إبراهيموفيتش سافر إلى السويد للحديث شخصيا مع موكله.

ويكمن الانطباع العام في أن اللحظات الحاسمة في هذه الصفقة ستكون خلال الـ48 ساعة المقبلة. وبحلول يوم الأحد ربما يتحدد القرار النهائي في هذه الصفقة المزدوجة، ربما مع مداهمات من رايولا نفسه في باريس. وعلى العكس، كل شيء أكثر وضوحا بين النادي الفرنسي والبرازيلي تياغو سيلفا. وفي رحلة أدريانو غالياني في منتصف شهر يونيو (حزيران) الماضي، وصل ممثلو المدافع البرازيلي أيضا إلى العاصمة الفرنسية. وفي تلك الأيام، تم التوصل بالفعل إلى اتفاق على عقد لمدة أربعة سنوات ويقدر بنحو 7.5 مليون يورو في الموسم الواحد. وبعد ذلك، حاول تياغو سيلفا التأقلم مع قرار الميلان ووافق على تمديد العقد مقابل 6 ملايين «فقط». لكن، من الواضح أن المفاجأة لا تجده مستعدا ومنح اللاعب البرازيلي إمكانيته منذ فترة. ومن أجل هذا السبب لا ينبغي الآن وضع عملية انتقاله إلى نادي آخر محل جدل. ولم يعد لدى أدريانو غالياني، الذي قام مساء أول من أمس باتخاذ خطوات متقدمة مع المدير الفني ماسيميليانو أليغري، أي حاجة في السفر.

وأمام ذلك يبدو أن ميلان بصدد ثورة تجديد شاملة على تشكيلته، حيث يتطلع غالياني لضم الأرجنتيني البارع كارلوس تيفيز من مانشستر سيتي. ويتذكر الجميع فشل الصفقة في اللحظة الأخيرة في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي بسبب رفض البرازيلي باتو الانتقال لباريس سان جيرمان. وعلى الرغم من ذلك، ظلت العلاقة مع تيفيز ومع مدير أعماله كيا كورابشيان رائعة، لكن المشكلة الرئيسية في الوقت الحالي هي أن نادي مانشستر سيتي يعتبر تيفيز حتى الآن لاعبا لا غني عنه. بينما يعتبر الطريق المؤدي إلى المهاجم إيدين دزيكو أقل صعوبة من تيفيز. فقد عرض نادي مانشستر سيتي دزيكو بالفعل للبيع لكن مقابل مبلغ يفوق 25 مليون يورو الذي سبق أن تم رفضه من نادي زينيت سان بطرسبورغ الروسي. وكان دزيكو قاب قوسين أو أدنى من التوقيع للميلان في عام 2009 لكن تعنت نادي فولفسبورغ الألماني في ذلك الحين أدى إلى فشل الصفقة. ويلعب دزيكو هداف الدوري الألماني في عام 2011 في مانشستر سيتي منذ يناير الماضي مقابل 35 مليون يورو. ولم يحدد النادي الإنجليزي المبلغ الذي يطلبه للاستغناء عنه. ولا يخفى على أحد أن الميلان يهتم أيضا بأليكساندر كولاروف الذي يزيد هو الآخر عن حاجة مانشيني في نادي مانشستر سيتي. وقدم نادي الميلان بالفعل عرضا لاستعارة كولاروف مع الاحتفاظ بالحق في شرائه، لكن الأمور كلها ستتغير إذا دخل النادي الإنجليزي حقا في المنافسة على الظفر بالثنائي إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا. والمعروف أن مانشيني يرغب بشدة في ضم سيلفا وأن علاقته بإبراهيموفيتش طيبة للغاية منذ كان يدرب الإنتر.

ويعتبر خط الدفاع هو ثاني اهتمامات نادي الميلان في الوقت الحالي. وقد نجح الإنتر في خطف ماتياس سيلفستري في مركز قلب الدفاع، لكن غالياني احتفظ بالمفاوضات مع نادي فاسكو دا غاما من أجل ضم مدافع الشاب ديدي (24 عاما) الذي يعتبر نجم المستقبل أيضا بمنتخب البرازيل.

كما أبدى الميلان اهتماما بلاسانا ديارا لاعب خط وسط ريال مدريد الإسباني الذي يتبقى له عام واحد في عقده مع النادي الملكي، لكن المفاوضات الأولية مع اللاعب لم تكن إيجابية بسبب المغالاة في الجانب المادي.