أمير خان يسقط بالقاضية أمام غارسيا.. وهاي يعود بانتصار ساحق على تشيسورا

في مواجهتين ساخنتين للملاكمة.. إحداهما أصابت بطلا بهزة عنيفة.. وأخرى أعادت البريق إلى معتزل

TT

تعرضت مسيرة الملاكم البريطاني أمير خان لهزة عنيفة إثر تلقيه ثاني هزيمة ساحقة على التوالي في لاس فيغاس على يد داني غارسيا، الذي أسقطه أرضا 3 مرات قبل أن يحقق الفوز عليه بالضربة القاضية في الجولة الرابعة في وقت مبكر قبل فجر أمس (بتوقيت غرينتش).

وقد أشار الملاكم البريطاني البالغ من العمر 25 عاما مؤخرا إلى أنه مر بأصعب فترة في تاريخه مع اللعبة، وبالتحديد خلال 6 أشهر ساخنة تعرض خلالها لهزيمة مثيرة للجدل أمام لامونت بيترسون، قبل أن يتلقى صدمة أخرى بإلغاء مباراة الإعادة بينهما بسبب رسوب منافسه الأميركي في اختبار للمنشطات جاءت نتيجته إيجابية باحتواء العينة على هرمون التستوستيرون الاصطناعي.

وبعد 7 أشهر من تلك المباراة أمام بيترسون جاءت الهزيمة أمام غارسيا بمثابة ضربة موجعة لخان، حيث احتفظ الملاكم الأميركي بلقب «المجلس العالمي للملاكمة»، وأصبح بطلا موحدا للقبين العالميين في «مجمع حلبات خليج ماندالاي».

ودخل خان، الملاكم الشهير الذي حظي بتشجيع معظم الجماهير التي ملأت المدرجات ناحيته وبلغ عددها 7 آلاف مشجع، المباراة بسجل يضم هزيمتين فقط مقابل 26 انتصارا منها 18 انتصارا بالضربة القاضية، في حين يضم سجل غارسيا 23 انتصارا، منها 14 انتصارا بالقاضية ودون أي هزيمة.

وكانت لخان اليد العليا في بداية المباراة، ولم تكَد تمضي ثانية واحدة حتى وجه لكمة خطافية بيسراه أعقبها بأخرى بيمناه إلى غارسيا، وتمكن بسهولة من الفوز بالجولة الأولى بفضل أدائه الهجومي ولكماته الخطافية المؤثرة، بينما لم يكن أمام غارسيا سوى أن يرضى بلكمتين بيمناه وضربة غير قانونية تحت الحزام، تلقى تحذيرا عليها.

وبعد تفوق خان في البداية ونجاحه في إصابة منافسه بقطع أعلى عينه مع احتدام النزال بينهما في الجولة الثالثة، فإن يسارية مضادة قوية من غارسيا أسقطت خان أرضا، ورغم أن الأخير نهض سريعا على قدميه فقد بدا غير متمالك لإدراكه على الإطلاق. بعد ذلك دخل غارسيا أجواء اللقاء ووجه لكمات مؤثرة إلى خان حتى جاءت اللحظة الحاسمة التي انقض فيها على الملاكم البريطاني وأجهز عليه بالقاضية في الجولة الرابعة.

وتم نقل خان إلى المستشفى لإجراء فحوص احترازية بعد الهزيمة القاسية، التي قد يكون لها تأثير سلبي على مشواره مع اللعبة. وصرح أمير خان بعد هزيمته الساحقة أمام غارسيا، الذي لم يكن مرشحا للفوز، قائلا إنه لا يلوم أحدا سوى نفسه.

واعترف الملاكم القادم من مدينة بولتون الإنجليزية: «لم يكن يومي. بعد أن شاهدت الإعادة قلت لنفسي إنني دخلت الحلبة بتراخٍ، وقد استغل داني هذا. أنا أحترم داني، وقد قاوم جيدا جدا أمامي». ولمح خان، الذي ارتفع رصيده من الهزائم إلى 3، منها 2 بالضربة القاضية، إلى أنه قد يكون قد استخف بغارسيا، وهو ما تكشف عنه خطواته التكتيكية، حيث هاجم خصمه بقوة من اللحظة الأولى قبل أن يتورط في معركة خسرها في النهاية بصورة دراماتيكية.

وقال خان، مشيرا إلى يسارية غارسيا الخطافية التي طرحته أرضا لأول مرة: «لقد شعرت بالرضا عن نفسي قليلا بعد الجولة الأولى، مما منحه الأفضلية وجعله يتمكن مني. وفوجئت نوعا ما بإيقاف الحكم للمباراة، فقد كنت أظن أنه سوف يسمح لنا بالاستمرار. كان ذهني صافيا وظننت أن ساقَيّ متماسكتان، لكنني أحترم الحكم والقضاة واللجنة المشرفة على المباراة، فقد يكونون قد اتخذوا القرار الصائب».

كان خان، الذي سبق أن تحدث - ربما بسذاجة - عن منازلة فلويد مايويذر في المستقبل القريب، قد أعيد إليه هذا الأسبوع حزام «الرابطة العالمية للملاكمة» الذي خسره أمام بيترسون، ليفقده مجددا أمام غارسيا داخل «مجمع حلبات خليج ماندالاي».

في المقابل صرح غارسيا، الذي أصبح رصيده من الانتصارات 24 دون أي هزائم: «كنت واثقا طوال الوقت من أنني سأفوز في هذه المباراة، وقد أصبحت الآن بطلا موحدا في الوزن الخفيف. كنت أحتاج إلى ملاكم قوي أمامي كي أظهر مدى قوتي كملاكم. الآن الجميع يعرفون هذا، أنا مدمر. سوف أباري أي أحد في أي مكان في أي وقت. لقد وجهت إليه نفس اللكمات التي وجهتها إلى إيريك موراليس حينما فزت باللقب في المرة السابقة، وهذا يبين لكم أن موراليس كان ملاكما عظيما. الناس يقولون إنه كان كبيرا في السن، لكنه تحمل تلك اللكمات طوال الليل، في حين أن خان لم يستطع تحملها».

وأضاف الملاكم القادم من فيلادلفيا: «كنت أعلم أن خان سيهاجم سريعا لأنه تصور أنه ليست لدي القوة، لكنني تريثت ثم بدأت أستعين بما لدي من سرعة وقوة، وقد أفلح الأمر. كنت مستعدا للقتال حتى الموت، مثله تماما. أريد الآن أن أستمر في منازلة الأفضل».

من جهة أخرى احتشد الناس داخل حلبة «أبتون بارك» (ملعب فريق وستهام)، لمشاهدة معركة حامية الوطيس بين ملاكمين قويين في الوزن الثقيل بين البريطانيين ديفيد هاي وديريك تشيسورا اللذين ثار حولهما جدل طويل بعد شجارهما الذي تسبب في إيقافهما دوليا، وتعرض الأخير لعقوبة صارمة.

ويبدو أن هذا الجدل الذي بات قضية إعلامية قد دفع القائمين على رياضة الملاكمة إلى إجراء هذه المواجهة استغلالا للمناخ الدعائي، وبالفعل أقبل الجمهور بكثافة وبلغ عدده 30 ألفا لمتابعة المباراة، وظل واقفا على قدميه طوال المواجهة وهو يشجع بمنتهى القوة والحماس.

ومع نهايتها كان ديفيد هاي العائد من الاعتزال يحتفل بفوز بالضربة القاضية في الجولة الخامسة مطيحا بتشيسورا إثر معركة دراماتيكية ضارية.

صحيح أن هذا الانتصار قد مكن هاي من الجمع بين حزامي بطولة العالم للوزن الثقيل لكل من «الاتحاد الدولي للملاكمة» و«الرابطة العالمية للملاكمة»، لكن الجائزة الحقيقية هي أن يسترد سمعته كملاكم عالمي يتمتع بالمصداقية، حيث أصبح بإمكانه الآن أن يفكر في خوض مباراة على اللقب العالمي أمام فيتالي كليتشكو، الذي تغلب بالنقاط على تشيسورا في شهر مارس (آذار) الماضي، وهو شقيق فلاديمير، الذي انهزم هاي أمامه بسهولة شديدة قبل عام، وتذرع حينها بتعرضه لكسر في إصبع قدمه الصغير. وهذه المرة، لعب الملاكم البالغ من العمر 31 عاما بحماس بالغ، وقدم واحدة من أفضل مبارياته طوال مسيرته مع اللعبة، رافعا رصيده إلى 26 انتصارا من أصل 28 مباراة لعبها.

وقال هاي مبتهجا: «لقد وجهت بعض أفضل اللكمات التي وجهتها في حياتي، كما كانت هذه أفضل أجواء لعبت فيها على الإطلاق. سوف أدهش إذا أراد فيتالي كليتشكو منازلتي الآن بعد كل هذا. سوف يلاعب أحد الحمقى في الغالب، قبل أن يعتزل اللعبة ويتحول إلى رجل سياسة».