رحيل إبراهيموفيتش يثير قلق كاسانو ويلقي بظلال قاتمة حول مستقبله مع الميلان

غالياني يفكر في ماتري كبديل وينتهج سياسة التكلفة المنخفضة للبحث عن نجوم جدد

TT

ظهر الانسجام واضحا بين النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش وكاسانو منذ اليوم الأول لوجودهما معا في صفوف الميلان. والآن أصبح على اللاعبين الافتراق مع رحيل المهاجم السويدي إلى سان جيرمان الفرنسي. بلا شك يرحل إبراهيموفيتش عن الميلان وهو يشعر بقدر كبير من الغضب والاستياء، لأنه لم يعد قلب مشروع الفريق الذي فضل تركه يرحل بسبب راتبه المرتفع الذي يتنافى مع ميزانية النادي الخاسرة. ويصعب على لاعب مثل إبراهيموفيتش أن يجد نفسه في مثل هذا الموقف، لا سيما أنه كان صاحب الفضل الأول في فوز الميلان بدرع الدوري في الموسم قبل الماضي بعد إحرازه لـ35 هدفا. وكان إبراهيموفيتش يرغب في البقاء في ميلانو حتى نهاية عقده مع الميلان.

ومع رحيل إبراهيموفيتش عن الميلان تثار الكثير من الشكوك حول رد فعل كاسانو، الذي وصفه النجم السويدي في السابق بأنه الزميل المثالي في خط الهجوم. ويتشابه كاسانو وإبراهيموفيتش في أن كليهما يجد صعوبة كبيرة في إخفاء شعورهما وحالتهما النفسية. ويحتاج كاسانو، مثل إبراهيموفيتش، إلى الإحساس بشكل دائم بأنه محور الاهتمام من الجميع، وأن هناك فريقا ناجحا يلعب له. وكان كاسانو قد أعلن خلال وجوده مع منتخب إيطاليا في بطولة الأمم الأوروبية أنه يشعر باستياء بالغ للأنباء التي تحدثت عن قرب رحيل تياغو سيلفا عن الميلان، ووصف بيع سيلفا بأنه «جريمة لا تغتفر». وأضاف كاسانو في هذا الصدد «إذا غضب إبراهيموفيتش لرحيل سيلفا فأنا أتفق معه تماما. إنه يمثل 50 في المائة من قوة الميلان. ولست أدري إن كنت سأبقى مع الفريق أم لا..».

والآن ومع رحيل إبراهيموفيتش عن صفوف الميلان لا شك أن كاسانو سيشعر بالمزيد من القلق والضيق داخل فريق الميلان. وكان كاسانو ينتظر أن يتم تجديد عقده مع الميلان بعد ظهوره بمستوى متميز في بطولة الأمم الأوروبية الأخيرة، لكن أحدا لا يمكنه أن يتنبأ بأي شيء في زمن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الأندية الإيطالية وعلى رأسها نادي الميلان. وقد رفض كاسانو العديد من العروض التي وردت له من روسيا وقطر، ولعله كان يفضل العودة لناديه السابق سمبدوريا، لكن النادي لا يبدو مستعدا للقيام بهذه الخطوة. ويمتد عقد كاسانو مع الميلان حتى عام 2014، ولا يوجد أي بديل مغر حتى الآن. وسيكون الأمر صعبا بالنسبة للمهاجم البارع بعد رحيل إبراهيموفيتش عن صفوف الميلان، لكنه سيضطر للبقاء مع الفريق إذا لم ترد له عروض جيدة تحوز رضاه ويرضى عنها أيضا مسؤولو الميلان في الفترة القادمة.

ولا يتوقع أن يكون خليفة إبراهيموفيتش اسما أجنبيا من خارج إيطاليا، وهي تفصيلة ليست بالقليلة نظرا لأن الميلان لديه مكان واحد للاعب من خارج الاتحاد الأوروبي. والاسم الجديد على قائمة مشتريات نائب رئيس الميلان أدريانو غالياني يُدعى أليساندرو ماتري، مهاجم يوفنتوس الذي أسهم في الفوز بدرع الدوري الأخيرة بهدف في سان سيرو.

في هذه اللحظة يفحص أدريانو غالياني أسماء واحتمالات كثيرة، ويلتقي وكلاء أعمال كثيرين، لكنها كلها مجرد حوارات وليست مفاوضات بعد. لكنه يأخذ في الاعتبار أيضا أن اللاعبين الأجانب يكلفون كثيرا ويتقاضون رواتب كبيرة، ولهذا السبب يميل أكثر لفكرة الحل الإيطالي منخفض التكلفة، والذي سيسمح للميلان بتدعيم خط هجوم مدرب الفريق ماسيميليانو أليغري لكن مع احتواء النفقات، وهو الهدف الرئيسي خلال فترة الانتقالات هذه. اللاعبون الذين يحظون بإعجاب الميلان معروفون منذ فترة، وعلى قائمة الاهتمامات يأتي كارلوس تيفيز وإدين دزيكو لاعبا مانشستر سيتي الإنجليزي، لكن كلا منهما يتقاضى ما يزيد على 5 ملايين يورو سنويا، وبالتالي لن يتناسبا مع مسار احتواء الرواتب الذي أقره مالكو النادي، والذي أدى لرحيل كل من تياغو سيلفا وإبراهيموفيتش. وهكذا بدأ غالياني البحث عن بديل أقل تكلفة.

من جانبه، نفى توليو تينتي، وكيل أعمال ماتري، وجود عرض لضم مهاجم يوفنتوس من جانب مسؤولي ميلان. لكن رغم ذلك لا يستبعد وجود اتصال بين الجانبين بخصوص ماتري الذي لا يتجاوز راتبه المليوني يورو. وقد طرحه نادي السيدة العجوز في سوق الانتقالات، ليس لأنه لم يظهر بمستوى جيد، لكن لأنه واحد من اللاعبين القليلين الذين يمكن جني أموال جيدة من ورائهم يعاد استثمارها مجددا. في عام ونصف العام سجل رأس الحربة 19 هدفا، بما في ذلك التعادل الشهير بين الميلان واليوفي والذي كان نقطة تحول نحو درع الدوري. وقد دفع نادي اليوفي لكالياري 18 مليون يورو للحصول عليه، ويقدرونه الآن بما لا يقل عن 15 مليون يورو. كما يحظى اللاعب بإعجاب أليغري، وهو الذي دربه خلال فترة قيادة الأخير لفريق كالياري وسيستعيده مجددا بكل سرور. إلى الآن هي مجرد فرضية، لكن في الأيام المقبلة قد يصير شيء ما أكثر.

الاسم الآخر الذي تم تداوله مؤخرا هو لياندرو دامياو، المهاجم البرازيلي الموجود حاليا مع منتخب بلاده الأولمبي بصحبة باتو لاعب الميلان في لندن. ووجود وكلاء أعماله أول من أمس في مقر النادي الإيطالي بميلانو، وقال أحدهم وهو فينيسوس براتيس «كان لقاء هادئا، ليناردو لاعب في إنتركونتيننتال ولا مفاوضات في اللحظة الحالية». ولا يستبعد وكيل الأعمال أن تكون هناك لقاءات أخرى مع مسؤولي ميلان، لكن المشكلة الرئيسية تكمن في السعر، فقيمة البطاقة الدولية لدامياو 20 مليون يورو، بينما يتقاضى هو مليوني يورو، كما أنه لم يلعب من قبل في أوروبا وبالتالي يمثل لغزا من الناحية الخططية.

لذا يبدو الطريق الأسهل الذي سيسلكه الميلان هو الوصول إلى ماتري، فهو لاعب يبحث كثيرا عن العمق ويلعب أفضل في منطقة الجزاء ويمكنه الانسجام مع مهاجمي الميلان الآخرين.