فيراتي بعد الانتقال إلى سان جيرمان: في الخارج يثقون بالشباب أكثر من إيطاليا

النادي الفرنسي اشترى 9 لاعبين من الدوري الإيطالي بقيمة 177.5 مليون يورو

TT

من بين 99 مليون يورو أنفقها نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، هناك 12 مليون يورو تم توجيهها لضم ماركو فيراتي (19 عاما)، لاعب وسط بيسكارا السابق. ويعد بيرلو الجديد، كما يلقبونه، والذي تركته إيطاليا يرحل، مجهولا تماما في فرنسا التي استقبلته أمس. وكان قد وصل إلى باريس بإشارة من كارلو أنشيلوتي مدرب الفريق، وفي دور «ميسي المستقبل»، بحسب مصطلحات الاستراتيجية القطرية المالكة للنادي الفرنسي.

إنها الاستراتيجية التي تم التأكيد عليها في المؤتمر الصحافي من جانب رئيس النادي الفرنسي ناصر الخليفي، حيث صرح «ماركو يمثّل المستقبل، ليس فقط لإيطاليا وإنما لنادينا أيضا. إنه لاعب شاب وذو موهبة، كُتب عليه أن يكبر معنا». لكنه مجبر على إظهار اسمه، حيث عنونت صحيفة «ليكيب» مقال الافتتاحية هكذا «من أنت يا ماركو فيراتي؟».. بالتأكيد، هو الفضول نحو حملة صفقات حيوية للغاية، فقد كلف فيراتي خزينة باريس سان جيرمان 12 مليون يورو «فقط» وسيتقاضى مليون يورو «فقط» سنويا، ولمدة خمسة مواسم. وهي أرقام تختلف تماما عن المبالغ التي أنفقت من أجل رواتب وصفقات شراء لافيتزي، وتياغو سيلفا وإبراهيموفيتش، وترى الصحيفة الفرنسية أن اللاعب البالغ من العمر 19 عاما ومنحدر من مقاطعة مانوبيللو هو «الصفقة الغريبة» بين صفقات شهر يوليو (تموز) المجنون. وهي الغرابة التي يدركها لاعب وسط بيسكارا السابق تماما، من دون إخفاء طموح فرض نفسه، ويقول «هذا صحيح، لم أفعل بعد ما قدمه أناس ربما أتدرب معهم وكنت أشاهدهم قبل ذلك على شاشة التلفزيون. لكني أبلغ من العمر 19 عاما، ولديّ رغبة كبيرة في إظهار قيمتي الحقيقية في الملعب، بعدها ستقومون أنتم بتشكيل رأيكم الخاص». من دون أن يخشى المقارنة ببيرلو، حيث تابع «إنني سعيد بالمقارنة أتمنى أن أصل لمستواه، ولديّ هنا كل ما يساعدني على النجاح في ذلك. فرصة مثل هذه لا تمنح لكل من هم في عمري».

وتابع فيراتي «في الخارج، ربما يؤمنون أكثر بالشباب، لكن ليست إيطاليا فقط أمام الشباب الإيطالي. بالطبع من الأفضل أن تركز إيطاليا على الشباب نظرا لأنهم في الخارج يدركون مبكرا من يملك الموهبة». ونظرا لأن هناك أزمة مالية تشهدها الأندية الإيطالية حاليا، فقد ضم نادي باريس سان جيرمان هذا العام تسعة لاعبين بالتمام والكمال من دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وهو أمر طبيعي بالنسبة للمدير الرياضي للفريق الفرنسي ليوناردو، حيث قال «لا نقوم بالتسوق وإنما نتصرف بحسب سوق الانتقالات واحتياجاتنا».

لم يكن أحد يعتقد أنه سيختطف أبرز اللاعبين في بطولة الدوري الإيطالي لإثراء البطولة الفرنسية. في واقع الأمر، قد يعتبر البعض ليوناردو فاعل خير، لأنه في لحظة أزمة تشهدها إيطاليا، وحيث تتعب الفرق للإنفاق على سوق الانتقالات فإن مدرب الميلان والإنتر السابق والمدير الرياضي الحالي لباريس سان جيرمان يواصل ضخ الأموال في خزائن كرتنا المحلية.

لقد كانت إيطاليا هي أرض الصيد المفضلة بالنسبة للبرازيلي ليوناردو، ربما لأنه عاش وعمل بها لمدة 14 عاما وبالتالي يعرف جيدا دوري الدرجة الأولى، وربما أيضا لأن الأندية الكبرى بدأت حاليا (بخاصة ميلان والإنتر) ضبط ميزانياتها وعليها التخلص من الرواتب الأعلى. وخلال عام واحد، انتزع ليوناردو تسعة لاعبين من إيطاليا، لكنه حمل إلى خزائن الأندية الإيطالية 177.5 مليون يورو. بإمكان ليوناردو التعويل على حافظة النقود المفتوحة دائما والخاصة بالأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، مالك النادي الفرنسي منذ صيف 2011، والذي في العام الأخير فقط أنفق 200 مليون يورو على سوق الانتقالات.وتعد صفقة خافيير باستوري هي الأعلى كلفة بين لاعبي الدوري الإيطالي الذين انتقلوا إلى باريس، وكان اللاعب الأرجنتيني قد ترك باليرمو منذ عام مقابل 43 مليون يورو، بعدها وصل سيرجيو (3.5 مليون) من باليرمو أيضا، ومينيز من روما (8 ملايين) وسيسوكو من اليوفي (8 ملايين). وفي يناير (كانون الثاني) الماضي تم الحصول على تياغو موتا من الإنتر (11 مليونا)، وهذا الصيف كانت الضربة القوية بضم لاعبي ميلانو الكبيرين إبراهيموفيتش (20 مليونا) وتياغو سيلفا (42 مليونا). والغريب أن ليوناردو نفسه كان هو من حمل المدافع منذ ثلاثة أعوام ونصف العام إلى الميلان، حينما اشتراه من فلومينزي مقابل 14 مليون يورو. لكن لم ينته الأمر هنا، فقد اشترى المدير الرياضي لباريس سان جيرمان خلال فترة الانتقالات الصيفية هذه لافيتزي أيضا من نابولي (30 مليونا) وفيراتي من بيسكارا (12 مليونا)، وهو لاعب شاب موهوب حاولت نصف أندية الدوري الإيطالي الحصول عليه.

فعل ليوناردو كل شيء في إيطاليا، من الملعب، ثم المناصب الإدارية أخيرا على مقعد المدرب، بداية مع الميلان ثم مع الإنتر. وقد أرادوه في باريس، حيث كان لاعبا، من أجل تحويل فريق طبيعي إلى ماكينة صنعت من أجل الفوز. وقد فعل ذلك بحمل مجموعة غير عادية من إيطاليا، بمن فيهم المدرب كارلو أنشيلوتي الذي تم التعاقد معه في يناير الماضي براتب 6 ملايين يورو سنويا. الجماهير الإيطالية تمتعض، بينما إداريون كثيرون يشكرون.