سواريز: إيقافي كان بسبب «النفوذ السياسي» لمانشستر يونايتد

مهاجم ليفربول يؤكد أن الأمور كانت مدبرة ضده وأن آثار «المؤامرة» ما زالت تؤلمه

TT

وصف لويس سواريز، مهاجم ليفربول الإنجليزي، قرار الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بإيقافه ثماني مباريات بأنه كان قرارا سياسيا، وأنه كان مجرد ضحية لـ«القوة السياسية» لنادي مانشستر يونايتد خلال قضية اتهامه بتوجيهه إهانات عنصرية الموسم الماضي للفرنسي باتريس إيفرا، لاعب مانشستر يونايتد. وكتب كريس باسكومب في صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أن سواريز تحدث بالتفصيل لأول مرة منذ عقوبة الإيقاف لثماني مباريات والانتقادات التي وجهت إليه من قبل ناديه بسبب رفضه مصافحة إيفرا في وقت لاحق، وعزا العقوبة إلى نظرية المؤامرة السائدة بين قطاع كبير من جمهور ناديه، وأن مثل هذه المؤامرة حفزت مانشستر يونايتد لإلحاق الأذى بمنافسه ليفربول.

وأكد سواريز أنه انخرط في البكاء بعدما فشل في تبرئة ساحته من الاتهامات بالعنصرية، مدعيا أنه لم يصافح إيفرا في المباراة التالية للفريقين، التي تسببت في تعرضه لانتقادات شديدة من قبل ناديه، وأجبرته على الاعتذار العلني، هو والمدير الفني السابق لليفربول، كيني دالغليش، لأن إيفرا كان هو البادئ لأنه لم يرفع يده من الأساس لمصافحته.

وإذا ما كان ليفربول يأمل أن يكون الموسم الجديد بمثابة بداية جديدة بعيدة عن الأجواء المشحونة التي تلت تلك القضية، فإن تصريحات سواريز تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن آثار تلك القضية البغيضة لم تنته بعد. وفي حديثه للتلفزيون الأوروغوياني، قال سواريز إنه «بكى بعد العقوبة التي حصل عليها بداعي استخدام كلمة (زنجي) للإشارة إلى إيفرا». وأضاف: «ما حدث لي كان أمرا صعبا للغاية. لم أظهر مشاعري داخل الملعب، ولكني بكيت كثيرا خارج الملعب. في الحقيقة، كان أسبوع المحاكمة صعبا للغاية، وبكيت أنا وزوجتي كثيرا خلال هذا الأسبوع. لقد ساعدتني تلك المحنة على التمييز بين الأشخاص الذين يدعمونني حقا وبين من يقف معي بسبب مصالحه الشخصية فقط».

وأضاف النجم الأوروغوياني: «الناس في ليفربول متأكدون من أن مانشستر يونايتد قد استخدم تلك القضية لإبعادي عن الفريق وإيقاف مسيرة ليفربول. وكان يتعين علي الذهاب إلى مانشستر في تاكسي لحضور المحاكمة، ثم استيقظت في السابعة صباحا وعدت إلى المنزل في التاسعة مساء، وكنت منهكا للغاية، وكنت أريد أن أبكي وأقذف جميع الأشياء الموجودة حولي. عدت إلى المنزل وكنت أريد القيام بذلك، ولكني لم أستطع لأن ابنتي كانت موجودة بالمنزل. لقد كانت أياما صعبة وعصيبة في حقيقة الأمر وأصبحت أكثر صعوبة بعد صدور العقوبة».

وعقب انتهاء العقوبة، عاد سواريز ليواجه مانشستر يونايتد وأخبر ناديه بأنه سيلتزم بمصافحة جميع لاعبي مانشستر يونايتد قبل بداية المباراة، ولكن هذا لم يحدث، وهو ما دعا ليفربول إلى إصدار بيان يقول فيه إن سواريز جعل النادي «يشعر بالإحباط».

وعن ذلك يقول النجم الأوروغوياني: «قبل مباراتنا أمام مانشستر يونايتد، وعدت زوجتي والمدير الفني للفريق والإدارة بأنني سأصافح إيفرا. قلت لنفسي لم لا؟ لا سيما أنه لا توجد أي مشاكل معه هو شخصيا. صحيح أنني تعرضت للعقوبة بسببه، ولكن لم يكن لدي أي مانع من مصافحته. ومع ذلك، لم أكن مجبرا على مصافحته. وفي الحقيقة، كان هناك احتمال بألا تكون هناك مصافحة من الأساس بين لاعبي مانشستر يونايتد وليفربول، كما حدث مع لاعبي كوينز بارك رينجرز وتشيلسي، ولكني قلت لم لا؟ لا سيما أن فترة العقوبة قد انتهت ولم يكن لي مشاكل مع إيفرا، إنها مجرد مصافحة ولم يكن لدي مانع من أن أقوم بذلك».

واستطرد سواريز قائلا: «ومع ذلك، كان هناك سوء تفاهم فيما حدث بيني وبين إيفرا في أولد ترافورد، وأعتقد أن الأمور كانت مدبرة ضدي مرة أخرى، كما حدث بالضبط مع العقوبة. لقد أظهرت وسائل الإعلام البريطانية اللحظة التي مررت فيها من أمامه، ولكنها لم تظهره وهو يخفض يده قبل ذلك. لقد أظهرت وسائل الإعلام الأوروغويانية والإسبانية، وحدها ودون غيرها، أنني كنت أريد أن أصافحه، ولكن في إنجلترا يتمتع مانشستر يونايتد بنفوذ سياسي، ويتعين علينا أن نحترم ذلك ونغلق أفواهنا».

وعلى الرغم من تلك الأزمة، فإن سواريز يعتقد أنه يحظى بحب وإعجاب كثير من مشجعي مانشستر يونايتد، مضيفا: «جمهور مانشستر يونايتد يحترمني. فبعد كل الذي حدث، جاء أحد عشاق نادي مانشستر يونايتد إلى المكان الذي أتناول فيه العشاء مع زوجتي وطلب مني أن أعطيه صورة، وقال لي إنه معجب بي كلاعب كرة قدم». وفي الوقت الذي يحاول فيه نادي ليفربول إعادة تأهيل سواريز من الناحية النفسية، يسعى النادي للاستغناء عن مهاجمه آندي كارول. وصرح المدير الفني لنادي نيوكاسل يونايتد، ألان بارديو، بأن مالك النادي، مايك آشلي، يشرف على المفاوضات بنفسه، مضيفا: «تتم هذه العملية برمتها من خلال التواصل مع رئيس ومجلس إدارة نادي ليفربول. لدينا فريق قوي بالفعل، ولو نجحنا في التعاقد مع كارول فسيضيف إلينا بكل تأكيد». وأضاف بارديو: «الأمر سهل في الحقيقة. ففي بعض الأحيان تتم انتقالات اللاعبين من خلال المسؤولين الكبار، وأنا بعيد عن ذلك بعض الشيء، وسنرى ما سيسفر عنه ذلك. قيل لنا إنه للبيع ولو دخلنا في المفاوضات فسنحسمها لأنه لاعب جيد».