الإمارات ترفع شعاري «الانسجام» و«التفاؤل» في مهمتها الكروية بأولمبياد لندن

منتخب مصر خاض 50 مباراة ودية.. ورمزي: الثورة غيرت الرياضة أيضا

TT

يسود الشارع الكروي في كل من الإمارات ومصر تفاؤل كبير بشأن مشاركة المنتخبين في دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012، حيث ظهرت نبرة التحدي من خلال التصريحات الصادرة من الجانبين على الرغم من أن المنتخب الإماراتي يشارك للمرة الأولى في الأولمبياد، والمنتخب المصري عاد للوجود أولمبيا بعد غياب دام 20 عاما.

وكانت القرعة أوقعت منتخب الإمارات ضمن المجموعة الأولى التي تضم منتخب بريطانيا وأوروغواي والسنغال، وسيستهل المنتخب الإماراتي مشواره بمواجهة منتخب الأوروغواي على استاد «أولد ترافورد» بمدنية مانشستر في 27 يوليو (تموز) الحالي، بينما سيخوض مباراته الثانية أمام المنتخب البريطاني في 29 من نفس الشهر على استاد «ويمبلي» في العاصمة البريطانية، لندن، وسيخوض مباراته الثالثة أمام منتخب السنغال في الأول من أغسطس (آب) المقبل على ملعب «كوفانتري»، في حين وقعت مصر ضمن المجموعة الرابعة ضمن منتخبات البرازيل وروسيا البيضاء ونيوزيلندا، وستكون المواجهة المصرية الأولى ضد السامبا البرازيلية يوم 26 يوليو الحالي على ملعب الألفية «كارديف»، على أن تكون المباراة الثانية ضد نيوزيلندا بملعب «أولد ترافورد» يوم 29 من نفس الشهر، والمباراة الثالثة ضد بيلاروسيا على ملعب «هامبدين بارك» في غلاسكو في الأول من أغسطس.

ويأتي مصدر التفاؤل الذي يسود الشارع الإماراتي والمصري للخبرة الكبيرة بين عناصر المنتخبين، وتحقيقهما كثيرا من الإنجازات، وبخاصة المنتخب الإماراتي، الذي حصد كثيرا من الألقاب على مستوى آسيا ومنطقة الخليج.

من جهته، قال يوسف السركال، رئيس الاتحاد الإماراتي: «وصولنا إلى الأولمبياد إنجاز كبير في ظل الغياب الدائم عن هذا الحدث العالمي المثير، وتعودنا من هذا الجيل من اللاعبين تحقيق الإنجازات في كل المشاركات الخارجية، وثقتنا كبيرة في فريقنا بأن يكون له شيء من الحظ في التأهل إلى الدور الثاني من دورة الألعاب الأولمبية، وصناعة تاريخ جديد للكرة الإماراتية في أول مشاركة أولمبية في كرة القدم».

وأضاف: «المنتخب الإماراتي تم تكوينه بشكل جيد، والآن أتمنى أن يكون مهدي علي، مدرب المنتخب، نجح في مزج الثلاثي الكبار إسماعيل مطر وعلي خصيف وإسماعيل الحمادي مع بقية عناصر الفريق بما يخدم الرؤية العامة للمنتخب ومن خلال اللقاءات التجريبية، فإن هناك انسجاما كبيرا حدث بين عناصر المنتخب وهي نقطة إيجابية»، مضيفا: «علينا أن نكون واقعيين في نفس الوقت بأن مستوى الكرة في آسيا يختلف عنه في أوروبا وأميركا اللاتينية وأفريقيا، ولكن هذه المجموعة من اللاعبين بغض النظر عن الكرة الآسيوية أملنا فيهم كبير جدا بأن يقدموا لنا المزيد من العطاء».

وعلى عكس تصريحات السركال فإن المحلل الكروي، محمد غراب، يرى أن موقف المنتخب الإماراتي سيكون صعبا للغاية، وقال: «يجب الاعتراف بأن وضع منتخبنا صعب في الأولمبياد في وجود منتخبات بحجم بريطانيا وأوروغواي والسنغال، خصوصا أن الأسماء التي تستعين بها تلك المنتخبات من اللاعبين فوق 23 عاما ستكون لها قوتها الكبيرة الإضافية التي ستكون نقطة تحول مثيرة في مستويات المنتخبات المشاركة».

من جهته، أكد مهدي علي، مدرب المنتخب، أن مجموعته متوازنة وسيكون للمنتخب حضوره الجيد، وقال: «المنتخبات الـ(16) التي تأهلت للنهائيات تملك جميع الحظوظ في المنافسة، ووقوعنا مع بريطانيا وأوروغواي والسنغال لا يبدو أمرا مقلقا بالنسبة لي ونخطط للوجود في الدور الثاني من البطولة»، مضيفا: «سنبرهن للعالم كله أنه على الرغم من المساحة الصغيرة للدولة، إلا أن لديها منتخبا قويا يمتلك إمكانات كبيرة، والصحافة الإنجليزية كانت تريدنا أن نلعب أمام منتخبها في مجموعة واحدة وهو ما حدث، ونحن سعداء باللعب أمام منتخب بريطانيا على ملعب (ويمبلي) الشهير، وهذا ما يجعل الأضواء الإعلامية تسلط على منتخبنا الأولمبي».

ولكن تصريحات مترف الشامسي، مدير المنتخب الإماراتي، كانت أكثر إثارة، حيث قال: «لن نكون لقمة سائغة أمام فرق المجموعة، وسنجعل بعض فرقها يندم على وقوعها مع المنتخب الإماراتي، ونحن جاهزون بمنتهى القوة لتشريف الكرة العربية بشكل عام، والإماراتية بشكل خاص، في أول ظهور أولمبي لهذا الجيل من اللاعبين أصحاب الكفاءات العالية».

وقال عبد القادر حسن، لاعب منتخب الإمارات الأسبق: «لن تكون الكرة الإماراتية الحلقة الأضعف في المجموعة، والمنتخب يملك المقومات التي تجعله منافسا قويا في هذا الحدث، ولن يكون المنتخب في نزهة، بل من أجل الظهور المشرف»، وأضاف: «نملك منتخبا قادرا على تحقيق طموحاتنا في هذا الحدث، فلديه عناصر جيدة من اللاعبين بجانب أن لديه جهازا فنيا قادرا على وضع الخطط الفنية بما يتناسب مع وجود المنتخب في أولمبياد لندن، ونحن أقوياء ولسنا ضعفاء كما يعتقد البعض، بدليل الإنجازات التي حققها هذا المنتخب خلال مشاركته المختلفة منذ أن كان لاعبوه في مرحلة منتخب الشباب، فظهروا بصورة مميزة في مونديال الشباب في مصر عام 2009، بجانب حصوله على الميدالية الفضية، ولقب الوصيف خلال دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في الصين».

ويقول عبد الرحمن محمد، لاعب منتخب الإمارات الأسبق وعضو اللجنة الفنية في نادي النصر: «صفة المنتخب الفرح وهي أفضل ما يمكن أن نطلقه على هذا الجيل من اللاعبين، ويمتلك الفريق كفاءات عالية، وليس صحيحا أن فرصة التأهل للدور الثاني ضعيفة، بل أجد أن كل فرق المجموعة تتساوى في الحظوظ في نيل بطاقة الدور الثاني، وبالتالي فإن نسبة تأهل المنتخب الإماراتي تصل إلى 25 في المائة مثل بقية المنتخبات في المجموعة».

وفي الجانب الآخر، فإن المنتخب المصري الذي خاض ما يقرب من 50 مباراة ودية قبل المشاركة الرسمية في لندن 2012 يخطط هو الآخر مع المدرب المصري هاني رمزي إلى مزيد من التألق، وهو ما دفع المدرب إلى القول: «وجه مصري الكروي سيتغير في لندن، وتم التخطيط والتركيز بالشكل الكامل لنؤكد للعالم أن مصر تغيرت بعد الثورة، ليس فقط في الجانب السياسي بل وفي النواحي الرياضية»، وأضاف: «كانت لدينا عدة مشكلات في اللياقة البدنية وخط المنتصف في بطولة كأس العرب بالسعودية، وتم علاج جزء كبير منها خلال الفترة الأخيرة، وأصبح الفريق مؤهلا تماما لتقديم المستوى المأمول، ومن خلال المباريات الكثيرة التي خاضها المنتخب نجحنا في الاستقرار على كل الأمور، وبالطبع فإن المواجهة الأولى أمام البرازيل ستكون بمثابة صدمة البداية، لكننا في نفس الوقت قادرون على الظهور المناسب ولن نفكر كثيرا في نتيجة تلك المباراة، حيث إن هناك فرقا أخرى في المجموعة وعلينا الاهتمام بالمحصلة العامة للمجموعة».

من جانبه، قال المدرب المصري، طه بصري: «لن نقبل بأن يخرج منتخب مصر من الدور الأول بعد هذه التجارب الكبيرة التي وصل عدد مبارياتها إلى 50 مباراة، ووجود 3 عناصر في حجم محمد أبو تريكة وعماد متعب وأحمد فتحي سيكون لها دورها الفعال مع المنتخب، ولكن يجب عدم النظر كثيرا إلى مباراة مصر مع البرازيل، وهذه المجموعة سيكون المركز الأول محجوزا للسامبا لوجود عناصر بارعة في صفوفهم، وبالتالي علينا التفكير في بقية المباريات أمام روسيا البيضاء ونيوزيلندا، وأرى أن فرصة المصريين كبيرة في التأهل للدور الثاني في ظل هذه المعطيات».

أما أحمد حسن، عميد لاعبي العالم، فيرى أن «منتخب مصر يجيد اللعب أمام المنتخبات الكبيرة، ومواجهة البرازيل في أولى المباريات مفيدة للمنتخب المصري، وتزيد من تركيزه، وهذا حدث مع المنتخب الأول في كأس العالم للقارات 2009، ومع منتخب الشباب في كأس العالم في كولومبيا 2011، وأن منتخبات نيوزيلندا وبيلاروسيا ليست صيدا سهلا، ولكنها مباريات قوية، والمنتخب المصري ثقتي كبيرة بأنه سيتخطى الدور الأول».