تونس مستعدة لأولمبياد لندن .. فرصة فريدة لمنافسة الدول الكبرى

الشتالي يتوقع إنجازا جديدا للملولي في السباحة وتألق الغريبي في ألعاب القوى

TT

قال رئيس اللجنة الأولمبية التونسية، يونس الشتالي: «إن تونس لا يمكنها أن تقارع الدول العظمى إلا في مجال الرياضة، وهو ما سنعمل على تحقيقه في أولمبياد لندن 2012»، مشيرا إلى أن المشاركة التونسية في هذه الألعاب ستكون مختلفة عن كل سابقاتها.

وقال الشتالي: «إن دولة مثل تونس لا يمكنها أن تقاوم الدول العظمى إلا في المجال الرياضي.. هذه فرصتنا حتى نسيطر ونفوز بالميداليات. استطعنا عبر القمودي والملولي أن نهزم أقطاب العالم في السباحة وألعاب القوى».

وأضاف: «في أولى مشاركاتنا في الأولمبياد، لا أحد كان يعرف أين تقع تونس، كانوا يعتقدون أننا أتراك نظرا لتشابه الأعلام الوطنية.. الأمر تكرر حتى في أول مشاركة في كأس العالم لكرة القدم عندما شاركنا في مونديال 1978 بالأرجنتين فلم يكن أحد يعرف أين تقع تونس. لكن العالم ضج في ما بعد باسم تونس بعد الأداء المبهر لمنتخبنا».

وكان المدرب الشهير عبد المجيد الشتالي، شقيق يونس، يتولى مهمة تدريب المنتخب التونسي لكرة القدم في مونديال 1978، حيث قاده لتحقيق أول انتصار للكرة الأفريقية والعربية في بطولات كأس العالم وكان على حساب المكسيك (3 - 1).

ولعب يونس مع شقيقه لفريق النجم الساحلي والمنتخب التونسي في أربعينات وخمسينات القرن الماضي قبل أن ينتقل يونس لعالم ألعاب القوى ويصبح عداء.

وانضم يونس إلى عضوية اللجنة الأولمبية التونسية عام 1988 وكان رئيسا للبعثة التونسية في دورتي سيول 1988 وأتلانتا 1996 الأولمبيتين.

وانتخب يونس الشتالي رئيسا للجنة مباشرة بعد الثورة التونسية في مطلع العام الماضي وذلك خلفا لسليم شيبوب وعبر انتخابات داخلية في 27 يناير (كانون الثاني) 2011 ليصبح الرئيس الثامن في تاريخ اللجنة التي بدأت نشاطها منذ عام 1957.

وتوقع الشتالي صعوبة مهمة البعثة التونسية خلال أولمبياد لندن، ولكنه يتوقع أيضا عبور المنتخب التونسي لكرة اليد إلى الدور الثاني في المسابقة الخاصة بهذه اللعبة، كما يتوقع أداء مشرفا من فريق كرة السلة الذي عاد إلى الساحة الأفريقية بعد احتجاب قارب 15 عاما وفاز على العملاق الأنجولي في نهائي بطولة الأمم الأفريقية ليحجز مكانه لأول مرة في الأولمبياد.

ولكن القرعة أوقعت المنتخب التونسي في مهمة مستحيلة أمام منتخب الأحلام الأميركي.

وقال الشتالي: «ستكون مهمتنا هي العمل على الخروج بفارق مشرف من النقاط».

في المقابل، توقع يونس إنجازا جديدا للملولي بعد ذهبية بكين، وقال: «الشعب التونسي بأكمله في انتظار الملولي، وهو في أتم الاستعداد رغم ظهور منافسين جدد له».

وتوقع الشتالي أيضا إنجازا آخر من حبيبة الغريبي صاحبة الميدالية الفضية في آخر بطولة عالم لألعاب القوى، وقال: «ستكون المهمة صعبة أمام حبيبة في سباق 3000 متر حواجز، لكنها تملك إرادة قوية للتألق».

وأضاف: «يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن هناك 206 دول أعضاء باللجنة الأولمبية الدولية تسعى لتكون ممثلة فوق منصات التتويج الثلاث وهو ما يجعل الأمور صعبة أمام المتنافسين لأن التتويج في مثل هذه المناسبات يحتاج لمجهود استثنائي».

وقال الشتالي: «ولكننا نحث رياضيينا دائما على أن يعملوا على ضمان وجودهم عبر هذه المسابقات ضمن الأفضل في الترتيب الدولي. أن تكون ضمن العشرة الأوائل في العالم في رياضة المبارزة مثلا - فهذا يعني أنك بطل».

وأوضح «المشاركة التونسية هذه المرة في أولمبياد لندن تختلف تماما عن كل سابقاتها لأنها تأتي بعد الثورة وتحمل عقلية جديدة.. أول الاختلافات هي أن السلطات التونسية منحت أحقية المشاركة لكل الرياضيين الذين تأهلوا في الصنفين (أ) و(ب) بالنسبة للرياضات الفردية، وهو تصنيف استحدثته اللجنة الأولمبية الدولية لتحفيز الرياضيين على المشاركة».

وأضاف: «في السابق، كانت المشاركة تقتصر على المتأهلين من الصنف الأول مع استثناءات قليلة للصنف الثاني. ولكن قاعدة المشاركين توسعت في هذه الدورة وهي مشاركة قياسية لم نحققها في أي دورة أولمبية سابقة».

واعترف الشتالي بأنه في الماضي لم يكن للجنة الأولمبية دور يذكر سوى أنها كانت ترخص لمشاركة الرياضيين في الدورات حسب ما تنص عليه لوائح اللجنة الدولية الأولمبية، ولكن الأوضاع تغيرت بعد الثورة، خاصة مع قدوم أسطورة كرة القدم التونسي طارق دياب على رأس وزارة الرياضة.

وقال الشتالي: «استعادت اللجنة الأولمبية دورها كاملا في ما يتعلق بالرياضات والدورات التي تخضع لإشرافها».

وتضم البعثة التونسية في أولمبياد لندن 81 رياضيا ورياضية يتنافسون في 17 رياضة مختلفة، منها 14 رياضة فردية.

ورغم غياب منتخب كرة القدم، ستسجل البعثة التونسية لأول مرة مشاركة ثلاث رياضات جماعية في نفس الوقت، هي: كرة اليد والسلة والطائرة، مما ساهم في زيادة عدد أفراد البعثة.

وأعرب الشتالي عن أسفه لعدم تأهل المنتخب الأولمبي التونسي لكرة القدم، قائلا: «نملك حاليا لاعبين من أفضل الأجيال الأولمبية في تاريخ كرة القدم ببلادنا وينتظرهم مستقبل كبير».

وقال يونس، الذي عمل ضمن المؤسسة العسكرية في تونس طيلة 34 عاما: «الرياضة أيضا دفاع عن الوطن. لا يمكن أن نصف كيف سيكون شعورنا عند سماع النشيد الوطني ورؤية العلم وهو يرفرف في الأولمبياد. هذه اللحظات لا يمكن أن تضاهيها أي قيمة».

تعول السلطة السياسية في تونس على دورة الألعاب الأولمبية من أجل الترويج لصورة تونس الجديدة بعد الإطاحة بالديكتاتورية في 14 يناير 2011.

وتمثل دورة الألعاب الأولمبية، أضخم حدث رياضي في العالم، فرصة مناسبة لإعادة التعريف بتونس الجديدة التي تشهد فترة انتقال ديمقراطي وإعادة بناء للنظام والمؤسسات.

وعلى عكس الدورات الأولمبية الأولى التي شاركت فيها تونس في ستينات القرن الماضي عندما لم يكن أغلب المتابعين لهذه الدورات يعرفون أين تقع تونس على خريطة العالم، فإن المسؤولين في تونس يدركون حاليا أن عيون العالم ستكون شاخصة على البعثة التونسية لكونها مصدر شرارة الربيع العربي.

وبدأ التفكير منذ شهور في كيفية استغلال هذا الحدث الذي يعرف أكبر تغطية إعلامية في العالم لإبراز صورة تونس الجديدة.

وقال الشتالي: «من حسن حظ تونس، بادرت الجمعية الأفريقية للجان الأولمبية بتخصيص قرية أولمبية لكل الدول الأفريقية المشاركة في أولمبياد لندن وسيخصص فيها جناح لتونس».

وقامت تونس بتجربة مماثلة في أولمبياد أتلانتا 1996 ولقي جناحها «دار تونس» الذي نظم على هامش الألعاب نجاحا لافتا بين الزائرين الأميركيين.

وأضاف الشتالي: «هناك تفكير لأن يحضر الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي حفل افتتاح دورة الألعاب وافتتاح جناح تونس في القرية الأفريقية الأولمبية».

ويتزامن أولمبياد لندن مع شهر رمضان الذي يؤدي فيه المسلمون، بما في ذلك الرياضيون الذين يمثلون الدول الإسلامية المشاركة، فريضة الصيام.

وصرح شكري بن حسين، رئيس مكتب الإعلام الأولمبي التونسي: «لن تكون هناك ترتيبات خاصة لأن اللجنة المنظمة كانت على علم بتزامن الأولمبياد مع شهر رمضان، ولذلك خصصوا مطاعم خاصة للرياضيين المسلمين الذين سيؤدون فريضة الصيام».