نجم وحيد.. يصنع الفارق للأندية في منافسات الدوري السعودي

الجابر أعاد هيبة الهلال.. نور أنقذ آمال الاتحاد.. والهريفي انتشل النصر

TT

كان النصر قريبا من الهبوط في دوري 1993م، عندما حل الفريق صاحب الصولات والجولات ببطولة الدوري السعودي في المركز التاسع ونجا من الهبوط إلى الدرجة الأولى بأعجوبة. ولم يختلف الوضع كثيرا بعدها في الموسم اللاحق وبقى الفريق في ذات المركز قبل 9 مباريات من انتهاء الدور التمهيدي وقبل خوض الفرق الأربعة الأوائل المربع الذهبي.

«كنت أعرف بأن مدة إيقافي ستنتهي في تلك المدة بالتحديد، وكنت أتحرق شوقا للعودة وإنقاذ ما تبقى من موسم الفريق». يستذكر فهد الهريفي قائد النصر السابق تفاصيل تحوّل فريقه من المركز التاسع إلى بطل للدوري ويقول «الوضع العام للفريق كان سيئا، اللاعبون محبطون جراء النتائج السيئة المتتالية، لم أوفر جهدا وقدمت كل ما لدي في الملعب، وقتها كان الله بجانبي واستطعت أن أجعل عودتي نقطة التحول للأعلى بالنسبة لفريقي، كنا على وشك فقدان الأمل، وحاولنا فقط تحسين مركز الفريق، وعندما تجاوزنا المتصدر الهلال في المربع الذهبي لم نصدق ما حدث».

في الناحية المقابلة من عريجاء الرياض، وبالتحديد في الغريم التقليدي الهلال الذي حقق بطولتي كأس الاتحاد السعودي وكأس الأندية العربية تحت قيادة مدربين مختلفين وهما عبد العزيز العودة والهولندي هانغيم، ثم أكمل ما تبقى من منافسات المربع الذهبي 1996 تحت قيادة مدرب آخر وهو البرازيلي جوبير، وبعد تجاوز الاتحاد بالتعادل الإيجابي على ملعب الأمير عبد الله الفيصل ذهب الهلال إلى المباراة النهائية من دون خدمات قائده الماهر يوسف الثنيان، الذي أحرز في هذا الموسم 17 هدفا، وذلك بسبب الإيقاف. وبقلوب وجلة، التفتت أنظار محبي الهلال إلى شريك الثنيان بالنجومية وهو سامي الجابر الذي كان يعاني كثيرا ذلك الموسم؛ حيث لم يحرز سوى هدفين فقط طوال الموسم، المواجهة كانت أمام التعاون في الدوري التمهيدي وهم يخشون أن يستمر صيامه عن التهديف حتى في هذه المباراة.

لم يخيب سامي ظن الهلاليين، وأحرز هدف التعادل بعد وقت قصير من تسجيل الأهلي لهدف تقدمه عن طريق لاعبه خالد قهوجي، وأكمل سامي مساهمته في إيصال اللقب لخزائن فريقه بعد تسجيله الهدف الثاني للهلال وله شخصيا بعد تمريرة زميله خالد التيماوي قبل 5 دقائق من إطلاق الحكم ناصر الحمدان صافرة النهاية ليمحي سامي كل الإخفاقات في مباراة واحدة ويكون أبرز لاعبي ذلك الموسم.

في مواسم كثيرة من الدوري السعودي كان هناك عدد من اللاعبين الذين استطاعوا صناعة النجاح وتدوين أسمائهم كعلامات فارقة في ألقاب حصدتها فرقهم، بعضهم لم يحتج سوى لمباراة وحيدة ليثبت ذلك. وهنا ترصد «الشرق الأوسط» أبرز اللاعبين الذين كانت مجهوداتهم مفصلية في إحراز فِرقهم لبطولات الدوري السعودي.

عاد محمد نور إلى الملاعب من جديد بعد إبعاد لمدة 6 أشهر بسبب الإيقاف والفارق بين فريقه الاتحاد والمتصدر الهلال 15 نقطة، وفريقه يئن تحت وطأة النتائج السلبية والخروج المتكرر من البطولات، فبعد الخروج من أمام الكرامة السوري برباعية نظيفة في دوري أبطال آسيا، تبع ذلك الخروج الغريب هزيمة كبيرة أمام الغريم التقليدي الأهلي بثلاثية نظيفة أيضا في نهائي بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد. عودة نور أعادت الوهج مجددا إلى الاتحاديين ونقل قائد العميد فريقه إلى مستوى أعلى، حيث منحت عودته قوة فنية لا تقاوم في وسط الميدان، ليصل إلى المركز الثاني في نهاية الدوري التمهيدي وبعد تغلبه على الوحدة استطاع الاتحاد، الذي كان يعاني في بداية الموسم من تجاوز الهلال في الدقيقة الأخيرة من المباراة بهدف حمد المنتشري.

أما في الموسم اللاحق 2007 - 2008، كان أغلى اللاعبين السعوديين ياسر القحطاني يقضي موسمه الثالث مع الهلال بلا لقب دوري بعد خسارة النهائي مرتين متتاليتين من الشباب والاتحاد، لكن في ذلك الموسم استطاع القحطاني أن يحضر لقب الدوري الذي يقام لأول مرة بنظام النقاط إلى الرياض ليضاف إلى بطولة كأس ولي العهد، بعد مباراة ماراثونية أمام الاتحاد في جدة. وكان ذلك الموسم أحد مواسم ياسر القحطاني مع فريقه الهلال حيث أحرز 10 أهداف منها الهدف الأثمن في مرمى الاتحاد في المباراة الأخيرة وحصل في ذلك العام على لقب اللاعب الآسيوي الأفضل.

في موسم 2005 - 2006، كان الشباب بطل ووصيف النسختين السابقتين متصدرا للدوري السعودي بفضل العناصر المتميزة التي يزخر بها الفريق آنذاك، إلا أن أبرز تلك العناصر هما الأخوان عبده وأحمد عطيف اللذان كانا محورين في وسط ميدان الليث، وعلى الرغم من الهزيمة التي تعرض لها الفريق الشبابي أمام العربي الكويتي في بطولة دوري أبطال آسيا فإنهما أعادا البسمة لجماهيرهما بالأداء الاستثنائي الذي قدماه أمام الهلال في نهائي ذلك العام، الذي انتهى شبابيا بثلاثية نظيفة سجل عبده هدفا منها وصنع الأصغر أحمد كرة الهدف الثالث لناصر الشمراني.

وبعمر 36 عاما، كان ماجد عبد الله قد اتخذ قرارا باعتزال كرة القدم عقب فراغه من المشاركة مع المنتخب السعودي في مونديال أميركا 1994، ولكن الأسمر تراجع عن قراره قبل نهاية الدوري بثماني مباريات فقط، أحرز خلالها 6 أهداف لمصلحة فريقه ليساعده على تحقيق المركز الثالث قبل أن يخطف ماجد عبد الله الأضواء في النهائي الشهير الذي جمع فريقه بالهلال وانتهى بثلاثة أهداف مقابل هدف كان نصيب ماجد منها هدفين.