الولايات المتحدة تتألق وتعيش ليلة مجيدة بحمام السباحة الأولمبي في لندن

فيلبس أصبح أول سباح في التاريخ يفوز بذهبية بنفس السباق في 3 دورات متتالية

TT

تألقت الولايات المتحدة، وخاصة الخميس، في حمام السباحة بحصد الميدالية الذهبية في ثلاثة من السباقات الأربعة التي أقيمت في ليلة شهدت تحطيم أرقام عالمية، وقفزة رائعة أخرى لمايكل فيلبس. وحصل الأميركيون على الميدالية الذهبية في سباقات 200 متر متنوع بفضل فيلبس، وفي سباقي 200 متر ظهر مع تيلر كلاري، و200 متر صدر مع ريبيكا سوني. وكان السباق الوحيد الذي خالف القاعدة الأميركية هو 100 متر حرة سيدات، والذي فازت به الهولندية رانومي كرومووديويو.

وكان أي من كلاري أو سوني يستحق لقب الأفضل في الليلة، لكن من سرق الأضواء الإعلامية في النهاية كان فيلبس، لأن الأميركي يحتفل بـ«تراجعه» وهو يزيد رقمه القياسي من الميداليات ويحقق إنجازات جديدة. ولم يكن اليوم سيئا له إطلاقا، فبحصد ذهبية 200 متر ظهر، أصبح فيلبس أول سباح في التاريخ يفوز بنفس السباق في ثلاث دورات أولمبية متتالية. وكانت الميدالية الفضية لمواطنه ريان لوكتي والبرونزية للمجري لازلو شيه. لكن فضلا عن ذلك، رفع فيلبس حصيلته من الميداليات الأولمبية إلى 20، مبتعدا بفارق ميداليتين عن السوفياتية لاريسا لاتينينا في قائمة أكثر الرياضيين الأولمبيين تحقيقا للانتصارات على مر التاريخ. من بين هذه الميداليات هناك 16 ذهبية، في رقم يرعب أي شخص، فضلا عن فضيتين وبرونزيتين.

وحصد لوكتي ميداليتين، لكن رغم ابتسامته ومزاجه الجيد مع زملائه في الفريق، لم يستطع الأميركي إخفاء أنه كان يأمل في المزيد، وخاصة في سباق 200 متر ظهر الذي سيطر عليه في بدايته. وكان «رمز الجاذبية» في عالم السباحة قد فاز في دورة بكين 2008 بالذهبية في سباق 200 متر ظهر، أحد أساليب السباحة الذي يتخصص فيه، لكنه في هذه الليلة كان عليه أن يتقبل تفوق كل من كلاري والياباني ريوسوكي إريي عليه. وفاز كلاري مع تسجيل رقم أولمبي جديد بلغ دقيقة و41.‏53 ثانية. وبذلك يبقى لوكتي في منتصف الطريق، فهو ليس النجم الأبرز في منافسات السباحة بالدورة، كما كان منتظرا وكما لمح بفوزه الساحق في سباق 400 متنوع بأول أيام منافسات اللعبة. لكنه كذلك ليس بعيدا عن الصورة، بعد أن أظهرت دورة لندن أن المياه ليس لها مالك، حيث لم تعد هناك هيمنة.

وقال لوكتي صاحب ذهبيتي 400 متر متنوع و4×200 حرة «لا يمكنني أن أتذمر.. إنني سأحمل إلى بيتي خمس ميداليات للولايات المتحدة». وحصل لوكتي على ربع الساعة من الراحة بالكاد بين برونزيته في سباق 200 متر ظهر وفضيته في 200 متر متنوع. وأضاف الأميركي الذي أتم أمس عامه الثامن والعشرين أنه «ليس لون الميدالية الذي كنت أريده، لكنني أتقبله.. لدي نحو 40 شخصا هنا يساعدونني، لذا سأتمكن أخيرا من الشعور بالراحة».

وبينما احتلت ميسي فرانكلين المركز الخامس في سباق 100 متر حرة الذي كسبته كرومووديويو، أظهرت سوني أنها قادرة على السباحة بمعدل رقم عالمي يوميا. فإذا كانت قد سجلت الأربعاء دقيقتين و00.‏20 ثانية، قللت هذا الرقم بعد ذلك بواقع 41 جزءا من الثانية لتحرز الذهب، بينما كانت الفضة من نصيب اليابانية ساتومي سوزوكي والبرونزية للروسية يوليا إيفيموفا. وفازت كرومووديويو، صاحبة أفضل رقم هذا الموسم، بسباقها بفضل رقم أولمبي بلغ 00.‏53 ثانية، وحصلت على الفضية البيلاروسية ألكسندرا جيراسيمينيا بطلة العالم، وذهبت البرونزية إلى الصينية يي تانغ.

وبعد حصده ذهبية 200 متر متنوع فردي ليصبح أول سباح في التاريخ يفوز بنفس السباق في ثلاث دورات أولمبية متتالية، أكد فيلبس أنه كان يدرك بشكل بطيء أن مسيرته تقترب من نهايتها. ودائما ما يردد فيلبس أن أولمبياد لندن ستكون الأخيرة بالنسبة له. وقال فيلبس «الأمر اقترب من نهايته الآن، كنت أقول إنها آخر منافسة تمهيدية لي، آخر دور قبل نهائي لي، واليوم أقول إنه آخر سباق لي أمام ريان لوكتي». وتابع «إنها لسعادة أن تفوز بميدالية ذهبية في لعبة فردية.. وهو شيء مثير واستثنائي أن يتحقق ثلاث مرات.. إنه أمر لم ينجح أي رجل قبلي في تحقيقه، لذا فإنه شعور رائع أن أحقق ذلك». وأكد «ولكنه كان أمرا صعبا للغاية، من المثير أن أضيف الميدالية إلى سيرتي الذاتية.. ولكن من الصعب تحقيق ذلك». وقال فيلبس بعد مشاركته في سباق التتابع المتنوع إنه سيعتزل عالم السباحة، «ليس فقط الأولمبياد.. وإنما جميع المنافسات في السباحة». وأكد السباح الأميركي أنه لم يفكر بعد في ما سيفعله بعد انتهاء مسيرته مع السباحة.

وأشار إلى أنه «لم يرد الأمر بذهني كثيرا. بعد مشاركتي في سباق التتابع السبت بالتأكيد سيدور الأمر بذهني أكثر وأكثر». وأوضح «بمجرد انتهاء المسيرة سيثير الأمر عاطفتي.. كذلك سيكون مؤثرا للغاية بالنسبة لوالدتي.. إنني آخر فيلبس احترف السباحة. لقد شاهدت مسيرة أختي في السباحة ثم اعتزالها والآن حان الوقت لتراني». وبدا فيلبس متأثرا للغاية لدى صعوده إلى منصة التتويج لتسلم الميدالية الذهبية وسط هتافات حاشدة من الجماهير في مركز أكواتيك للألعاب المائية.

وبعد تسلم الميدالية ألقى فيلبس باقة من الورد باتجاه المدرجات وسار مع لوكتي بطيئا حول الاستاد. واختتم فيلبس حديثه بالقول «عندما كنت على منصة التتويج حاولت تجميع شتات نفسي على قدر استطاعتي.. ذرفت الدموع هنا وهناك ثم حاولت أن أحافظ على تركيزي.. ولكني كنت أتألم حقا بشكل سيئ وتوجب علي أن أتمسك بشيء ما، حيث كنت أخاف من السقوط».