البرازيل تواجه المكسيك في نهائي منافسات كرة القدم.. والمفاجآت واردة

راقصو السامبا على بعد خطوة من ذهبيتهم الأولمبية الأولى التي طال انتظارها

TT

تثق البرازيل بوضع نهاية للعنة «الذهب الأولمبي» التي تطارد فرقها لكرة القدم يوم السبت المقبل، عندما تلعب على استاد ويمبلي التاريخي نهائي منافسات دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012، لكن من أجل ذلك عليها الفوز على المكسيك، التي تحولت إلى أحد أقوى منافسيها خلال العقد الأخير. وتعادل الفريق المكسيكي مرتين وفاز خمس مرات في إجمالي عشر مباريات جمعته بالبرازيل منذ عام 2001. وكان آخر انتصار مكسيكي قبل قليل من انطلاق الدورة الأولمبية في مباراة ودية بالولايات المتحدة، الأمر الذي يبدو كصافرة إنذار.

ويعي المدير الفني البرازيلي مانو مينيزيس التحدي الذي ينتظره ولاعبيه، وبعد قطع تذكرة التأهل إلى النهائي بالفوز 3 / صفر على كوريا الجنوبية، أوضح أن الحصول للمرة الأولى على الذهب الأولمبي الذي طال انتظاره لن يكون بالمهمة السهلة. وقال: «قلت منذ البداية إن المكسيك ربما كانت أكثر فريق استعد للدورة. لقد شاركت في بطولة كوبا أميركا بالمنتخب الأولمبي، وخاضت دورة الألعاب الأميركية عمليا بنفس الفريق وأحرزت اللقب».

بالنسبة لراقصي السامبا أبطال العالم خمس مرات، ستكون مباراة السبت في ويمبلي هي ثالث نهائي أولمبي، يأتي بعد 24 عاما من الفريق القوي الذي قاده النجمان روماريو وبيبيتو واكتفى بالحصول على الميدالية الفضية في دورة سيول 1988. وبسبب طول الانتظار تحول اللقب الأولمبي إلى نوع من الهوس لدى البرازيليين، الذين يريدون فهم أسباب صعوبة تجاوز الامتحان الوحيد المتبقي لمنتخبهم المظفر. وقال «ملك» كرة القدم الجوهرة السوداء بيليه في مقابلة مؤخرا مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «حقا، لا يوجد تفسير منطقي... ربما لأن بيليه لم يشارك فيها قط»، متمنيا أن تشهد دورة لندن نهاية اللعنة. ذلك ما يتطلع إليه نيمار النجم الأول لراقصي السامبا: «لدينا ميداليات، لكننا الآن نريد الذهبية. لم أعد أريد الفضية، بل الذهبية».

لكن المدرب مينيزيس يبدو أكثر تحفظا، ويحذر من أن البرازيل لا يمكنها السقوط في خدعة «التفاؤل الزائد»: «اللاعبون أظهروا اتزانا كبيرا بعد الفوز على كوريا الجنوبية ويدركون الصعوبات». وعلى سبيل الحذر، سيكون مينيزيس ولاعبوه حتى يوم اللقاء الحاسم بعيدين عن صخب الدورة الأولمبية. وأقام الفريق في أحد الفنادق المتميزة في سانت ألبانز، التي تبعد نحو 40 دقيقة عن لندن، تحيطهم خمسة آلاف متر مربعة من الحدائق الغناء. ولن يغادر البرازيليون فندق «سوبويل هوتيل» إلا من أجل التدريبات اليومية التي سيستضيفها مركز تدريبات نادي آرسنال الإنجليزي المجاور.

وكان المنتخب الأولمبي البرازيلي صعد إلى الدور النهائي لمنافسات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا بالعاصمة البريطانية بعدما تغلب على نظيره الكوري الجنوبي 3 / صفر في الدور قبل النهائي. ويلتقي المنتخب البرازيلي في النهائي يوم السبت المقبل مع نظيره المكسيكي الذي تأهل إلى النهائي للمرة الأولى إثر فوزه على نظيره الياباني 3 / 1 في وقت سابق. وباتت البرازيل على بعد خطوة واحدة من ميداليتها الذهبية الأولى في مسابقة كرة القدم للرجال في تاريخ مشاركتها في الألعاب الأولمبية بتأهلها إلى المباراة النهائية. وسجل رومولو مونتيرو في الدقيقة الـ38 ولياندرو دامياو في الدقيقتين الـ57 والـ64 الأهداف الثلاثة. وتلتقي البرازيل مع المكسيك في المباراة النهائية السبت المقبل على ملعب ويمبلي.

وقدم منتخب البرازيل عرضا جيدا أنهاه بثلاثة أهداف، وهو الرصيد الذي سجله في جميع مبارياته حتى الآن. وكانت البرازيل حققت العلامة كاملة في الدور الأول بفوزها على مصر 3 - 2 وبيلاروسيا 3 - 1 ونيوزيلندا 3 - صفر، ثم تغلبت على هندوراس 3 - 2 في ربع النهائي. جاء الشوط الأول سريعا ومليئا بالفرص من الطرفين، لكن أسفر عن هدف وحيد سجله رومولو في الدقيقة الـ38. وأهدر المنتخب البرازيلي عددا من الفرص عبر المهاجمين نيمار ولياندرو دامياو، ومعهما ساندرو ورومولو، في حين كانت أبرز الفرص الكورية الجنوبية في الدقيقة الثانية عشرة حين وصلت كرة إلى جي دونغ وون على باب المرمى مباشرة، لكن تياغو سيلفا كان في المكان المناسب وأبعد الخطر. وسنحت فرصة ثمينة للكوريين لإدراك التعادل حين أطلق وون كرة صاروخية علت العارضة بسنتيمترات قليلة في الثواني الأخيرة. واصل البرازيليون أفضليتهم على المجريات ونجحوا في إضافة هدفين لياندرو دامياو في الدقيقتين الـ57 والـ64، فارتقى إلى صدارة ترتيب الهدافين برصيد ستة أهداف. وتسبب منتخب كوريا الجنوبية في إزعاج للفريق البرازيلي في بداية المباراة، وطالب لاعبوه باحتساب ركلة جزاء لصالحه بسبب لمس قدم خوان خيسوس وجه جي دونغ وون بالقرب من المرمى.

* المكسيك - اليابان

* وكانت المكسيك حجزت بطاقتها إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخ مشاركتها في الألعاب الأولمبية بفوزها بسهولة على اليابان بثلاثة أهداف لماركو فابيان في الدقيقة 31 واوريبي بيرلاتو في 65 وخافيير كورتيز في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني مقابل هدف ليوكي أوتسو في الدقيقة الـ12. الفوز هو الرابع للمكسيك في الدورة بعد أن تغلبت على سويسرا 1 – صفر، والغابون 2 - صفر في الدور الأول، والسنغال 4 - 2 بعد التمديد في ربع النهائي، وكانت تعادلت في الدور الأول أيضا مع كوريا الجنوبية صفر - صفر.

أما اليابان فكانت سببا رئيسيا في خروج إسبانيا التي اعتبرت قبل انطلاق الدورة المرشحة الأبرز للقب، وذلك بفوزها عليها 1 - صفر في الجولة الأولى من منافسات الدور الأول، قبل أن تفوز على المغرب 1 - صفر وتتعادل مع هندوراس صفر - صفر. وحققت اليابان فوزها الأكبر في الدورة في ربع النهائي بتغلبها على مصر 3 - صفر، وكانت تملك أفضل خط دفاع قبل مباراة المكسيك حيث لم تهتز شباكها في المباريات الأربع السابقة.

وتقدمت اليابان مبكرا وتحديدا في الدقيقة الـ12 عبر أوتسو، لكن المكسيك أنهت الشوط الأول متعادلة بعد هدف فابيان في الدقيقة الـ31. وتفوق المكسيكيون بشكل واضح في الشوط الثاني فعززوا تقدمهم عبر بيرلاتو في الدقيقة الـ65، ثم خطفوا هدفا في الدقيقة الثالثة من الوقت الضائع سجله كورتيز في خضم سعي اليابانيين إلى تعديل النتيجة.

وقال لويس فيرناندو تينا المدير الفني للمنتخب المكسيكي: «إننا سعداء للغاية بضمان الميدالية الفضية (على الأقل) ولكن ذلك لا يعني التراخي. سنحاول التتويج بالذهبية». والجدير بالذكر أنها المرة الأولى التي سوف تحرز فيها المكسيك ميدالية أولمبية في كرة القدم.