الميلان والمدرب أليغري يعولان تماما على باتو ليكون خليفة إبرا في الهجوم

البرازيلي قام بعمل كبير وأظهر قوة بدنية طيبة وحصل على القميص رقم 9

TT

في النهاية كان هو الوحيد الذي قاوم اضطرابات الميزانية وسوق الانتقالات العنيفة، والوحيد الذي أوفى برلسكوني بتصريحاته عنه، وبالتالي الوحيد الذي يعتزم الميلان الاستثمار فيه خلال «مشروع إعادة البناء» هذا. يبدأ هذا المشروع من باتو، ففي زمن المهاجم الزائف ذي القميص رقم 9، يحتاج أليغري لمهاجمين حقيقيين، كما أن التحول الخططي الذي بدأ منذ أربع سنوات ونصف السنة على وشك الاكتمال، وينتظره القميص رقم 9. حيث سيرتديه لاعب شاب عليه الانتقال هذا العام من صفة المؤقت إلى المكان الثابت، وينبغي أن يكون هذا موسم ألكساندر باتو، ويقال هذا كل صيف، لكن هذا ليس صيفا عاديا. ولو حدث أن تعرض لإصابات بدنية جديدة أو انخفاض في الأداء هذه المرة أيضا، فالأمر سيكون أشبه بالكارثة بالنسبة للميلان يتيم إبراهيموفيتش.

إذن، نبدأ بالقول إن المقدمات تعد بين الأفضل، والشعور ممتاز، ومن كان قريبا منه خلال هذه الأسابيع الصيفية يتحدث عن لاعب متحمل مسؤولية الأحداث، ومدرك أنه صار النقطة المرجعية لطريقة اللعب الجديدة التي بناها أليغري. وخاصة، يبدو باتو وقد ترك مرارة المشكلات العضلية وراء ظهره، وبعد 30 مباراة غاب عنها الموسم الماضي، كان ينتظر صيفا مؤرقا لتجريب حالته البدنية التي عانى هو نفسه لفهمها. الهدف كان التدرب بقوة والمشاركة في الأولمبياد دون المرور على المستشفى. وقد نجح البرازيلي في ذلك، وهو الآن فتى سعيد على الرغم من حسرة النهائي الذي خسره منتخب البرازيل أمام نظيره المكسيكي، ويكفي أن نرى تعبيره بالميدالية الفضية، لكن تلك ليست ميدالية الفريق وإنما شخصية.

ولجعلها ذهبية، ينبغي عليه المواصلة هكذا مع الميلان أيضا، والطريق واحد: التواضع والاجتهاد. لقد فعل باتو هذا، وأمضى صيفا من العمل مع قليل من الإجازات وتدريبات كثيرة، بالطبع استعدادا لأولمبياد لندن، لكن أيضا لتجريب تماسكه العضلي. النوايا الطيبة ستتضح بالعودة إلى ميلانيللو، والمقرر لها الخميس المقبل بعد اللقاء الودي بين البرازيل والسويد بقيادة إبراهيموفيتش. وكان يمكنه طلب المزيد من أيام الراحة، وكان أليغري ليسمح له، غير أنه لم يفعل. كما أن الحالة البدنية طيبة، ولا داع للتوقف، وهناك رسالة واضحة يريد إرسالها للجميع. رحل إبرا، وباتو لا يبكي بالتأكيد. بل إنه من دون الوجود المهيمن لزلاتان، فإن ألكساندر سينطلق مجددا ويستعرض القميص رقم 9، الذي ارتداه قبله ويا، وفان باستن، وإنزاغي وكذلك لاعبه المفضل رونالدو. مئات الأهداف محبوسة في رقم واحد، على ظهره الآن. التطور الخططي لباتو يكتمل في الوقت الحالي، من لاعب على الأجناب في ثلاثي الهجوم، بسبب غضب برلسكوني، إلى رأس حربة أول. مثلما لعب مع منتخب بلاده، وربما كان ليفعل ما هو أكثر حينما لعب إلى جوار السويدي، والآن زلاتان لم يعد موجودا، ويظل الميلان محتشدا خلف باتو.

إلى ذلك، يستمتع الفريق حاليا بثلاثة أيام راحة، وهي آخر فترات الإجازة، ثم استئناف التدريبات الخميس المقبل، وسيكون التركيز بأكمله على بطولة الدوري، والودية الأخيرة قبل الظهور الأول أمام سمبدوريا يوم الأحد بعد المقبل، مقرر له في استاد (سان سيرو) ومباراة كأس برلسكوني الودية. وهو لقاء تجريبي مهم بصفة خاصة، وقبل كل شيء للتحقق خاصة من رد فعل الفريق بعد الأداء السيئ في أميركا أمام ريال مدريد، وكذلك لاستطلاع مزاج الجماهير في أحد أكثر فصول الصيف معاناة خلال إدارة برلسكوني. ويمكن لرئيس الوزراء السابق، في أول ظهور للفريق هذا الموسم في سان سيرو، أن يدرك كيف تعيش الجماهير التقشف الذي تفرضه الميزانية. إلى الآن اقتصرت الاحتجاجات على شبكة الإنترنت، ما بين مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، فيوم الأحد سيكون الاختبار الأهم بصورة مباشرة من الملعب. على أي حال، وفي مواجهة اليوفي الثانية هذا الموسم (الأولى كانت في كأس تيم الودية والمواجهة استمرت 45 دقيقة)، سيستعيد أليغري لاعبين اثنين كانوا قد تعرضوا لمشكلات بدنية خلال جولة الولايات المتحدة، وسواء مونتوليفو (الذي غاب عن لقاء ريال مدريد لإصابة في ربلة الساق اليمنى) أو أمبروزيني (خرج أمام رجال مورينهو لكدمة في الكاحل) كلاهما قد تعافى. وفي الدفاع، مع ميكسيس في حالة متأخرة، من المتوقع الدفع بالثنائي أتشربي - بونيرا. ويتضمن البرنامج استئناف التدريبات عصر الخميس، وجلستين تدريبيتين الجمعة، ومثلهما السبت، لكن مع التدرب على أرضية سان سيرو ذات العشب المختلط.