الدوري الإنجليزي ينطلق اليوم.. والعيون تترقب الكثير من التشويق والإثارة

ريال مدريد وبرشلونة يستهلان الصراع التقليدي على اللقب في عقر دارهما

TT

ينطلق الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي لكرة القدم اليوم على وقع أكثر الانتقالات صخبا، بعد استقدام مانشستر يونايتد وصيف الموسم الماضي الهداف الهولندي روبين فان بيرسي من غريمه اللدود آرسنال. ويستهل ريال مدريد حامل اللقب وبرشلونة وصيفه وغريمه التقليدي حملة منافستهما التقليدية على لقب الموسم الجديد على أرضهما عندما يستضيفان فالنسيا وريال سوسيداد على التوالي غدا في المرحلة الأولى من الدوري الإسباني لكرة القدم.

* الدوري الإنجليزي

* وجه يونايتد، الذي تنازل عن لقبه الموسم الماضي لمصلحة جاره مانشستر سيتي، صفعة قوية لباقي منافسيه على اللقب قبل بداية الدوري الإنجليزي من خلال ضم فان بيرسي هداف الموسم الماضي مع آرسنال برصيد 30 هدفا، والذي فضل فريق المدرب السير أليكس فيرغسون على الجار الأزرق سيتي.

قلب دافع يونايتد المخضرم ريو فرديناند شرح وجهة نظر مدربه في موضوع استقدام فان بيرسي «كان المدرب يقول لي دوما إن أهمية فترة الانتقالات ليست بهوية اللاعب الذي تجلبه، بل بالقدرة على قلب الأوضاع في غرف الملابس. وأعتقد أن هذا الأمر سيحصل بالتأكيد هذه المرة». وتابع فرديناند «التوقعات هنا أعلى من أي مكان آخر في العالم، البعض يلعب بشكل رائع والبعض الآخر يخالف التوقعات، لكن لا شكوك لدي حول روبين. أعرف أن هدفه لن يكون أنانيا، بل سينصب على حصد الألقاب، وإذا نجح في تسجيل الأهداف كما فعل الموسم الماضي، سنكون كلنا سعداء في النهاية».

وسيكون متاحا لفيرغسون، الذي غابت الألقاب عن خزائنه الموسم الماضي لأول مرة منذ 2005، إشراك فان بيرسي والياباني شينغي كاغاوا القادم من بروسيا دورتموند الألماني في المباراة الأولى ضد إيفرتون الاثنين المقبل في ختام المرحلة. واعتبر المدرب الاسكوتلندي أن تعاقد فريقه مع فان بيرسي (29 عاما) سيمنح «الشياطين الحمر» قوة هجومية ضاربة مشابهة لتلك التي كان يتمتع بها عام 1999، حين توج برباعية الدوري والكأس المحليين ومسابقة دوري أبطال أوروبا وكأس إنتركونتيننتال.

وضرب فيرغسون ضربته وسيضم في خطه الأمامي أفضل هدافين في الدوري الممتاز الموسم الماضي، فان بيرسي وواين روني ثاني الهدافين برصيد 27 هدفا. ويشعر فيرغسون بأنه في وجود داني ويلبيك والمكسيكي خافيير هرنانديز والوافد الجديد كاغاوا، أصبح بإمكان الفريق الحالي منافسة ذلك الذي خاض موسم 1999 وتوج بالرباعية التاريخية مع آندي كول والترينيدادي دوايت يورك وتيدي شيرينغهام والنرويجي أولي غونار سولسكيار. وأضاف فيرغسون «إذا عدنا بالزمن إلى 1999 كنا نملك دوايت وآندي وتيدي وأولي غونار - أفضل أربعة مهاجمين في أوروبا - ونحن نخطو الآن في هذا الاتجاه. نحن نملك تشيتشاريتو وواين وروبن وداني ويلبيك وكاغاوا. إنه مزيج مذهل من اللاعبين. آمل أن اختار المزيج الصحيح».

ويعد الدوري الإنجليزي بالكثير من التشويق والإثارة، نسبة إلى ما شهدته الملاعب البريطانية من سيناريوهات دراماتيكية في الموسم الماضي، وكانت آخرها مباراة سيتي وكوينز بارك رينغرز (2/3)، التي سجل فيها لاعبو المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني هدفين في الوقت الضائع منحا اللقب للفريق الذي يملكه الشيخ الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان. وسجل الأرجنتيني سيرخيو أغويرو هدف الفوز ومنح النقاط الثلاث التي كان مانشستر سيتي بحاجة إليها لتحقيق اللقب الأول منذ 44 عاما وتحديدا منذ عام 1968 والثالث في تاريخه بعد الأول عام 1937، في الدقيقة الرابعة قبل الأخيرة من الوقت بدل الضائع رافعا رصيده إلى 23 هدفا في المركز الثالث على لائحة الهدافين.

وسعى مانشيني إلى تدعيم صفوفه بالمهاجم الهولندي، على الرغم من أنه يضم هجوميا أغويرو والإيطالي ماريو بالوتيللي والأرجنتيني الآخر كارلوس تيفيز والبوسني إدين دزيكو، بيد أن فان بيرسي فضل «الشياطين الحمر» في صفقة قدرت بـ24 مليون جنيه إسترليني، ورضخ لوسائل إقناع فيرغسون، في وقت صب فيه مانشيني غضبه على إدارته لعدم إتمامها أي تعاقدات جديدة. وأقر مانشيني بعدم رضاه عن المدير الرياضي للنادي براين ماروود بعد فشله في الحصول على اللاعبين الذين يرغب في ضمهم لتعزيز صفوف فريقه. وكانت بداية مشوار سيتي جيدة هذا الموسم، إذ نجح في فك عقدة أخرى لازمته لأعوام طويلة بعد أن توج بلقب الدرع الخيرية الإنجليزية بفوزه على تشيلسي بطل أوروبا 2/3 الأحد الماضي على ملعب «فيلا بارك».

وقاد مانشيني سيتي إلى لقب درع المجتمع (الدرع الخيرية سابقا)، للمرة الأولى منذ 1972 والرابعة في تاريخه (توج بها عامي 1937 و1968 أيضا)، معوضا خسارة الموسم الماضي أمام الجار اللدود يونايتد (3/2). وشكل الفوز بالدرع دفعة معنوية مهمة لسيتي قبل أن يبدأ حملة الدفاع عن لقب الدوري غدا في مواجهة ضيفه ساوثهامبتون، على أن يحل الأحد الذي يليه ضيفا على ليفربول في قمة مبكرة.

وقال تيفيز الذي هز الشباك بتسديدة رائعة في مباراة تشيلسي، علما بأنه غاب عن معظم فترات الموسم الماضي لإيقافه من قبل ناديه لعدم انصياعه لقرارات مانشيني «أشعر بالتجدد، وأسعى لتقديم موسم جيد. أنا أفضل الآن وأفكر في لعب كرة القدم».

أما تشيلسي سادس الموسم الماضي بفارق 25 نقطة عن سيتي ويونايتد، وهو المركز الأسوأ منذ شراء الروسي رومان أبراموفيتش النادي قبل تسعة أعوام، فيعتبر أحد أبرز المرشحين لمنافسة طرفي مانشستر على اللقب، ويبدأ مشواره أمام ضيفه ويغان أثلتيك غدا على أن تكون أولى مواجهاته القوية في المرحلة الثالثة أمام ضيفه نيوكاسل يونايتد. وفشل مدرب تشيلسي الإيطالي روبرتو دي ماتيو في إضافة لقب درع المجتمع إلى لقبي كأس إنجلترا ودوري أبطال أوروبا اللذين توج بهما الموسم الماضي، على حساب ليفربول وبايرن ميونيخ الألماني على التوالي، بعد أن حل بدلا من البرتغالي أندريه فيلاس بواس، وقيادة تشيلسي إلى لقب درع المجتمع للمرة الأولى منذ 2009 والخامسة في تاريخه. لكن فريق الملياردير أبراموفيتش، الذي خسر هدافه العاجي ديدييه دروغبا المنتقل إلى الدوري الصيني، حاول التعويض مستثمرا 60 مليون جنيه لضم المهاجم البلجيكي الفذ إدين هازار (21 عاما) من ليل الفرنسي ولاعب الوسط البرازيلي أوسكار (20 عاما) من إنترناسيونال. كما ضم شقيق هازار تورغان (19 عاما) والألماني ماركو مارين. وفي حال نجح الشقيقان في اللعب معا في الفريق الأول لتشيلسي فإنهما سينضمان إلى لائحة من الأشقاء الذين دافعوا عن ألوان اللندني: راي وغراهم ويلكينز، رون وألن هاريس، جون وبيتر سيليت، وكريس وويليام فيرغسون.

صحيح أن آرسنال الذي سيفتتح الدوري اليوم باستضافة سندرلاند، خسر فان بيرسي الذي حمل ألوانه منذ 2004 (96 هدفا في الدوري)، فإن مدربه الفرنسي آرسين فينغر تعاقد مع مواطنه أوليفييه جيرو من مونبلييه، بطل الدوري الفرنسي للموسم الماضي، كما عزز صفوف «المدفعجية» بالمهاجم الألماني لوكاس بودولسكي من كولن ولاعب الوسط الإسباني سانتي كازورلا من ملقة.

أما ليفربول مع مدربه الجديد برندن رودجرز القادم من سوانزي، فيستهل حملته بمواجهة مضيفه وست بروميتش ألبيون اليوم، وهو ضم الإيطالي فابيو بوريني من روما والويلزي جو ألن من سوانزي، وتوصل إلى اتفاق مع الجناح الدولي المغربي أسامة السعيدي (24 عاما). وفي باقي المباريات، يلعب اليوم فولهام مع نوريتش سيتي، ووستهام مع أستون فيلا، وريدينغ مع ستوك سيتي، وكوينز بارك رينغرز مع سوانزي، ونيوكاسل يونايتد مع توتنهام.

* الدوري الإسباني

* يحرص ريال مدريد على أن يستهل حملة الدفاع عن لقبه في بطولة الدوري الإسباني من خلال تحقيق فوز ثمين عندما يلتقي فريق فالنسيا غدا في المرحلة الأولى للمسابقة. كما يستهل برشلونة مسيرته في الموسم الجديد بلقاء ريال سوسيداد غدا أيضا. والمباراتان ستكونان أول اختبار لمدى قدرة الثنائي ريال مدريد وبرشلونة على الاستمرار في هيمنتهما على الدوري الإسباني، وهو الأمر الذي يتوقع استمراره.

وكلا الناديين يبدأ الدوري مع عين على مواجهتيهما في كأس السوبر الإسبانية، واللتين ستقامان بين المرحلتين الأولى والثانية، حيث يحل النادي الملكي ضيفا على الفريق الكتالوني الخميس المقبل ذهابا على ملعب كامب نو، قبل أن يستضيفه في 29 أغسطس (آب) الحالي إيابا على ملعب سانتياغو برنابيو. وكان ريال مدريد أنهى الموسم الماضي برقمين قياسيين مع 121 هدفا و100 نقطة، بفارق 9 نقاط أمام برشلونة الذي تنازل عن اللقب لغريمه التقليدي بعد 3 مواسم وحرم من لقبه الرابع على التوالي في موسمه الأخير مع مدربه الشاب بيب غوارديولا.

ويبدأ برشلونة موسمه الجديد بقيادة مدرب جديد هو تيتو فيلانوفا مساعد غوارديولا في الأعوام الأربعة الأخيرة. وعزز برشلونة صفوفه بلاعب واحد هو مدافع فالنسيا خوردي ألبا، وهو سيستفيد من عودة هداف المنتخب ديفيد فيا الذي غاب منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن الملاعب بسبب الإصابة بكسر بقدمه في بطولة العالم للأندية في اليابان، كما يعود القائد كارليس بويول بعد تعافيه من الإصابة التي حرمته من خوض المباريات الأخيرة في الدوري والمشاركة مع منتخب بلاده في كأس أوروبا الأخيرة في أوكرانيا وبولندا والتي توج بلقبها للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه.

والأكيد أن النادي الكتالوني سيسعى جاهدا لاستعادة اللقب من النادي الملكي بالإضافة إلى لقبه في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وهو يملك من الأسلحة ما يقوده إلى تحقيق ذلك خصوصا نجمه الفذ الأرجنتيني ليونيل ميسي والثلاثي الدولي تشافي هرنانديز وأندريس إنييستا وبيدرو رودريغيز، إلى جانب عودة فيا والمهاجم الدولي التشيلي أليكسيس سانشيز، وهو يسعى إلى ضم لاعب وسط آرسنال الإنجليزي الدولي الكاميروني ألكسندر سونغ.

من جهته، لم يقم النادي الملكي بأي تعزيزات لصفوفه، وهو لا يزال يحاول حتى الآن ضم مهاجم توتنهام الإنجليزي الدولي الكرواتي لوكا مودريتش. ويعول ريال مدريد ومدربه البرتغالي جوزيه مورينهو بدوره على قوته الهجومية الضاربة بقيادة البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني غونزالو هيغوين والفرنسي كريم بنزيمة إلى جانب الدولي الأرجنتيني الآخر أنخيل دي ماريا. ويبدأ النادي الملكي حملة الدفاع عن لقبه بقمة نارية أمام فالنسيا ثالث الموسم الماضي للعام الثالث على التوالي ستكون بمثابة اختبار حقيقي لرجال مورينهو. ويدخل فالنسيا الموسم بقيادة مدربه الجديد ماوريسيو بيليغرينو، وهو تعاقد مع 4 لاعبين جدد بينهم المكسيكي أندريس غواردادو ولاعب وسط ريال مدريد السابق الدولي الأرجنتيني فرناندو غاغو، وسيكون هدافه مهاجم النادي الملكي السابق روبرتو سولدادو (17 هدفا الموسم الماضي) سلاحا هجوميا لخلق المتاعب للدفاع المدريدي وقائده حارس المرمى الدولي إيكر كاسياس.

ويستهل أتليتكو مدريد بطل مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» مشواره في الموسم الجديد بمواجهة ليفانتي مفاجأة الموسم الماضي في لقاء يشكل بروفة للفريق الثاني لنادي العاصمة لمواجهة تشيلسي الإنجليزي بطل مسابقة دوري أبطال أوروبا في مسابقة كأس السوبر الأوروبية. ويمني أتليتكو مدريد النفس بتعافي حارس مرماه الدولي البلجيكي ثيبو كورتوا من إصابة في ضلوعه تعرض لها خلال مباراة منتخب بلاده أمام هولندا (2/4) الأربعاء الماضي في بروكسل، وبالتالي يحوم الشك حول مشاركته على غرار أدريان وفيليبي ودييغو كوستا، فيما يغيب المدافع الأيمن خوان فران بسبب إصابته بالتواء في ركبته تعرض له في مباراة منتخب بلاده إسبانيا مع بورتوريكو (1/2) الأربعاء.

ويلتقي أتليتك بلباو مع ضيفه بيتيس اشبيلية مع إمكانية غياب نجميه فرناندو يورينتي وخافي مارتينيز المرشحين للانتقال إلى صفوف آرسنال الإنجليزي وبايرن ميونيخ الألماني على التوالي. وكان يورينتي أعلن الأربعاء أنه لن يمدد عقده قبل أن يتم الكشف عن أن بايرن ميونيخ على استعداد لدفع 40 مليون يورو المطلوبة من النادي الباسكي للتخلي عن مارتينيز. وتدرب كلا اللاعبين على انفراد عن المجموعة أول من أمس، وإذا بقيا في صفوف النادي حتى نهاية الأسبوع فمن غير المرجح أنهما سيلعبان المباراة أمام بيتيس اشبيلية، وسيحاول اريتث ادوريث سد فراغ غيابهما في أول مباراة له منذ عودته إلى صفوف النادي قادما من فالنسيا.

ويدشن سلتا فيغو عودته إلى الدرجة الأولى بعد خمس سنوات في الثانية، بمواجهة ملقة مفاجأة الموسم الماضي عندما حل رابعا وضمن المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وهو سيسعى إلى الخروج بنتيجة إيجابية لرفع معنويات لاعبيه قبل مواجهتهم التاريخية والأولى في المسابقة الأوروبية العريقة أمام باناثينايكوس اليوناني الأربعاء المقبل.

ولن تكون مهمة ملقة سهلة في ظل رحيل أبرز نجومه سانتياغو كازورلا إلى آرسنال، والفنزويلي سالومون روندون (روبين كازان الروسي) والهولندي يوريس ماتيسن (فينورد روتردام)، بالإضافة إلى أن مالك النادي الشيخ القطري عبد الله آل ثاني، والذي حصل على ملكية النادي الإسباني في يونيو (حزيران) عام 2010، يسعى إلى التخلي عن ملكيته. وكان الشيخ عبد الله ساند الفريق كثيرا الموسم الماضي بدفعه 58 مليون يورو للتعاقد مع كازورلا والهولندي رود فان نيستلروي والفرنسي جيريمي تولالان.

ويلعب ديبورتيفو لاكورونيا بطل الدرجة الثانية الموسم الماضي مع ضيفه أوساسونا الاثنين المقبل، وهو يعول على لاعبيه التسعة الجدد وأبرزهم كارلوس مارشينا والدولي البرتغالي نيلسون أوليفيرا. ويلعب رايو فاليكانو مع غرناطة في إعادة لمباراة الفريقين في المرحلة الأخيرة من الموسم الماضي والتي أكدت بقاءهما في الدرجة الأولى. ويدخل الفريقان الموسم بمدربين جديدين هما باكو خيميز وخوان أنطونيو انكيلا، وسيكون هدفهما الأول والأخير مرة أخرى البقاء بين أندية النخبة. ويلتقي ريال سرقسطة الذي أنقذ أيضا نفسه في اليوم الأخير من الموسم الماضي، مع بلد الوليد الصاعد حديثا إلى الدرجة الأولى.