الهلال.. خسوف في بدايات زين

إطلالة زرقاء يشوبها الكثير من الصعوبات.. والتعثر يرمي بالفريق للمركز العاشر

TT

لم تعتد الجماهير الزرقاء أن تشاهد فريقها الهلال يبدأ مترنحا متذبذبا في مستوياته مع أول إطلالة له عند بداية كل موسم، خاصة مع فرق تعتبر ذات مستويات عادية، فالكتيبة الزرقاء هذا العام بدأت كقمر أصابه «الخسوف» فطمس ملامحه وهويته التي ما زالت مغيبة ولم تظهر خاصة في ظل توقف منافسات دوري زين الحالية.

البدايات دائما ما تكون مفاتيح للنهايات هكذا جرت العادة وهكذا تقول لغة المنطق إلا أن لكل قاعدة استثناءات وخاصة في عالم الساحرة المستديرة التي لا تعرف للواقع لغة وعنوانها الدائم الجنون، فكم من خسارة تحولت لفوز في آخر ثواني المباراة وكم من فرحة تحولت لدمعة هكذا هي اللغة التي تتحدث بها كرة القدم وهكذا أصحبت الرقم الأول من حيث الشعبية حول العالم.

في الهلال من المجحف وغير الإنصاف الحكم على الموسم الأزرق عبر أول جولتين في منافسات دوري زين السعودي للمحترفين، وكذلك من الصعوبة القول إنه سيكون موسما جميلا للكتيبة الزرقاء.. بين هذه وتلك يظل المستقبل مجهول ولن يظهر إلا مع مضي الوقت وتقدم الجولات واحتدام المنافسات.

فنيا يبدو واقع الأزرق صعب فقد خمس نقاط في بداية الدوري، ويحتل المركز العاشر برصيد نقطة يتيمة عقب أن قابل في مستهل منافسات الدوري فريق هجر في الأحساء وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل منهما عقب أن كانت المباراة تتجه لفوز هجر قبل أن يدرك الفريق الأزرق التعادل في اللحظات الأخيرة، وفي المباراة الثانية واجه فريق الفتح على أرضه وبين جماهيره وانتهت المباراة لصالح الفريق الضيف «الفتح» 2-1، ويستعد الهلال لملاقاة نجران في الجولة الثالثة التي ستقام الخميس المقبل وعقبها سيكون على موعد مع فريق الاتفاق قبل أن يتجه لملاقاة غريمه التقليدي النصر في مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل والذي يعيش حالة فنية جيدة.

ومنطقيا تبدو الأمور ما زالت في أيدي الهلاليين في حال ما أراد المنافسة على لقب الدوري الذي افتقده الموسم الماضي، حيث نجح الشباب في خطف درع البطولة، وسيكون الهلال على موعد لمواجهة كل الفرق المتوقع أن تحضر بقوة للمنافسة على اللقب هذا الموسم وفي حال ما أراد أن يكون في الواجهة عليه أن يحقق أكبر قدر من النقاط في مواجهة خصومه.

بين الواقع والمستقبل، وبين الحقيقة الفنية والأمنيات الجماهيرية نضع في «الشرق الأوسط» فريق الهلال عبر ميزان فني ونقدي وذلك على طاولة لاعبه السابق الدكتور تركي العواد الذي قال: من الصعب الحكم على موسم الهلال من الآن على الرغم من أنها بداية محبطة جدا للجماهير الهلالية، ولكنها كانت متوقعة فأنا شخصيا كتبت ذلك قبل التعاقد مع المدرب الفرنسي كومبواريه بأسبوعين أو ثلاثة بأن المدرب المقبل للهلال سيكون عليه الكثير والكثير، سيأتي للهلال وهو سيئ جدا، سيأتي لفريق لا يملك شخصية ولديه الكثير من المشكلات التي كان يجب أن تحل قبل حضور المدرب، وأعتقد أن مشكلة الهلال تراكمية من العام قبل الماضي حيث قام الأرجنتيني كالديرون بإلغاء شخصية الفريق ثم أعقبه دول وكذلك هاسيك، وأعتقد أن تحميل جميع هذه المشكلات لكومبواريه هو إجحاف بحقه لأن الفريق لديه الكثير من العوائق ويحتاج المدرب فرصة على أقل تقدير حتى نهاية الدور الأول لتتضح بصماته ويكون بإمكانه إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وعن أبرز مشكلات الهلال التي يراها من وجهة نظره، قال العواد: المشكلة الأولى أن الفريق يفتقد للشخصية الحقيقة فليس له هوية واضحة المعالم فهو لديه 11 لاعبا، ولكن ليس لديه فريق، فكل لاعب يلعب لوحده، وصحيح أن الهلال يملك لاعبين جيدين وبإمكانك أن تصنع منهم فريقا جيدا ولكن المشكلة أنه حتى الآن لم يصل للخلطة الحقيقة لإيجاد فريق جيد والمعضلة الكبرى هي في وسط الملعب على الرغم من أن البعض يتحدث عن الدفاع والحراسة ففي وسط الملعب لديك عدد كبير من اللاعبين لو تمكن المدرب من تشكيل خمسة لاعبين ثابتين في وسط الميدان واختار القائمة المناسبة في وسط الملعب أعتقد أن جزءا كبيرا من مشكلات الهلال ستحل.

وفيما يخص خط هجوم الهلال والذبذبة التي باتت تلازمه من رحيل ياسر ثم عودته وتعاقب عدد من المهاجمين الأجانب على هذا المركز، قال العواد: المشكلة الكبيرة أن الهلال منذ سنتين لا يوجد لديه مهاجم ثابت فخط الهجوم مر عليه الكثير من اللاعبين وكانوا غير مقنعين ومشكلة الهلال منذ فترة أنه يحتاج لمهاجم ولكن لم يوفق في التعاقدات حتى البرازيلي ويسلي لم يكن مهاجما صريحا فهو وسط مهاجم وهذا خطأ كبير، كذلك الكوري بيونغ أعتقد أن إمكاناته ضعيفة جدا خصوصا في جانب التهديف على الرغم من أن لديه تحركات جيدة، إلى جانب العربي الذي لم يكن مقنعا، أيضا ياسر القحطاني ما زال يعيش في مرحلة الإحباط وكنت أتمنى استمراره موسما إضافيا مع العين حتى يعود بصورة أفضل، فهجوم الهلال من الخطوط التي فيها مشكلات كثيرة ليس من هذا الموسم ولكن كان في السابق خط الوسط يسجل الأهداف، حيث كان من يسجل هم السويدي فيلهامسون ومحمد الشلهوب ونواف العابد وعبد العزيز الدوسري إضافة للبرازيلي نيفيز وهذا دليل على ضعف خط الهجوم.

وعن المدرب الفرنسي كومبواريه، قال العواد: من الصعب الحكم عليه في هذا التوقيت المبكر، ولكن له إيجابيات وسلبيات، فأعجبني فيه أنه متفهم للمباراة ودائما تغييراته تدل على أنه يعرف أين الخلل، فهو يجري تغييرات في الوسط بشكل كبير لكنه لا يستطيع إحضار لاعبين من خارج الهلال طبعا ودائما الخيارات لديه محدودة واللاعبون ليس في أحسن مستوياتهم، وأتوقع أن استمرار المباريات سيساعده على المدى الطويل من التخلص من اللاعبين الذي من الممكن أن يكونوا سبب الخلل، والأمور التي لم تعجبني فيه أنني لا أشاهد طريقة لعب واضحة، فما شاهدته أن الفريق يلعب اللمسة الواحدة أو يلعب مع الأطراف أو العمق فإلى الآن فريق الهلال لا يوجد لديه خطة لعب واضحة وهذا يحتاج لوقت، وكنت أتمنى أن أشاهد ذلك في أسرع وقت ممكن ليساعد الهلال في تحقيق نتائج إيجابية.

وفيما يخص منظومة اللاعبين الأجانب وهل وفقت الإدارة في صياغتها هذا الموسم، قال العواد: اللاعبون الأجانب هذا الموسم لديهم مشكلة ليست في الهلال فقط ولكن أعتقد في الأندية الأخرى كذلك، فلجنة المسابقات بدأت الدوري مبكرا، وحرمت الأندية لأكثر من شهر كفترة لتسجيل اللاعبين، ونحن نشاهد إلى الآن فترة التسجيل مفتوحة في أوروبا، فعندما تم تقديم الدوري لدينا بالتأكيد ستكون الأندية مجبرة على أن تأخذ عددا من اللاعبين في آخر يوم، وكان من المفترض أن يكون لديها متسع من الوقت لتختار العناصر الجيدة، ونشاهد يوم أول من أمس فريق مانشستر يونايتد اشترى عقد الهولندي فان بيرسي، فأعتقد أن من المشكلات التي تعاني منها الأندية هي فترة التسجيل المحدودة، وبالنسبة للهلال فوجود الكوري بيونغ خطأ ولا أظن أن الفريق بحاجة إليه منذ العام الماضي، ولكن أعتقد أن ضيق الوقت لم يمنح الإدارة الهلالية الفرصة للتعاقد مع لاعب آسيوي، وهو نفس الأمر للشباب الذي كان يريد تغيير الأوزبكي جيباروف ولكن ضيق الوقت جعله يستمر في صفوف الفريق، واللاعب الآسيوي أصعب من بقية الأجانب فعددهم محدود، أما المغربي عادل هيرماش فاستمراره كان جيدا ذات الأمر للبرازيلي ويسلي لوبيز أما المدافع مانغان فحتى الآن لم يوفق ولكن بتصوري أنه مع مرور الوقت قد يتطور للأفضل، وأتذكر المدافع السابق لفريق الهلال ليتانا عند قدومه في البداية لم يكن جيدا واستمر لفترة من شهرين إلى ثلاثة أشهر فتجاوز الكثير من المشكلات واعتاد على طريقة اللعب وكان من أنجح اللاعبين الأجانب فذات الأمر مع المدافع مانغان، ولا توجد لديه مشكلة حقيقة فقط يحتاج للصبر شريطة أن يكون المدافع الذي بجواره جيدا.

وعن رحيل المشرف العام للفريق سامي الجابر، وما إذا كان قد ترك فراغا فنيا وانضباطيا على صعيد اللاعبين، قال العواد: أعتقد أن رحيل سامي لم يترك فراغا في إدارة الكرة، بل وضع فراغا في إدارة النادي كاملة، فسامي كان يقوم بعدد كبير من الأدوار، ولا أعتقد أن هناك شخصا يقوم بهذه المهام أبدا، ونشاهد الآن الكثير من العشوائية، وتواجه اللاعبين مشكلات متعددة، ونظرنا إلى الأحداث التي وقعت مع الجماهير وكيف خرج المتحدث الرسمي باسم النادي لينتقدهم ويتهمهم بالأمية وأنهم يحتاجون لثقافة فجميع هذه الأشياء لم تكن موجودة عندما كان سامي داخل أروقة النادي، فهو ممسك تقريبا بكل الأوراق في يده، ويعرف كيف يتحدث مع الجمهور واللاعبين وأنا أعتقد أن الفراغ الموجود حاليا سيُظهر من هو أكثر جرأة فقط ليس من هو مؤهل، وأعتقد خلال الأيام المقبلة إذا لم تتدارك الإدارة الهلالية هذا الأمر وتقوم بتعيين شخص قريب من شخصية سامي فهنا ستتفاقم المشكلات، وأقترح إحضار فيصل أبو اثنين فهو أقرب شخص لشغل هذا المكان وأنا لا يهمني إدارة الفريق بقدر ما يهمني الأدوار المتعددة التي يقوم بها، بحيث يكون قريبا من اللاعبين والمدرب والإدارة والجماهير وهذا شيء مهم جدا، أعتقد أن النادي يعش حالة من الفوضى من الفراغ الذي تركه سامي ويجب ملؤه بمن يملك هذه المواصفات وأعتقد أنه فيصل أبو اثنين.

وحول البطولة الآسيوية التي باتت قريبة وعلى الأبواب حيث يستعد الهلال لملاقاة نظيره فريق أولسان الكوري الجنوبي في التاسع عشر من سبتمبر المقبل في دور ربع نهائي البطولة وهل سيتغير شكل الهلال فيها، قال العواد: هذا الأمر صعب، إذا أراد الهلال أن يفوز في آسيا أو يقدم مستويات جيدة يجب أن يقدم في الدوري أداء مقنعا، فبطولة آسيا مرتبطة بالدوري ولا أعتقد أن هناك عزلا بين الاثنين فالهلال في الدوري هو الفريق الذي يلعب في آسيا والآن يجب أن لا يتم التفكير في الآسيوية ومدرب الفريق يجب أن لا يتحدث عن آسيا حاليا، ويعمل جاهدا على ترميم الفريق ويحاول التغلب على مشكلاته وأعتقد أن آسيا بعيدة عن الهلال كثيرا وليس الوقت الآن لها، فالهلاليون لديهم مشكلات كثيرة يجب أن يعملوا على حلها.