عبد العزيز الموسى لـ «الشرق الأوسط»: هناك مستفيدون من إشعال نار المشكلات في القادسية

أكد أن أزمة النادي المالية فتحت أبواب الرحيل للشهراني والدوسري

TT

يعد نادي القادسية من أكثر الأندية صناعة للنجوم البارزين في الكرة السعودية، وتصديرهم لأندية أخرى بملايين الريالات، لكنه يعد من أكثرها معاناة من المشاكل والصراعات على مدى أكثر من 3 عقود، ولم يتوقف يوما مسلسل التفريط في اللاعبين لأسباب مالية بحتة. القادسية الذي يتوزع عدد من النجوم الذين صنعهم بين أكبر الفرق السعودية بات حاليا في دوري الدرجة الأولى وهو الذي يملك إمكانيات هائلة، تجعل وجوده بدوري الأولى دليلا على تردي الأوضاع الإدارية في هذا النادي منذ سنوات، وتعزز المشاكل حتى بات المضرب الأول في المشاكل والصراعات بين نظرائه في أندية الشرقية بشكل خاص والسعودية بشكل عام، وسيخوض الفريق في الموسم الجديد رحلة جديدة من أجل استعادة مكانه بالدوري الممتاز، وسط قلق متزايد بين أنصاره أن يطول هذا الغياب عن دوري الكبار شأنه شأن الجار النهضة، الذي بقي قرابة عقدين من الزمن مابين غياهب دوري الأولى والثانية، وتجري هذه الأيام تحركات من قبل بعض القائمين على النادي من أجل إعادة الفريق الكروي إلى الدوري الممتاز وعدم البقاء طويلا بعيدا عن الأضواء.

«الشرق الأوسط» سلطت الضوء على الأوضاع بالنادي والتحركات القائمة ومستقبل الإدارة الحالية بعد استقالة رئيسها عبد الله الهزاع وكثير من الأمور التي تهم «القدساويين»، حيث استضفنا الأمين العام والمشرف على قطاع كرة القدم وأكبر الداعمين للنادي في المواسم الأخيرة عبد العزيز الموسى، الذي أوضح كثيرا من الأمور التي تهم ناديه خلال ثنايا هذا الحوار:

* بداية كيف ترى استعدادات الفريق لبدء مشوار العودة إلى دوري الكبار؟

- الاستعدادات جيدة ومطمئنة حسب ما هو مخطط له، حيث إنه وفي اليوم الأول من هبوط الفريق لم نهرب من المسؤولية، وواجهنا كل الضغوط وبدأنا في وضع خطة عمل من أجل أن يعود الفريق إلى مكانه الطبيعي بين الكبار، وكانت أولى الخطوات التجديد للمدرب البرتغالي ماريانو ومنحة صلاحيات أكبر بتعيينه مديرا فنيا للفريق، يقوم بدور المدرب والمدير الإداري في آن واحد وهي الطريقة النموذجية التي تسهم في النجاح كما حصل في كثير من الأندية.

* يتساءل البعض كيف يتم التجديد مع مدرب لم يستطع أن يثبت أقدام الفريق بين الكبار، ألا يعتبر ذلك نوعا من المكابرة ويمثل استفزازا للقدساويين؟

- لست أنا من يقيم عمل وخبرة ماريانو، فهذا المدرب مشهود له من قبل كثير من المدربين المعروفين، وحقق نجاحات كبيرة في بلادة وفي روسيا وغانا وغيرها، وحقيقة.. بقاؤه معنا مكسب كبير كونه تلقى كثيرا من العروض وبمبالغ أفضل مما يتقاضاه في القادسية، لكنه رجل أحب النادي ويعمل بإخلاص، ونحن نثق في قدراته، أما أن نضع عليه المسؤولية الكاملة في الهبوط إلى دوري الأولى فهذا غير منطقي أبدا، فالجميع يشترك فيها، ولا أعتقد أن استمرار مدرب مشهود له بالكفاءة يمثل استفزازا لمن يحبون مصلحة الفريق.

* فرطتم في كثير من اللاعبين البارزين مع نهاية الموسم الماضي منهم ياسر الشهراني الذي أعير للهلال، وفهد الدوسري الذي انتقل للشباب واستغنيتم عن عدد من اللاعبي أصحاب الخبرة مثل قائد الفريق علي الشهري، والحارس منصور النجعي، ومبارك الأسمري وغيرهم.. ألا يمثل ذلك هزة للفريق؟

- لم يكن هناك أي تفريط بل إن الظروف المادية أجبرتنا على إعارة اللاعب ياسر الشهراني للهلال، وانتقال فهد الدوسري للشباب، وحقيقة، الشهراني تحديدا كان واضحا معنا لرغبته في خوض تجربة احترافية بالهلال ووافقنا على انتقاله لموسم وتعويضا، قمنا بتمديد عقده لنفس الفترة معنا، وفهد الدوسري من اللاعبين المميزين لعبا وأخلاقا، لكن كانت لديه رغبة جادة في الانتقال للشباب، ولم يصر الجهاز الفني على استمراره، خصوصا أننا في زمن الاحتراف ولم يكن لدينا القدرة على منحة كل متطلباته ورحل، وأعتقد أن المبالغ المالية التي دخلت خزينة النادي من هاتين الصفقتين سيكون لها مردود إيجابي على الفريق، ودعمنا بالفعل الفريق بعدد من اللاعبين الذين لا يكلفون النادي ماديا على المدى القريب والبعيد وهم أكفاء ومشهود لهم، حيث خضع بعضهم لاختبارات فنية تحت إشراف المدرب وأوصى بتسجيلهم، وفيما يخص الشهري والنجعي والأسمري فكان أيضا قرار الاستغناء عن خدماتهم مشترك بين الجهازين الإداري والفني خصوصا أن بعضهم مكلف جدا للنادي ويوجد البديل الكفء مكانه.

* هل لدى الفريق العناصر القادرة على إعادة الفريق سريعا للممتاز؟

- بالطبع فلدينا مجموعة كبيرة من الفريق الأولمبي الذي كان في مركز جيد بدوري الموسم الماضي، كما أن فريق درجة الشباب الذي حاز لقب الدوري الممتاز يضم لاعبين سيتم الاستفادة منهم، هذا غير اللاعبين المميزين الذين نجحنا في الاحتفاظ بهم مثل طلال الشمالي وماجد عسيري وفهد السبيعي وغيرهم ممن تردد حول وصول عروض مالية مغرية لهم الموسم الماضي، وأرى أن الفريق سيعود سريعا إلى مكانه بين الكبار.

* تشكيل لجنة من عدد من الخبراء ومحبي النادي في الفترة الأخيرة هل تعتقد أن مردودا سيكون إيجابيا على الفريق ويسهم في عودته السريعة لدوري الكبار؟

- بالطبع هذه اللجنة الاستشارية سيكون لها دور فعال بإذن الله في عودة الفريق إلى مكانه الطبيعي وللجنة صلاحيات كبيرة وأنا متفائل جدا بأن الفريق سيكون على قدر التطلعات في الموسم الجديد.

* الصراعات في النادي متى ستتوقف ومن المستفيد من إشعالها ما بين حين لآخر؟

- الصراعات في النادي تاريخية للأسف ولا يمكن التنبؤ بموعد نهائي للخلاص منها، حاولنا عدة مرات ومن خلال مبادرات شخصية أن نطوي صفحات الصراعات، ولكن هناك مستفيدون من إشعالها، ومن المؤسف أن من يذكيها ويعزز اشتعالها أشخاص يعتبرون من أبناء النادي ولكنهم لا يعملون لمصلحة النادي.

* النادي مقبل على انتخابات بعد عيد الفطر لاختيار رئيس جديد خلفا للمستقيل عبد الله الهزاع، هل تتوقع تقدم شخصية مرموقة لاحتلال هذا المنصب؟ أم أن من سيتقدم للترشح من الأسماء التي لا تبرز إلا في مثل هذه المناسبات؟

- أتمنى بالطبع أن تتقدم للرئاسة شخصية مرموقة يتفق عليها غالبية القدساويين، وأن تكون ممن تملك المال والفكر والحب لهذا الكيان، وتأكد أن هذه هي أمنية كل قدساوي غيور، لأن من يحاولون الظهور في وقت الأزمات كثيرون، وحينما يحتاج النادي لدعمهم لا نرى سوى القليل منهم، وإن تقدمت شخصيات غير قادرة على قيادة الكيان فبالتأكيد لن تجد المكان الذي تتمناه سانحا أمامها، وهذا ما سيقرره القدساويون في الجمعية العمومية.

* هناك من يقول إن أي متقدم للرئاسة سيتقدم بطلب لاستقالة الإدارة الحالية حتى يشكل بنفسه مجلس جديد، هل ستوافقون بصفتكم أعضاء على طلب كهذا؟

- إذا كان المتقدم كفء وعرف عنه دعم الكيان ويلقى قبولا من شريحة واسعة من القدساويين، فتأكد أننا غير حريصين على التمسك بمناصبنا، أما إذا كان المتقدم لا يملك الكفاءة، فبالتأكيد لسنا مجبرين على الرحيل قبل انقضاء الفترة القانونية لمجلس الإدارة، والذي انقضى منها موسم واحد فقط بعد انتخابات الجمعية العمومية الماضية.