بدر السعيد: سنعيد الكشف على المنشطات خلال التدريبات.. شريطة توفر الدعم

أكد أن وجودهم في أولمبياد لندن لم يحجبهم عن منافسات الدوري

TT

أوضح الأمين العام للجنة السعودية للرقابة على المنشطات، بدر السعيد، أن وجودهم أعضاء بهذه اللجنة في أولمبياد لندن 2012 التي اختتمت أنشطته الأسبوع الماضي لم يكن سببا لغيابهم عن القيام بعمل كشوفات على المنشطات خلال الجولتين الأولى والثانية لمنافسات دوري «زين» السعودي للمحترفين، وقال في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: «طيلة أيام السنة نكون على سفر دائم، وتستمر اللجنة في عملها فهي كيان لا يرتبط بأشخاص، وفرق الكشف موجودة في الرياض، وبرامج الكشف عن المنشطات حتى ينفذ يحتاج إلى تمويل ومبالغ مالية، فهي أشبه بحال المدربين في أي ناد، فلن تتمكن من إحضاره إن لم تدفع المبلغ الذي يستحقه».

وأضاف السعيد: «حاولنا هذا الموسم التحضير منذ وقت مبكر، وعقدنا اجتماعا مع رئيس اللجنة المكلفة في إدارة اتحاد القدم أحمد عيد بحضور رئيس اللجنة الوطنية للرقابة على المنشطات الدكتور صالح بن قنباز وحضوري بصفتي الأمين العام وكان هذا الاجتماع قبل خمسين يوما من انطلاقة الدوري، وذلك في مقر اتحاد كرة القدم واتفقنا على الخطوط العريضة واحتياجات البرنامج لتنفيذه، واتفقنا أيضا على النسبة التي سيتم عمل الكشف عليها، التي لن تقل عن 15 في المائة من إجمالي عدد المباريات، وكان اللقاء بجميع مؤشراته يدعو للتفاؤل، وأحمد عيد وعدنا خيرا وكان متحمسا للقاء، وفكر كذلك في أكثر من أسلوب لتوفير هذا المبلغ الذي طلبته اللجنة، وانتهى اللقاء على أن تقوم اللجنة بإرسال طلباتها مكتوبة حتى تأخذ طابع الرسمية وخلال يومين من الاجتماع أرسلنا هذه الطلبات لاتحاد الكرة وتحديدا للرئيس أحمد عيد وبعدها لم يأت الرد للجنة». وتابع أمين عام لجنة الرقابة على المنشطات: «في لندن قابلت أحمد عيد وكان بيننا تواصل وجلسنا معا لدقائق معدودة وسألته عن مستجدات الموضوع، وقال إنه (لدى رابطة دوري المحترفين) لكن بشكل رسمي، إلى الآن قامت اللجنة بالدور الذي عليها، ولو جاء الرد بطلب الفحص ونحن في لندن، سيتم ذلك في أولى جولات الدوري، ففرق الكشف موجودة في الرياض، واللجنة كما ذكرت كيان قائم ولا تقوم على أشخاص، وحدث مرات كثيرة أن البرنامج قائم ومستمر ونحن خارج السعودية، وفي العام الماضي كان هناك فحص لكافة الألعاب بما فيها كرة القدم في كأس ولي العهد وكأس الملك ونحن في أوقات معينة قد لا نتواجد إلا أن الفرق الكشفية تقوم بدورها على أكمل وجه».

وأشار السعيد إلى أنه ليس من الضرورة في حال تم الاتفاق أن يحضروا في أول جولتين فهذا أمر وارد وواقع في جميع دوريات العالم، مبينا أن الكشف لا يعني أن يشمل جميع الجولات، وقال: «غيابنا ليس لسبب الجدولة التي وضعناها، ولكن لأننا لم نحصل على التمويل، ونحن وعدنا خيرا».

وعن موعد إجراء الكشف على المنشطات خلال الموسم الحالي، قال السعيد: حتى تاريخ 27 رمضان كنت موجودا في المكتب ولم يصلنا أي رد رسمي من الاتحاد أو الرابطة، وتواصلنا عموما مع الاتحادات الرياضية في كافة الألعاب.

وفيما يخص تطبيق الكشف الموجه الذي يتم خارج الميدان وأثناء التدريبات كما حدث عند أول حضور للجنة المنشطات قبل أكثر من موسمين، قال السعيد: «الميزانية التي طلبناها تشمل العدد الأدنى من الـ15 في المائة مع الفحص خارج المباريات، الذي يشمل أكثر من لاعب في التدريبات وغيرها، الأهم أنها خارج المنافسة وفي حال تمت الموافقة على الميزانية سيكون هناك فحوصات كما حدث في موسم 2009 / 2010 ، وموسم 2010 / 2011 فجميعها كان هناك فحص خارج المنافسة، ونحن إذا أردنا تنفيذ البرنامج سنقوم بذلك في كافة المعايير الدولية التي تشمل فحوصات داخل وخارج الميدان، وبإذن الله نتفاءل خيرا والرجل صادق في كلامه، فهو يملك الدوافع للقيام بهذا الفحص حتى إن آخر اجتماع حضره أحمد عيد في الكونغرس للفيفا كانت هناك 5 مواضيع مطروحة رئيسية، واحد منها كانت عن المنشطات وكان عائدا من الكونغرس وهو يحمل هذه الآمال بأنها ستنفذ.

وعن التواصل مع رابطة دوري المحترفين، وهل حدث ذلك سواء على طابع الرسمية أو الودية، قال الأمين العام: «نحن تواصلنا مع الاتحاد المشرف على اللعبة، وهذا ما تقوم به اللجنة في كافة دول العالم، ونقتدى بها من خلال اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات بواسطة الاتحادات الوطنية، فلذلك كان التواصل مع أحمد عيد رئيسا لهذا الاتحاد».

وحول نسبة الـ15 في المائة، هل هو رقم أعلى من الذي قامت به اللجنة سابقا، قال السعيد: «يعتبر نقطة البداية للمعيار الدولي الذي يتطلب 15 في المائة حد أدنى من المنافسة، ونحن أدرجنا ذلك ضمن الخيارات لاتحاد الكرة تبدأ من 15 في المائة ثم 20 وحتى 25 في المائة إذا أردوا ذلك لكن الأهم أن لا نقل عن 15 في المائة حتى يكون الدوري خاضعا للفحص بشكل معياري».

وعن مشاركة اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات في أولمبياد لندن الأخير، قال السعيد: «اللجنة بدأت التحضير لأولمبياد لندن في تاريخ 3 مارس أي ما قبل الانطلاق بـ5 أشهر، وحرصنا خلال فترة الإعداد على زيارة اللاعبين السعوديين الذين يستعدون للمشاركة في أولمبياد لندن وذلك من خلال المعسكرات، وتواصلنا مباشرة مع الإداريين والفرق الطبية المرافقة للاعبين حتى نتأكد من سلامة الأغذية والأدوية والمستحضرات الطبية والمكملات الغذائية التي يستخدمها اللاعبون، فطيلة الـ5 أشهر كانوا تحت المتابعة، وفتحنا قنوات التواصل مع الاتحادات التي ستشارك في لندن، وقدمنا محاضرات توعوية ومطويات، وقمنا بأخذ من الـ19 لاعبا المشاركين 10 لاعبين بشكل عشوائي، وأجرينا لهم فحوصات أثبتت سلامة اللاعبين وخلوها من المواد المحظورة».

وأضاف السعيد: «بعد انطلاقة أولمبياد لندن تواجدنا هناك لاستكمال المرحلة لنكون مع اللاعبين، وأنا كنت واحدا من أعضاء الفريق الطبي ومسؤولا في الرقابة على المنشطات، وحرصنا على أن تكون الأدوية التي يستخدمونها في لندن خالية من المواد المحظورة، وحضرنا بعض جلسات الفحص التي شملت 6 لاعبين، وهناك فحوصات دم تم عملها للاعبين في لندن، كانت اللجنة المنظمة تصل إلى اللاعب في مقر سكنه وتستدعيه للحضور للفحص، وليس لدينا أي لاعب - ولله الحمد - تخلف أو تأخر أو امتنع عن حضور الكشف، فدورنا كان يقتصر على فحص المنشطات والخدمات الطبية وهذه كانت على أكمل وجه».

واصل السعيد حديثه: «قدمنا الرعاية الطبية بعد أن فتحنا عيادة على فترتين داخل وخارج القرية تقريبا كان الوضع الصحي شبه مستقر، رغم أن هناك إصابتين إحداها منعت أحد اللاعبين من المشاركة وهو أحمد المولد وغادر بعدما وصل إلى لندن واكتشفنا أن لديه إصابة وعرض على استشاري جراحة عظام وقيم حالته واكتشف أن اللاعب غير جاهز وكتب فيه تقريرا ولم يشارك، أما اللاعب الآخر حدثت له إصابة أثناء التصفيات إلا أنها لم تمنعه من المشاركة، ونحن لا يمكننا متابعة اللاعبين عقب عودتهم لأنديتهم واتحاداتهم، ولكن كتبنا تقارير للحالات التي تستدعى المتابعة، وبعثناها لرئيس الوفد ولكن بشكل إجمالي - اللهم لك الحمد - كانت الأمور جيدة تماما».

وأبان السعيد أنهم تواصلوا مع نادي الطلبة في المملكة المتحدة وآيرلندا بعدما تواصلوا مع اللجنة بشكل رسمي حيث كان لديهم معرض بعنوان (الرياضة العربية بعيون سعودية) وتم تخصيص جناح للجنة الوطنية السعودية للرقابة على المنشطات وخلاله توفر مطويات ومنشورات توعوية وتثقيفية وتم عمل محاضرة شملت الجانب التثقيفي والتوعوي، ولم يقتصر الحضور على اللاعبين أو الرياضيين بل امتد إلى المتابعين، وقال: «الحمد الله كان لها صدى جيد، واحتضن هذه الندوة نادي تشيلسي الرياضي وهو أمر جميل جدا أن تذهب لمقر بطل دوري أبطال أوروبا، وبالنسبة لي لن أنسى هذه المشاركة واللجنة تركت بصمة هناك في الأولمبياد وقمنا بتوزيع منشورات لكل زوار الجناح السعودي».

واختتم السعيد حديثه بقوله: «الشخص لا بد أن يحرص من خلال هذه التجمعات على أن ينقل صورة عن السعودية، وإلى أين وصلت في مكافحة المنشطات ولا بد أن يستغل مثل هذه الأحداث الدولية الكبيرة، ويستطيع أن يطور نفسه أيضا ويقارنها مع الآخرين، فعندما تكون في محفل مثل الأولمبياد ستكون هناك جلسات وحوارات تستفيد منها، وتشاهد الآخرين أين وصلوا وكيف طوروا أنفسهم وما طموحاتهم وخططهم المستقبلية وما العقبات التي واجهتهم في بلدانهم، وفي الوقت ذاته تنقل أنت صورة عن بلادك وتجربتك فيها، وأتمنى أن نكون وفقنا في عملنا هناك، ومثلنا بلدنا خير تمثيل».