دي ماتيو: تشيلسي على أعتاب مرحلة جديدة تعيده إلى المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي

أكد أن فريقه وجد ضالته في هازارد.. وأن توريس عائد إلى مستواه المعهود

TT

أثنى المدير الفني لنادي تشيلسي الإنجليزي روبرتو دي ماتيو على المستوى «الرائع» للاعبه البلجيكي إدين هازارد، الذي ساهم في فوز فريقه في أول مباراة له بالدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الحالي بهدفين دون رد. ولعب هازارد دورا أساسيا في هذا الفوز على نادي ويغان بعدما مرر كرة سحرية للمدافع الصربي برانيسلاف إيفانوفينش بعد مرور 110 ثوان فقط ليسجل الهدف الأول للقاء، وبعدها بخمس دقائق حصل هازارد على ركلة جزاء حولها النجم فرانك لامبارد للهدف الثاني للبلوز.

وعقب اللقاء، قال دي ماتيو: «أظهر هازارد كل مهاراته. لقد كان رائعا ولعب مع زملائه بشكل رائع. كان مصدر خطورة دائمة، وهو ما كنا نبحث عنه. إنه يتمتع بقدرات فنية عالية وسرعة فائقة تمكنه من الهروب من مراقبيه، كما يستطيع اللعب وظهره للمرمى. إنه يملك الكثير من المميزات الرائعة التي ستنعكس على الفريق».

وقد لعب هازارد، المقبل من نادي ليل الفرنسي في صفقة بلغت قيمتها 32 مليون جنيه إسترليني، خلف الإسباني فرناندو توريس، وقدم أداء رائعا ومتفاهما مع نجم الفريق خوان ماتا. ويؤكد دي ماتيو أن المنضمين الجدد إلى تشيلسي سيساهمون بشكل كبير في عودة توريس إلى مستواه المعهود الرائع، مشيرا إلى أن تشيلسي على أعتاب مرحلة جديدة تعيده إلى المنافسة على اللقب.

وعقب المباراة قال النجم الإنجليزي فرانك لامبارد: «كان رائعا. من الصعب للغاية في هذه السن الصغيرة أن تتكيف مع اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، مهما كانت إمكانيات اللاعب. لقد رأيتم الأداء الرائع الذي قدمه والتمريرة السحرية لإيفانوفينش، فضلا عن سرعته الفائقة التي مكنته من المرور والحصول على ركلة الجزاء. وأعلم جيدا أن هذه هي المهارات التي كان يشتاق إليها جمهور تشيلسي». وفي الشوط الثاني، حل البرازيلي أوسكار، المقبل من نادي إنترناسيونالي البرازيلي مقابل 20 مليون جنيه إسترليني، بديلا لهازارد وقدم أداء رائعا هو الآخر.

يذكر أن روبرتو دي ماتيو تولى تدريب تشيلسي بصورة مؤقتة لعدة أشهر في نهاية الموسم الماضي، قبل أن يوقع عقدا للاستمرار مع «البلوز» بعد النتائج الرائعة التي حققها في نهاية الموسم. وعادة ما يحب اللاعبون المدير الفني المؤقت، ولا سيما إذا حل بديلا لمدير فني غير محبوب مثل البرتغالي الشاب أندريه فيلاس بواس، ويطبقون خططه التكتيكية على أكمل وجه لأنهم يريدون تحقيق نتائج إيجابية بعد الفترة الصعبة التي مروا بها.

والشيء المؤكد هو أن لاعبي تشيلسي قد التفوا حول دي ماتيو عقب رحيل فيلاس بواس عن الفريق، ونجحوا في تحقيق نتائج مذهلة تم تتويجها بالحصول على دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي، ولكن أصبح يتعين على دي ماتيو، بعد توقيعه على عقد يمتد لعامين مع النادي، أن يحافظ على هذا الزخم، وهو يحاول تجديد دماء الفريق والدفع بلاعبين أو ثلاثة لاعبين في إطار سعيه لتقديم كرة جميلة وتحقيق نتائج طيبة في نفس الوقت.

وفي الحقيقة، لن تكون هذه المعادلة سهلة بالمرة، في ضوء وجود عدد كبير من اللاعبين الأساسيين الذي اعتادوا الفوز والحصول على البطولات وهم يلعبون بطريقة معينة يصعب تغييرها، وفي ضوء التعاقد مع لاعبين جدد ليس لديهم خبرة اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يعتمد على السرعة الكبيرة والقوة البدنية الهائلة بصرف النظر عن أداء هازارد وأوسكار في لقاء ويغان.

ونتيجة لذلك، سيحتاج كل من هازارد وماركو مارين وأوسكار لبعض الوقت لكي يتكيفوا مع اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، والتأقلم على العيش في إنجلترا أيضا. ولا يقتصر الأمر على ذلك، ولكن من الصعب للغاية إيجاد مكان لهم في التشكيلة الأساسية للفريق في ظل تواجد الماتادور الإسباني ونجم الفريق خوان ماتا.

ولا يختلف أوسكار عن ماتا كثيرا من حيث طريقة اللعب، ولكن النجم البرازيلي الذي لم يتعد ربيعه العشرين يعتمد على قدمه اليمنى أكثر من اليسرى، علاوة على أنه أكثر براعة في الوصول لمربع العمليات، مما يذكرك بأداء النجم الإنجليزي فرانك لامبارد على مدى العقد الماضي. وثمة عامل مشترك أخر بين أوسكار ولامبارد وهو التسديد على المرمى.

وعلاوة على ذلك، يشبه أداء النجم الألماني مارين أداء ماتا أيضا، ولكن مارين يميل للاحتفاظ بالكرة أكثر قليلا، سواء في منتصف الملعب أو على أطراف الملعب، ويتميز مارين بقدرته على اللعب بكلتا القدمين مما يمكنه من اللعب في أكثر من مركز، وفقا لطريقة اللعب التي سيعتمد عليها الفريق. وفي مباراة الفريق يوم الأحد الماضي، اعتمد دي ماتيو على طريقة 4 - 2 - 3 - 1، من خلال الدفع بلامبارد بجانب النجم النيجري جون أوبي ميكيل كمحوري ارتكاز، على أن يقوم هازارد وماتا وراميرس بدور هجومي يمكنهم من تقديم الدعم لتوريس في المقدمة.

وعلى العكس من طريقة 4 - 3 - 3 التي اعتمد عليها الفريق طويلا، والتي تعتمد على 3 لاعبين كمحاور ارتكاز في وسط الملعب، فإن الطريقة الجديدة تسمح بوجود لاعب آخر يتميز بالقدرات الهجومية. وفي بطولة الدرع الخيرية أمام مانشستر سيتي على ملعب «فيلا بارك»، سمحت هذه الطريقة للنجم البلجيكي هازارد بشن هجمات خطيرة للغاية من ناحية اليسار.

ويبدو أن هازارد يفضل الاحتفاظ بالكرة والاعتماد على مهارته وسرعته في المرور من مدافعي الفرق المنافسة. والشيء المؤكد هو أن دي ماتيو لن يطلب من هازارد اللعب باستمرار على أطراف الملعب، لأن الطريقة الجديدة التي يعتمد عليها تتطلب مزيدا من الانسيابية في الخط الأمامي، مع تغيير المراكز باستمرار في الثلث الأخير من الملعب.

ومع ذلك، لا ينطبق هذا على توريس، الذي يتعين عليه البقاء في منطقة الجزاء، كما كان يفعل الفيل الإيفواري ديديه دروغبا من قبل، ليكون محور الهجمات ومحطة مهمة للاحتفاظ بالكرة حتى يتمكن لاعبو خط الوسط من التقدم وتشكيل خطورة على مرمى الفرق المنافسة. وستنهار الخطة برمتها إذا ما خرج توريس من منطقة العمليات، كما كان يفعل في بعض الأحيان الموسم الماضي عندما كان يميل للعب في الطرف الأيمن. وفي الواقع، يتعين على توريس اللعب داخل منطقة الجزاء إذا ما كان يرغب في تسجيل الأهداف والعودة إلى مستواه الرائع الذي كان يقدمه مع ليفربول. وإذا ما حدث ذلك، سيكون تشيلسي فريقا مرعبا وسيقدم لاعبوه المهرة أفضل ما عندهم.

أما في الخط الخلفي، فتبدو الأمور أكثر استقرارا وصلابة. صحيح أن الفريق بحاجة إلى ظهير أيمن عقب رحيل جوزيه بوستينغوا، ولكن النجم البرازيلي ديفيد لويز أصبح أكثر استقرارا وهدوءا من ذي قبل، علاوة على الأداء الثابت للنجم جاري كاهيل. ومن المتوقع أن يتحسن أداء مدافعي الفريق بشكل ملحوظ عن العام الماضي الذي اهتزت خلاله شباك الفريق بـ46 هدفا في الدوري الإنجليزي، ولن تكون هناك هذه المساحات الشاسعة التي كانت موجودة في الخط الخلفي للبلوز.

وخلاصة القول هو أن تشيلسي قادر على تقديم مستوى أفضل مما قدمه الموسم الماضي بعدما أنهى المسابقة في المركز السادس، ولا سيما بعد تعاقده مع كوكبة من النجوم بمبالغ طائلة.