الشباب والأهلي.. ذكريات الموسم الماضي تلهب الصراع «الثأري»

هجر يستضيف الوحدة اليوم ضمن الجولة الثالثة من دوري «زين»

TT

تتجه أنظار متابعي الكرة السعودية، مساء اليوم (الجمعة)، صوب ملعب الملك فهد في العاصمة الرياض لمتابعة المواجهة الساخنة بين حامل لقب الموسم الماضي الشباب ووصيفه الأهلي في إطار الجولة الثالثة, فيما تجمع المباراة الأخرى هجر (الثامن بنقطتين) وضيفه الصاعد حديثا الوحدة (العاشر بنقطة وحيدة) على أرض ملعب الأول في مدينة الأحساء.

الشباب ما زال متصدرا بـ6 نقاط ونظيره الأهلي الخامس بـ3 نقاط، وله لقاء مؤجل مع التعاون والمؤشرات التي سبقت المواجهة أثبتت أن كليهما، وخلال فترة التوقف، قد عمل لأجل هذه المباراة، بل إن الأخبار قد حضرت لتؤكد أن مناديبهما الفنيين قد حضروا الموجهات التجريبية التي أجراها كل منهما. والأكيد أنهما سيدخلان اللقاء بكامل العتاد والعدة، وسط حسابات جماهيرية قد تتجاوز مجرد النقاط الثلاث.

المحلل الفني السعودي تركي السلطان قرأ المواجهتين فنيا وتحديدا من خلال نقاط القوة والضعف لدى الفرق المتبارية.

* الشباب x الأهلي

* مثل هذا اللقاء يمتاز بأن أوراق الفريقين مكشوفة، حيث استعدا لهذه المواجهة بشكل مميز خلال فترة التوقف، فالشباب حافظ على بطولة دورة العين الودية، كما أن الأهلي شارك في دورة نادي الجزيرة الإماراتي في ذات الوقت، وخذله نقص عناصر مهمة من لاعبيه، ولقاء الليلة مهم للطرفين في حسابات التنافس المبكر على اللقب، فهما يملكان لاعبين لديهم قيمة فنية عالية، ويحتاجون لتهيئة خاصة لإبعادهم عن الضغوط النفسية المحيطة بهم قبل المباراة مما يؤثر على عطائهم الفني داخل المستطيل الأخضر، وما نخشاه هو أن تفقد الضغوط النفسية المباراة قيمتها الفنية وتحولها إلى كثرة أخطاء وتوقف الكرة كثيرا التي قد تظهر في مثل هذه اللقاءات التنافسية؛ فالحماس والروح مطلوبان، ولكن على أن يقوم كل لاعب بدوره الفني المطلوب منه ويستفيد من إمكانياته الجيدة وهو ما يهم في مثل هذه المباريات، فلدى الفريقين إمكانيات فنية جيدة ولاعبون، مهرة ويطبقون انضباطا تكتيكيا عاليا، والمدربان البلجيكي برودوم والتشيكي غاروليم ملمان بالمنافسات، ويفرضان شخصيتهما التدريبية على اللاعبين، وهو الجانب الفني المهم.

ونجد أن خطوط الفريقين متكافئة، فالشباب لديه استقرار فني وعمل إداري جيد، وهو نفس الحال بالنسبة للأهلي، واللقاء خطوة مهمة لهما في قياس المنافسة، ولذلك من الصعب توقع النتيجة، ولكنها ستكون مثيرة؛ فالشباب من المتوقع أن يميل إلى طريقة 4/ 5/ 1 للاستفادة من الأرجنتيني تيغالي في المقدمة، مع تحرك ناصر الشمراني من الأطراف في حالة خسارة الكرة وتتحول إلى 4/ 2/ 3/ 1 في حالة امتلاك الكرة، والفريق الشبابي يلعب بتنظيم مميز في الوسط، فلديه لاعبون مميزون، كما أنه استفاد تنظيميا من وجود البرازيلي كماتشو فتقل أخطاؤهم في التمرير أو خسارة الكرة.

أما الأهلي، فقد يعاني من عدم جاهزية بعض لاعبيه مثل المهاجم البرازيلي فيكتور الملتحق متأخرا بالفريق، وكذلك عماد الحوسني العائد من منتخب بلاده، إلى جانب عدم مشاركة ياسر فهمي لإصابته، وعلى الرغم من خسارته لمجهودات كماتشو (المنتقل للشباب) هذا الموسم، فإنه كسب الأرجنتيني موراليس مع عودة مواطنه بالومينو لمستوياته، فالأهلي يميل إلى طريقته المعتادة 4/ 4/ 2، التي قد تتحول في هذا اللقاء إلى 4/ 5/ 1 في حالة الدفاع لمواجهة تفوق وتميز وسط الشباب، ونتطلع إلى أن نتابع لقاء كبيرا على الصعيد الفني، بعيدا عن الشد النفسي والضغوط التي تؤدي إلى كثير من البطاقات الملونة؛ فمن لعب بأعصاب هادئة وتركيز واستغل الفرص فسيظفر بنقاط المباراة.

هجر x الوحدة بداية هجر هذا الموسم تبدو جيدة، بعد أن استفاد من تجربة الموسم الماضي، فلديه استقرار فني وإداري واستعداد جيد واستطاع أن يخرج بنقطتين مهمتين أمام الهلال ونجران، ويقدم مستوى فنيا أفضل من منافسه الوحدة، فصناعة اللعب بوجود توفيق أبو أحيمد أمر يعزز قوة هجر، إلى جانب الهداف المميز خالد الرجيب، كما أن دفاعه منظم بقيادة الفلسطيني عبد اللطيف البهداري، وهذه العناصر مجتمعة ستكون قادرة على خلق مزيد من الانسجام والتجانس في صفوف الفريق، مما يجعل كل الخطوط تقدم مستويات جيدة تحرج من خلالها كل المنافسين.

وفي المقابل، الوحدة يدربه المصري بشير عبد الصمد، وهو ملم بالفريق ولديه عناصر جيدة ينقص أغلبها الخبرة، ولديه هجوم لا بأس به بقيادة مهند عسيري والسوداني محمد بشير، حيث يعول الوحداويون كثيرا على الشق الهجومي لديهم، ومتى استفاد الفريق من قوة المهاجمين فإنه سيتمكن من تقليص خطورة الطرف الآخر، والحد من إمكانية تقدمه وتهديده للمرمى الوحداوي، وأمام الوحدة فرصة للفوز في هذا اللقاء كما هو الحال بالنسبة لهجر، فهذه المباريات تنافسية خاصة بين الفرق المتساوية في الطموح للثبات بين الكبار، ولها حساباتها، فستكون مباراة مثيرة وقوية بين الطرفين.