الانتقالات الصيفية واعتزال المخضرمين وخلافات الأندية تنذر بمستوى ضعيف للدوري الإيطالي

التشاؤم يحيط به قبل ساعات من انطلاق منافساته

TT

مع تعدد قضايا ومحاكمات الفساد إلى جانب الخلافات القائمة بين الأندية.. فقد جاء موسم الانتقالات الصيفية في إيطاليا ضعيفا هذا العام وذلك حتى ساعات من انطلاق الموسم الجديد من مسابقة دوري كرة القدم بالبلاد غدا. وجاءت صفقة انتقال المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش من إيه سي ميلان إلى باريس سان جيرمان الفرنسي على رأس قائمة الانتقالات الصيفية في إيطاليا هذا الصيف والتي تبدو أنها لن تساعد سوى في إضعاف مستوى الدوري الإيطالي وحسب.

كما باع ميلان المدافع البرازيلي تياغو سيلفا للنادي الفرنسي الطموح بينما انتقل المخضرمون كلارنس سيدورف وأليساندرو نيستا وجينارو غاتوسو لأندية أجنبية أخرى. أما فيليبو إنزاغي (39 عاما) وجانلوكا زامبروتا فيبدو أنه لم يعد لديهما خيار آخر غير الاعتزال. وودع حامل اللقب يوفنتوس نجمه الكبير أليساندرو ديل بييرو الذي يبدو في طريقه للاعتزال بعد 19 عاما من اللعب مع «السيدة العجوز» ولكن يبدو أن الفريق ما زال محافظا على مستواه من الموسم الماضي وذلك بعدما افتتح منافسات الموسم الجديد بالفوز على نابولي 4-2 في مباراة السوبر الإيطالية في 11 أغسطس (آب) الجاري.

وأثار نابولي جدلا كبيرا بهذه الهزيمة التي شهدت طرد اثنين من لاعبيه إلى جانب إقصاء مدرب الفريق والتر ماتزاري إلى مدرجات الجماهير بسبب اعتراضاته، وزاد الموقف تعقيدا عندما انسحب الفريق من مراسم ما بعد المباراة. ولم تضف هذه الأحداث سوى مزيد من الاحتقان لحالة الندية القائمة بين أندية الدوري الإيطالي والتي يتوقع أن تستمر خلال الموسم الجديد.

ولم يساعد يوفنتوس كثيرا من جانبه في تهدئة الوضع أو في إثارة التعاطف معه عندما ارتدى لاعبوه قميصا يحمل العبارة «30 لقبا في الملعب» في دليل على أن النادي التوريني ما زال حاقدا على تجريده من لقبيه بالدوري الإيطالي لعامي 2005 و2006 لتورطه في فضيحة فساد في عام 2006 نفسه. ومع سعيه لإحرازه لقبه الـ29 الرسمي بالدوري الإيطالي، لن يحظى يوفنتوس بوجود لاعبه السابق ومدربه الحالي أنطونيو كونتي على رأس الجهاز الفني خلال مبارياته أغلب فترات الموسم بعد قرار المحكمة الرياضية بإيقافه لمدة عشرة أشهر لعدم الإبلاغ عن حالتي تلاعب في نتائج المباريات عندما كان مدربا لنادي سيينا في 2011.

ويأمل كونتي، الذي رفضت المحكمة الرياضية التابعة لاتحاد الكرة الإيطالي أول من أمس استئنافه ضد العقوبة، أن تنصفه المحكمة الرياضية التابعة للجنة الأولمبية الإيطالية التي سيقدم لها استئنافا جديدا على أمل تخفيف العقوبة. بينما يرى المدرب زدينيك زيمان أن هذه العقوبة لا يجب أن تتوقف على الإقصاء من الملعب أثناء المباريات وحسب وإنما أن تمتد أيضا إلى النشاط التدريبي.

وتربط المدرب التشيكي، الذي قاد نادي بيسكارا لدوري الأضواء في الموسم الماضي قبل أن يعود إلى روما بعد 13 عاما من الانفصال عنه، علاقات سيئة مع يوفنتوس منذ التعليقات التي قالها في أواخر التسعينات والتي أدت إلى فتح تحقيق حول مزاعم تعاطي لاعبي يوفنتوس لمواد محظورة محسنة للأداء. وجاء الرد قاسيا على تعليقات زيمان الأسبوع الماضي من مدير يوفنتوس جوزيبي ماروتا الذي نصحه بـ«الاهتمام بشؤونه الخاصة»، ويتوقع أن يزيد تبادل التعليقات الساخنة بين الجانبين من حدة التوتر عندما يلتقي يوفنتوس مع روما خلال الموسم الجديد.

وبالإضافة إلى خلافات الأندية، التي يخشى الكثيرون أن تكون شرارة للعنف الجماهيري لاحقا، تسود حالة من القلق بسبب كثرة انتقالات النجوم إلى أندية أجنبية خارج إيطاليا وعدم وجود لاعبين دوليين كبار في الدوري الإيطالي. وفشل يوفنتوس، الذي يعتبر أقوى المرشحين للتتويج بلقب بطل إيطاليا من جديد هذا الموسم، في ضم أي لاعبين كبار لصفوفه هذا الصيف ولكنه ما زال يأمل في ضم الإسباني الدولي فيرناندو يورنتي. أما ميلان ومنافسه التقليدي العنيد إنترميلان فقد أبرما مؤخرا صفقة مبادلة بين لاعبيهما أنطونيو كاسانو وجامباولو باتزيني ويبدو أنهما يفتقدان الإمكانات لدعم صفوفهما. وقال كاسانو بعد تدريبه الأول مع الإنتر «أخيرا، وصلت إلى النادي الذي أنتمي إليه.. هذه اللحظة في غاية الأهمية بالنسبة لي لأنه عندما تنتمي إلى ناد وتنتقل إليه، يكون معنى ذلك أنك وصلت لأقصى ما تتمناه». وذكر إنتر أن كاسانو (30 عاما) وقع على عقد لمدة عامين. وتضمنت الصفقة التبادلية التي شملت باتزيني أن يحصل إنتر على مقابل مالي إضافي من ميلان بلغ 7.5 مليون يورو (9.3 مليون دولار). وتعاقد إنتر أيضا مع لاعب خط الوسط والتر غارغانو (28 عاما) على سبيل الإعارة من نابولي.

وينظر المتفائلون إلى أداء منتخب إيطاليا الجيد وغير المتوقع في بطولة الأمم الأوروبية الأخيرة يورو 2012 باعتباره دليلا على أن الكرة الإيطالية ما زالت بصحة جيدة. وعلى الرغم من هزيمة إيطاليا الكبيرة صفر-4 أمام حاملة اللقب إسبانيا في نهائي البطولة الأوروبية، فقد قدم المنتخب الإيطالي بقيادة المدرب تشيزاري برانديللي بطولة مقنعة نجح خلالها في الفوز على إنجلترا وألمانيا. كما جاء أداء إيطاليا جيدا في مباراتها الودية الأخيرة أمام إنجلترا على الرغم من هزيمتها 1-2 في تلك المباراة، حيث استعان برانديللي بالكثير من الوجوه الجديدة والشابة التي أثبتت وجودها خلال المباراة.