الهلال يسعى لمصالحة جماهيره على حساب الاتفاق.. والاتحاد يتربص بالفيصلي

التعاون يطمح لتعميق جراح النصر.. والظروف المتشابهة تجمع الشعلة بنجران

TT

يواصل دوري «زين» السعودي للمحترفين إثارته وقوته عندما تنطلق الجولة الرابعة من الدوري بأربعة لقاءات مهمة مساء اليوم الاثنين، حيث يستضيف الهلال «الخامس» بـ4 نقاط الاتفاق «الثامن» بالرصيد ذاته، وذلك على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض، وفي بريدة يحل النصر «السابع» بـ4 نقاط ضيفا ثقيلا على التعاون «العاشر» بـ3 نقاط، وفي الساحل الغربي يستقبل الاتحاد «الثاني» بـ7 نقاط الفيصلي «متذيل الترتيب بدون نقاط» وذلك على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، فيما يشهد ملعب نادي الشعلة بالخرج لقاء الشعلة «الحادي عشر» بـ3 نقاط بضيفه نجران «الثالث عشر» بنقطة واحدة.

وتستكمل الجولة مساء غد الثلاثاء بثلاثة لقاءات أخرى عندما يستضيف الوحدة «المتصدر» الشباب بمكة المكرمة والأهلي يلتقي مع هجر في جدة والفتح يواجه الرائد في الأحساء.

الخبير الفني السعودي حمد الدبيخي قرأ المواجهات الأربع فنيا من خلال رؤيته الخاصة لـ«الشرق الأوسط»، مسلطا الضوء على نقاط القوة والضعف لدى الفرق المتبارية، مشيرا إلى أن الجولة الرابعة تشهد معظمها فرقا ترغب في المنافسة وأخرى تبحث عن مناطق الأمان، فهي مواجهات بين مدربين يطبقون الخطط الهجومية وآخرين يجنحون إلى التكتيك الدفاعي.

الهلال x الاتفاق هي مواجهة مهمة للطرفين، فالفريقان يأملان في مواصلة انطلاقتهما بعد أن حققا مكسبين مهمين في الجولة السابقة، ولو نظرنا إلى الهلال في الجولة الماضية فهو يختلف عن جولتي قبل العيد، وتحديدا في الشق الهجومي المميز الذي ظهر بفاعلية ملحوظة أكثر من الجانب الدفاعي والحراسة اللذين يعانيان من عدم الانسجام، كما يمتاز الأزرق بالمساندة الجيدة من لاعبي الجنب، رغم أنهم بحاجة لمزيد من الوقت للتنظيم، والضعف الذي نجده في الدفاع يغطيه التركيز الهجومي للهلال، مستفيدا من وجود اللاعبين الحركيين الجيدين في الوسط بغض النظر عمن يشارك، فالأداء لا يتغير سواء تواجد محمد الشلهوب أو نواف العابد أو عبد العزيز الدوسري أو أحمد الفريدي، واللعب بمساحات ضيقة والتحرك في مناطق المنافس بأكثرية عددية تغطي تلك العيوب في الصفوف الخلفية للأزرق، وتركيزه في المقدمة يتجاوز 70 في المائة، فيما يتراجع اهتمامه الدفاعي إلى 30 في المائة تقريبا، وطريقة الهلال تميل إلى 4/5/1، والتسجيل المبكر هو ما يسعى له الأزرق خلال الربع الساعة الأولى من خلال الضغط الهجومي المبكر.

وفي المقابل الاتفاق يعاني أيضا من الدفاع فهو يضم أسماء جديدة باستثناء البرازيلي كارلوس، ولديه حراسة جيدة بوجود عبد الله الصالح وكذلك اللعب بطريقة تميل إلى التحفظ من خلال الرباعي الدفاعي، وثلاثة محاور بحيث يقوم ثنائي الوسط يحيى الشهري وحمد الحمد بالمساندة الهجومية للمهاجم الوحيد، ويعاب على الاتفاق التحضير البطيء ولعب الكرات الطويلة، فعليه تضييق المساحات والبحث عن المرتدات السريعة، التي تفيده، واللعب على عامل الوقت، فكلما تأخر هدف الهلال كان لمصلحة الاتفاق الذي لو خرج بنقطة ستكون كافية له من أمام الهلال على أرضه.

التعاون x النصر هو لقاء مهم للطرفين بعد خسارتهما في الجولة السابقة، فكلاهما يخططان للتعويض، فالتعاون صاحب الأرض يحتاج إلى تنظيم دفاعي جيد وانسجام بين الحراسة والدفاع حيث تكثر أخطاء الخطوط الخلفية في التعاون، وكذلك المحاور والتحفظ الدفاعي والبحث عن المرتدات الناجحة بإعادة محمد الراشد لمكان الخطورة أمام مرمى النصر والاستفادة من أحمد مفلح أو الجزائري الحاج بوقش على الطرف الأيمن، واللعب بواقعية في هذا اللقاء. وفي المقابل نجد أن النصر يتميز بأمور فنية جيدة هذا الموسم، فبالرغم من خسارته أمام الاتحاد فإن هناك عملا فنيا ونقلة نوعية حركية في أداء اللاعبين، فأصبحت كرة النصر أسرع من حيث نقلها، وكذلك سرعة الهجمات والتنويع باللعب القطري المفيد، ومن المتوقع أن يميل للشق الهجومي لحاجته للنقاط والبقاء في المنافسة، فلديه حلول هجومية كثيرة، حيث يملك عددا من المهاجمين الجيدين، ومن المرجح أن يبدأ المدرب ماتورانا بمحمد السهلاوي وجيمي أيوفي ومن خلفهم دميان مانسو مع الثلاثي المكون من المصري حسني عبد ربه، وشايع شراحيلي وإبراهيم غالب أمام رباعي الدفاعي، وبمساندة لاعبي الجنب خالد الغامدي وحسين عبد الغني، وسيحاول النصر الانتصار، فيما تظل مهمة التعاون البحث عن المرتدات التي قد تحقق له مراده.

الاتحاد x الفيصلي هذا اللقاء يسجل أفضلية مطلقة لصاحب الأرض والجمهور الاتحاد بفوارق فنية عن منافسه، فهناك بون شاسع في القيمة الفنية للاعبين غير السعوديين وكذلك المحليين، والخبرة تصب لمصلحة الاتحاد فمن المتوقع أن يلعب بأسلوبه المعروف مع مدربه الإسباني كانيدا بالطريقة 4/5/1 مستفيدا من الإمداد الهجومي ومساندة للمقدمة من خماسي الوسط، فهو يلعب من دون مهاجم صريح، الذي قد يحتاجه في هذا اللقاء من خلال الاعتماد على نايف هزازي، بحيث يميل محمد نور لمساندته.

أما الفيصلي، فلا يزال الفريق غامضا فنيا في أدائه الذي اختلف عن المواسم الماضية الذي كان له مواقف جيدة في مثل هذه المباريات، ولكن لظروف كثرة تغيرات اللاعبين، وكذلك المدرب فهو يعاني من عدم الانسجام، وخسر المباريات الثلاث وسيميل للدفاع المكثف وإغلاق المساحات والبحث عن المرتدات للخروج بنقطة ثمينة على الأقل.

الشعلة x نجران مواجهة تضم فريقين لديهما ظروف متشابهة، فالشعلة فريق صاعد ولا تزال الخبرة تنقصه، فخسر في البداية من الأهلي بنتيجة كبيرة وعاد ليكسب الوحدة وحاول مع الفتح، ولديه لاعبون مجتهدون وسيحاولون كسب لقاء الليلة لحصد مزيد من النقاط منذ البداية. وفي المقابل سيسعى ضيفهم نجران لتحقيق انتصاره الأول حتى يتجاوز شيئا من مشاكله المحيطة بالفريق الذي لم يتحسن، ولا تزال الظروف تعصف به هذا الموسم، وسيلعب بطريقته المعروفة بالكرات المرتدة السريعة، ومن المتوقع أن يكون اللقاء مثيرا بين الطرفين فهي فرصة لأحدهما للانتصار.