التفاؤل يسود معسكر البعثة السعودية .. والأمل في حصد الميداليات قائم

استعدادا لانطلاق أولمبياد لندن 2012 لذوي الاحتياجات الخاصة غدا

TT

تستعد بعثة المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية والتي تستضيفها العاصمة البريطانية لندن غدا، وتضم الدورة أكبر عدد من الرياضيين في تاريخها. ويشارك في الأولمبياد (البارالمبية)، حتى نهاية فعالياتها في التاسع من سبتمبر (أيلول) المقبل، 4200 رياضي ينتمون إلى 164 دولة.

وبذلك تحقق دورة لندن 2012 رقما قياسيا، حيث تخطى عدد الرياضيين المشاركين فيها هؤلاء الذين شاركوا في دورة بكين، 2008 والذين قدروا آنذاك بـ4000 شخص من 147 دولة.

وتقام منافسات الدورة في الملاعب والمنشآت التي احتضنت أولمبياد لندن التي أسدل الستار عنها يوم الـ12 من الشهر الحالي، وفيها استعادت الولايات المتحدة صدارة جدول الميداليات، متفوقة على الصين وبريطانيا وروسيا.

وكانت بعثة المنتخب السعودي وصلت إلى لندن منذ وقت مبكر من شهر رمضان الماضي، حرصا على إدماج اللاعبين في أجواء الأولمبياد عامة، ويمثل السعودية أربعة لاعبين في هذا الأولمبياد (البارالمبية). في ألعاب القوي يشارك اللاعبون أسامة الشنقيطي (إعاقة بصرية) وهاني النخلي (شلل دماغي) وسعيد الخالدي (بتر) وفي رفع الأثقال اللاعب بسام الحول (إعاقة حركية).

وعلى الرغم من قلة العدد المشارك في البعثة السعودية مقارنة بغيرها من بعثات الدول الأخرى فإن نتائجها تعد متميزة على الصعيد الدولي، فاللاعب أسامة الشنقيطي حائز على ذهبية أولمبياد بكين 2008 في الوثب الثقيل، بينما اللاعب هاني النخلي بطل العالم في رمي القرص، وحقق البطولة في ملتقى تونس شهر مارس (آذار) الماضي.

ويقول إداري منتخب ألعاب القوى ناصر القحطاني: «نأمل تحقيق مزيد من الإنجازات، على غرار ما قدمنا من تفوق في أولمبياد بكين 2008، ونتمنى أن نجد دعما إعلاميا كبيرا لهذه الفئة الغالية على قلوبنا فهم بلا شك يستحقون ذلك».

وكان السفير البريطاني بالعاصمة السعودية الرياض استقبل في وقت سابق البعثة السعودية من جهاز إداري وفني ولاعبين احتفالا بالبعثة السعودية، في الوقت الذي حضر نائب القنصل البريطاني لعدد من الحصص التدريبية التي أداها اللاعبون السعوديون قبيل مغادرتهم الرياض، ويأتي ذلك بمثابة توفير التسهيلات للدول المشاركة.

من جهته، يقول التونسي سامي الزرلي، مدرب المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة: «قمنا بمجهود جيد طوال فترة الإعداد في المعسكرات الخارجية التي أقمناها مؤخرا، ونحن متفائلون خيرا». وعن مدى تأثير صيام بعض اللاعبين في ظل مجهودات التدريبات طوال شهر رمضان، يبين الكابتن سامي: «الصيام هو صحة للنفس وله الكثير من الفوائد، ولكن بلا شك له تأثيرات جانبية أيضا، ليس على الرياضيين فحسب وإنما على الإنسان الطبيعي، ولذلك لا نستطيع أن نطلب من اللاعبين بذل جهد إضافي خلال التدريبات في هذه الفترة، أو ممارسة الضغط عليهم، لأنه من المحتمل أن تكون النتائج عكسية، ولكننا نبذل جهدنا، كل حسب اختصاصه سواء الأجهزة الإدارية أو الفنية أو اللاعبون، والرياضة عموما لم تعد كالسابق، فهي الآن تعتمد على الأساليب العلمية، وتمر بخطوات مدروسة بعيدا عن الاجتهادات التي كانت تحدث في الماضي».

وعن الآمال التي يعقدها المدرب التونسي على اللاعبين السعوديين يوضح: «كل المنتخبات الأخرى تبذل جهدها كما هو الحال معنا، وأنا أثق في قدرات لاعبينا، وسنبذل قصارى الجهد، وطموحنا لا يقل عن تحقيق المراتب الأولى بإذن الله، وأنا لا أرغب أن أبالغ، ولكن مجموعة المشاركين الحالية مع الفريق، تنافس على المراكز الأولى، وعلى الميداليات الذهبية أيضا». ويضيف: «أرى أن عهد المشاركة بهدف المشاركة بحد ذاتها قد ولى، فنحن جئنا للمنافسة، وهذه هي المشاعر التي ألمسها من اللاعبين».

وعن تأثير عدد المشاركين في كل دولة على تحقيق أكبر كم من الميداليات، يقول الزرلي: «هناك منتخبات مشاركة بثلاثين وخمسين لاعبا وهكذا، ولكن بالنسبة لي، أرى أن المسألة مسألة كيف وليست متعلقة بالكم، فمتى ما كان هناك إنجازات قوية من عدد قليل من اللاعبين فهي بلا شك أفضل من نتائج أقل من لاعبين أكثر، ولا ننسى جودة الأداء بالنسبة للمشاركين، ويظل التقييم نسبة وتناسب».

يذكر أن الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية رئيس الاتحاد السعودي لرياضة الاحتياجات الخاصة أصدر قرارا بتكليف الدكتور ناصر بن عبد العزيز الصالح الأمين العام للاتحاد رئيسا لبعثة المنتخب. ومن جهته، قدم رئيس البعثة الدكتور ناصر الصالح شكره للرئيس العام لرعاية الشباب على هذه الثقة بتمثيل السعودية في هذا المحفل الأولمبي الكبير الذي يهتم برياضة المعاقين، مؤكدا على ثقة الأمير نواف في مقدرة لاعبي المنتخب السعودي على تحقيق نتائج إيجابية في دورة الألعاب البارالمبية والمنافسة القوية على إحراز الميداليات. وأضاف «يوجد لدينا لاعبون عالميون حققوا إنجازات كبيرة في بطولات قارية وسندخل الأولمبياد من أجل المحافظة على الإنجازات التي حققها لاعبو المنتخب السعودي، فاللاعب أسامة الشنقيطي سيدخل البطولة من أجل المحافظة على رقمه العالمي في أولمبياد بكين والميدالية الذهبية في منافسات الوثب الثلاثي واللاعب هاني النخلي حقق رقم عالمي في بطولة العالم والميدالية الذهبية في منافسات القرص».

ويواصل المنتخب السعودي لألعاب القوى لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة تدريباته في معسكره بمدينة ستوك ماندفيل استعدادا للدخول في معترك منافسات دورة الألعاب البارالمبية في لندن التي تبدأ اليوم وتستمر حتى 9 – 9 - 2012م، بمشاركة اللاعبين أسامة الشنقيطي في لعبة الوثب الثلاثي (معاق بصريا) وهاني النخلي في لعبة القرص (شلل دماغي) وسعيد الخالدي في لعبة 100م و200م (بتر) تحت إشراف الجهاز الفني المكون من سامي الزرلي ومبارك السبيعي والمشرف الفني علي الغامدي والإداري ناصر القحطاني وشهد المعسكر تدريبات صباحية ومسائية ركز فيها الجهاز الفني على نواحي اللياقة البدنية والنواحي التكتيكية.

وكان المنتخب السعودي بدأ معسكره الحالي في مدينة ستوك ماندفيل الإنجليزية منذ الرابع عشر من شهر رمضان المبارك ضمن المرحلة الرابعة من مراحل الإعداد لاولمبياد لندن بعد أن أنهى المرحلة الثالثة من المعسكر في مدينة أولموس التشيكية بعد أن استمر المعسكر لمدة شهر تخلله تدريبات صباحية ومسائية وأعدت الأجهزة الفنية اللاعبين بشكل مكتمل للوصول للمستوى المطلوب للدخول في المنافسات العالمية بجاهزية تامة والمنافسة على الميداليات والمشاركة في بطولة التشيك المفتوحة وحقق فيها اللاعبين نتائج إيجابية.

من جهته، بين إداري المنتخب ناصر القحطاني أن المنتخب أنهى معسكره الخارجي بنجاح في مدنية أولموس بجمهورية التشيك والآن يواصل اللاعبون استعداداتهم في المعسكر الخارجي الأخير بمدينة ستوك ماندفيل. وقدم الشكر للمسؤولين بالاتحاد الإنجليزي عن رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة على كافة التسهيلات التي قدموها لإنجاح المعسكر المنتخب، مبينا أن الجهاز الفني أوصل اللاعبين إلى ذروة الاستعداد للمنافسة وأصبحوا جاهزين بدنيا وفنيا من أجل المشاركة في الأولمبياد.