الميلان يفك عقدة الهجوم بالتعاقد مع الإسباني بويان

رحيل نجوم الفريق يؤثر على اشتراكات جماهير النادي

TT

جاء الاتفاق من أجل الحصول على خدمات الإسباني بويان كركيتش عند الساعة الحادية عشرة إلا ربعا صباح أول من أمس، وتمكن الميلان من فك عقدة الهجوم بالتعاقد مع المهاجم الكتالوني في صفوف فريق روما. وفي الواقع يرث نادي الميلان من روما إعارة اللاعب من برشلونة الذي يملك بطاقته الدولية إلى الآن، وبالتالي نجح نادي برلسكوني في إبرام صفقة محدودة التكلفة. والآن؟ اللحظات الأخيرة في سوق الانتقالات مرتبطة بضم لاعب وسط آخر، والذي يمثل الرغبة الأخيرة للمدرب أليغري لتدعيم الفريق. الطريق الرئيسي يقودنا إلى الهولندي نيجيل دي يونغ لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، مع لاسانا ديارا لاعب ريال مدريد كبديل محتمل، في حين توقف كل شيء على جبهة كاكا، حيث عم صمت بطعم التوديع.

الصفقة: ويكشف الميلان في هذه الصفقة عن راتب اللاعب (أكثر قليلا من مليون يورو خالصة الضرائب)، بينما سيحصل الميلان على مكافأة تقدير بقيمة 1.5 مليون يورو، وسيريح الميزانية من ثلاثة ملايين يورو. وصل بويان إلى مقر نادي الميلان عند الساعة 6:26 مساء، وغادر في الساعة 6:34، مرتديا تي شيرت أبيض وسروال أزرق، وصادف يوم أول من أمس عيد ميلاده الثاني والعشرين، وصحبه وكيل الفيفا جوسيبي ريزو، الوسيط بين الأندية، وصرح اللاعب في أعقاب إتمام الانتقال قائلا: «الميلان هدية رائعة جدا لعيد ميلادي. هل كنت أتوقع المجيء إلى هنا؟ أجل، كانت إمكانية. لم أتحدث بعد مع أليغري، لكني جاهز للعب، كما أن جماهير روما ستظل في قلبي»، في حين انتظره خارج مقر النادي ما يقرب من ثلاثين مشجعا. في الوقت ذاته، لم يضع بويان وقتا وكرس نفسه للتغريدات، التي هي عشقه، على موقع «تويتر»، وكتب: «إنني في ميلانو الآن، وسيتم تقديمي لاعبا في الميلان! إنني جاهز لكل شيء، وأتوق لخوض المباراة الأولى. أشكر الجميع على الاستقبال وعلى تهنئة عيد الميلاد!»، ثم يبعث بإهداء إلى أنصار روما: «أريد تحية وشكر جماهير فريق روما، خاصة على الدعم والحب اللذين تلقيتهما من أول يوم. وكان شرف حقا الدفاع عن هذا القميص، أتمنى لكم الأفضل أيها الأصدقاء. أعانقكم جميعا، وستظلون في قلبي دائما! بويان».

رفض غالياني: شدد نائب رئيس الميلان أدريانو غالياني على نقطة لدى خروجه من المقر، وقال: «سوق الانتقالات انتهى ببويان. كان صفقة طيبة، والآن الفحوصات الطبية. لا، ليس ثمة سفر إلى مدريد من أجل كاكا، وقد عرض علينا بالومبو لكننا رفضنا، ورفضنا كارول أيضا، فهو مهاجم. سيكون بويان متاحا لمباراة بولونيا القادمة، انتهى سوق الانتقالات، صدقوني».

المقصورة والدرجات المميزة تصيح بالانتقادات، ورابطة المشجعين التي تعض النواجذ، وتنتظر بشغف يوم غد حيث نهاية سوق الانتقالات. وقد أظهرت مباراة ميلان - سمبدوريا تياري سان سيرو، لكن الشعور الأساسي والواضح تماما الذي ينتج من استاد مياتزا هو واحد، وهو ما لمح إليه أليغري عقب المباراة، فتجاه فريق الميلان لا يوجد غضب وتشاؤم وخيبة أمل فحسب، وإنما خاصة لا مبالاة. كما لو أن الجماهير، بعد الرحيل المدوي للاعبين كثيرين قدامى، لم يعودوا يعترفون بفريقهم الحالي، ولا يدركوا من يشاهدونهم يلعبون، كما لو أن الانتماء للفريق قد انطفأ.

إخفاق كاكا: أليغري قلق والأرقام تدعم هذا القلق، فعدد حاملي الاشتراكات السنوية لحضور المباريات هذا العام هو 22.106 مشترك، وهو أدنى رقم يتم تسجيله طوال عهد سلفيو برلسكوني، مالك النادي. ستنتهي حملة الاشتراكات السنوية في منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل بالتزامن مع ثاني مباراة يخوضها الفريق على ملعبه، أمام أتلانتا، لكن من الصعب للغاية أن يحقق الموسم الحالي رقما ضخما في عدد الاشتراكات. إلى الآن، كان الموسم الأسوأ هو 2009 - 2010، بإجمالي 27865 اشتراكا. إذن ما زال هناك ما يزيد على خمسة آلاف اشتراك، شريطة عدم وجود مفاجآت مدوية في الأيام الأخيرة لسوق الانتقالات، لن يتم سدها، لكن موسم 2009 - 2010 لم يكن مصادفة، فهو الذي شهد رحيل كاكا، في أول إشارة لسياسة التقشف التي اتبعتها إدارة النادي فيما بعد. وقد فقد الميلان، مع هذا الاستغناء، 15 ألف مشترك مقارنة بالموسم السابق له، وعلى أي حال يفوق هذا الفارق فجوة هذا العام مع الموسم الماضي (31233 مشتركا)، وبالتالي الفارق ما زال أقل - ولم تنته حملة الاشتراكات بعد - وهو 9.127 فقط، على الرغم من رحيل نجمين كبيرين هما إبرا وتياغو سيلفا.

سمعة: إذا ما نظرنا لبيانات الاشتراكات السنوية لحضور المباريات خلال عهد برلسكوني (الرقم القياسي كان في موسم 1992 - 1993 (71895 اشتراكا)، يمكن القول إن زمن البقرات السمان قد انتهى بموسم 2005 - 2006، والذي رحل في نهايته شيفشينكو، وفي تلك الحالة أيضا تراجع عدد المشتركين من 50 إلى 37 ألفا بفارق 13 ألف مشترك. بعدها، وبخلاف تأثير الشامبيونزليغ (42 و43 في الموسمين من 2007 حتى 2009)، كان الاتجاه غير سار قليلا. وهي التحركات التي تركت أثرا، وعلاوة على الأزمة الاقتصادية العالمية، أيضا على حقوق البث التلفزيوني المدفوعة والمتجددة والضخمة أكثر دائما، والتي اجتذبت من الاستادات عدة آلاف من المشجعين المفضلين للجلوس في المنزل بدلا من المدرجات. على أي حال الميلان قلق، فاستاد مياتزا شبه الخالي كما رأينا في بطولة برلسكوني (35 ألف متفرج) أو كما في لقاء سمبدوريا الأحد الماضي (36288 متفرجا، بينهم 14182 شخصا قاموا بشراء تذاكر) يضر بسمعة نادي كبير مثل الميلان.

* بويان كركيتش في سطور

* ولد بويان كركيتش بيريس في لينيولا، مدينة إسبانية تقع على بعد 130 كم تقريبا شمال غربي برشلونة، في 28 أغسطس (آب) 1990، لأب صربي وأم كتالونية. ظهر لأول مرة في كرة قدم المحترفين بقميص الفريق الكتالوني، والمدين له بالدخول في عالم الأضواء.

نضج بويان في ناشئي برشلونة، النادي الذي لاحظه في أحد الملاعب الصيفية حينما كان عمره ثماني سنوات، وبعدما أدى كل المسار، ولعب في فريق برشلونة «ب» أيضا، دخل ضمن الفريق الأول في عام 2007، حينما كان المدرب فرانك ريكارد. وفي عام 2008 - 2009 شارك في الثلاثية مع غوارديولا. ظل في صفوف برشلونة حتى أغسطس 2011، برصيد 163 مشاركة و41 هدفا. ثم انتقل إلى روما، حيث ظل موسم واحد سجل خلاله سبعة أهداف، في 37 مباراة لعبها.