القوة الهجومية الرائعة لتشيلسي بحاجة إلى تدعيم دفاعي

حالة «الخط الخلفي» لن تقود الفريق نحو منصات التتويج مثل الموسم الماضي

TT

بات نادي تشيلسي اللندني يملك قوة هجومية رائعة بفضل تعاقده مع كوكبة من اللاعبين البارزين في الخط الأمامي، ولكنه لا يزال بحاجة إلى تدعيم صفوفه الدفاعية. صحيح أن قائده جون تيري يقدم أداء مميزا في المباريات التي تقام بمعقل البلوز في «ستامفورد بريدج» لأنه يلعب في هذا الصرح الذي منحه شارة القيادة وجعل منه أسطورة حية في تاريخ النادي الحديث، ويحظى بحب جارف من قبل جمهور النادي الذي يملأ جنبات الملعب، ولكنه أصبح يتعرض لضغوط هائلة أثناء المباريات الخارجية عقب اتهامه بتوجه إهانات عنصرية لمدافع كوينز بارك رينجرز انطون فيرديناند، على الرغم من ثبوت براءته بعد ذلك.

وتجلت هذه الضغوط الهائلة أثناء مباراة تشيلسي أمام مانشستر سيتي في كأس الدرع الخيرية، حيث تعرض تيري لوابل من الهتافات المعادية، كما تعرض لمضايقات لا بأس بها خلال مباراة الفريق أمام ويغان في إطار مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز. وعلى هذا الأساس يتعين على تيري أن يتحلى بالهدوء وأن لا يتفاعل مع تلك الهتافات والمضايقات.

وإذا رجعنا إلى الوراء قليلا وتذكرنا ما حدث في مواجهة تشيلسي على أرضه أمام ريدينغ، نجد أنه وعلى الرغم من أن تشيلسي كان يلعب في معقله بـ«ستامفورد بريدج» أمام ريدينغ، فإن الخط الخلفي للفريق كان يعاني من حالة من التوهان وعدم التركيز كادت تكلف الفريق غاليا. صحيح أن النادي حقق فوزا مستحقا في نهاية المباراة، ولكنه كان محظوظا للغاية لأن الحكم المساعد قد أخطأ عندما احتسب الهدف الثالث الذي أحزره الماتادور الإسباني فرناندو توريس من تسلل واضح. ومع ذلك يدرك تيري ورفاقه في الخط الخلفي أن هذا الأداء لا يرقى لأن يكون قاعدة أساسية لانطلاق الفريق نحو منصات التتويج للاحتفال بالحصول على الدوري الإنجليزي في نهاية المطاف. وفي الحقيقة ما زال تشيلسي بحاجة إلى الكثير من العمل، على الرغم من تعاقده مع هذه الكوكبة من النجوم اللامعة التي تمكنت بالفعل من تغيير شكل الفريق الذي قدم كرة قدم ممتعة تجبر المشاهد على الجلوس والاستمتاع بتلك المهارات الكبيرة، حتى وإن اقتصر هذا الأداء الراقي على أول 25 دقيقة من عمر اللقاء وعلى فترات متقطعة من الشوط الثاني.

لقد توهج الماتادور الإسباني خوان ماتا، وقدم النجم البلجيكي إدين هازارد أداء ساحرا، وحتى النيجري جون أوبي ميكيل كان يشارك في الهجمات ولا يكتفي بدوره الدفاعي. وعلى الرغم من هذا الأداء الهجومي الممتع، فإن فريق ريدينغ الصاعد حديثا لدوري الأضواء والشهرة تمكن على سبيل المثال من قلب المباراة رأسا على عقب وهز شباك البلوز بهدفين في غضون أربع دقائق فقط خلال شوط المباراة الأول، وهو ما يعكس حالة عدم التركيز والضعف التي يعاني منها الخط الخلفي للبلوز. وإذا كان الحال قد تغير بعض الشيء في مباراة تشيلسي الثالثة في الدوري الإنجليزي أمام نيوكاسل، فإن خط الدفاع ما زال يفتقر إلى ما كان يميزه الموسم الماضي.

لقد كان الدفاع الحديدي هو السبب الرئيسي في النتائج الرائعة للفريق في نهاية الموسم الماضي وحصوله على بطولتي كأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، ولكن ما قدمه مدافعو الفريق في هذه المواجهة أمام ريدينغ كان شيئا غريبا في حقيقة الأمر، حيث كان غاري كاهيل يكتفي بدور المتفرج في هدف التعادل الذي أحرزه بافيل بوغريبنياك، الذي أعاد ريدينغ إلى أجواء اللقاء مرة أخرى، وحتى الحارس الأمين لمرمى البلوز بيتر تشيك كان مهزوزا وأهدى الهدف الثاني إلى ريدينغ من خطأ قاتل بعد فشله في التعامل مع الركلة الحرة التي نفذها نجم ريدينغ داني غوثري. ولم يكن تيري بعيدا عن هذه الأخطاء الدفاعية القاتلة، حيث كان هو السبب الرئيسي في الركلة الحرة التي جاء منها الهدف الثاني بعدما فشل في سباق السرعة مع النجم جوبي ماكنوف. وفي الحقيقة، كانت تلك المباراة بعيدة كل البعد عن المستوى الراقي الذي كان يقدمه تيري مع البلوز في المواسم السابقة، وكان خارج نطاق الخدمة تماما.

ولم يقتصر الأمر على الأهداف التي سجلها ريدينغ، حيث كان باستطاعة الفريق الصاعد حديثا للدوري الإنجليزي أن ينهي المباراة من خلال الهجمات المرتدة القاتلة التي كان يشنها على مرمى تشيك، وكان من الممكن أن تصبح النتيجة ثلاثة أهداف لهدف واحد بعد نهاية الشوط الأول لو حالف الحظ أليكس بيرس في الرأسية التي سنحت له أمام المرمى. وعقب المباراة مباشرة قال المدير الفني للبلوز روبرتو دي ماتيو إن فريقه «فقد الهدوء ورباطة الجأش» في الأهداف التي أحرزها ريدينغ، معترفا بأن الأداء الذي قدمه تشيلسي عندما كان متأخرا بهدفين لهدف «كان هجوميا للغاية وربما افتقد الفريق التوازن بعض الشيء». ووعد دي ماتيو بتقديم أداء دفاعي مختلف في اللقاء التالي أمام نيوكاسل، وهو ما حدث بالفعل إلى حد ما، حيث حقق تشيلسي الفوز على منافسه بهدفين مقابل لا شيء.

ويتمثل التحدي الأكبر الذي يواجه المدير الفني الإيطالي في إيجاد نوع من التوازن بين الحرس القديم للبلوز والوجوه الجديدة التي تعاقد معها الفريق مؤخرا. وقال دي ماتيو: «سيكون التوازن هو كلمة السر دائما. إنه لشيء رائع أن يكون هناك نوع من التوازن، والجميع يريدون رؤية الفريق يقدم كرة قدم جميلة وممتعة ويحقق الانتصارات في نفس الوقت، ولذا ينبغي أن يكون هناك نوع من التوازن، وسيكون هذا هو التحدي الأساسي بالنسبة لنا».