توريس.. النجم الذي خرج من الكهف

يقود تشيلسي غدا أمام فريقه السابق أتلتيكو مدريد في كأس السوبر الأوروبية

TT

كان متواريا في مخبئه طوال العامين الماضيين، ولكن فيرناندو توريس عاد بقوة. فبعد أشهر من التعثر واليأس وسوء الحظ في الأداء عندما كان يقف على الكرة العرضية بدلا من تسديدها وعندما كانت الأهداف الضائعة أكثر عددا بكثير من الأهداف المسجلة، فإن المكسب الذي حققه تشيلسي مبكرا هذا الموسم هو أنه أعاد اكتشاف المهاجم الإسباني الذي كلف النادي 50 مليون جنيه إسترليني (1.‏79 مليون دولار) للحصول على خدماته في يناير (كانون الثاني) الماضي.

فقد هز توريس شباك مانشستر سيتي وريدينغ ونيوكاسل خلال الأيام القليلة الماضية ليثبت أنه عاد ليصبح ذلك اللاعب الذي يلعب بثقة ويستغل الفرص، والأهم من ذلك أنه بات يبدو من جديد وكأنه يستمتع بلعب كرة القدم. كان نجم توريس بدأ يأفل في موسم 2009-2010 عندما كان لاعبا بليفربول، حيث أجرى المهاجم الإسباني عمليتين جراحيتين في الركبة وبدا وكأنه يكافح من أجل استعادة لياقته البدنية من جديد.

واكتنف الغموض حالة توريس بعدها، فقد أقر أطباء ليفربول أن فحوص اللاعب تفيد بأنه عاد لنفس حالته السابقة للعمليات الجراحية ولكن على الملعب كان لاعبا مختلفا تماما. فقد غاب السحر والحيوية ليصبح لاعبا متخشبا صعب الحركة. وقدم توريس بطولة كأس عالم دون المستوى في 2010 وبدا وكأنه يكافح من أجل التأقلم مع نظام روي هودجسون في ليفربول. وكثيرا ما كانت الكرة تلعب بعيدة عالية عندما يكون بحاجة لإبقاء الكرة لمدة أطول على الملعب.

وفي تشيلسي، عانى توريس من جديد في سبيل التأقلم على اللعب إلى جوار المهاجم الإيفواري ديدييه دروغبا وانتهى به الحال على مقاعد البدلاء ليشارك في المباريات قرب نهايتها أو ربما يلعب ضمن التشكيل الأساسي عندما يكون دروغبا مصابا أو بحاجة للراحة. ففي تشيلسي كانت طريقة اللعب مباشرة بشكل كبير أيضا بالنسبة لتوريس. فقد سجل هدفا شهيرا في مرمى برشلونة بملعب «كامب نو» ليضمن لتشيلسي التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا. ولكنه في ذلك النهائي الذي جرى بميونيخ، عاد إلى مقاعد البدلاء.

وفاز تشيلسي بالنهائي واللقب، ولكن توريس لم يكن سعيدا بسبب عدم مشاركته في المباراة. وقال مدرب تشيلسي روبرتو دي ماتيو وقتها: «تحدثت إلى فرناندو على الطائرة أثناء عودتنا من ميونيخ.. وأخبرته برأيي في أنه سيكون جزءا من مستقبل هذا النادي». وأضاف: «من العادي أن تشعر بالإحباط لعدم مشاركتك في مباراة كبيرة كهذه ولكننا في النهاية حققنا نجاحا كبيرا». وتابع المدرب الإيطالي: «الجميع شاركوا في تحقيق هذا النجاح، وليس فقط اللاعبون الذين بدأوا مباراة النهائي هذه. لطالما كنت راضيا عن فرناندو».

وقال: «في نهاية الموسم الماضي كان توريس رائعا. فهو لم يكن يسجل الأهداف ولكنه كان يصنعها، وحتى عندما لم يكن يصنعها كان يجتهد بقوة في الملعب. إنه لاعب رائع على المستوى الجماعي». ويعتبر ذلك الهدف الذي سجله توريس في مرمى برشلونة هو بداية عودته إلى سابق عهده. فلكي يسجل هذا الهدف اضطر توريس للجري من منتصف الملعب ثم راوغ حارس برشلونة فيكتور فالديز.

وأصبح هناك مجال واسع لسيطرة الشكوك من جديد عليه، ولكن توريس احتفظ بهدوئه. أو ربما يكون استعاد إيمانه بنفسه في تلك اللحظات. والآن مع استعداد تشيلسي لمواجهة أتلتيكو مدريد الإسباني، فريق توريس السابق، في مباراة كأس السوبر الأوروبية غدا ينتظر أن يشارك توريس في المباراة من بدايتها.

فقد تغير أسلوب لعب تشيلسي الذي أصبح يضم المبدعين خوان ماتا وإيدن هازارد وراميريس في خط الوسط المتقدم لتوفير التمريرات المتقنة التي يجيد توريس استغلالها. كان توريس بدأ مشواره مع أتلتيكو مدريد وهو في السابعة عشرة من عمره. وبعدما كان يخشى أن ينطفئ نجم اللاعب الإسباني وعمره 26 عاما، فقد بات يتوقع منه الكثير الآن رغم بلوغه 28 عاما.