إنسيني.. جوهرة جديدة تلمع في سماء نابولي والآزوري

المهاجم الشاب قال إنه يعتبر ديل بييرو ملهمه ويتمنى اللعب بجواره

TT

المهاجم الشاب لورينزو إنسيني هو رمز المناخ الجديد التي يسود المنتخب الإيطالي. فقد وصل إلى ملعب برانديللي فحسب بعد ديسترو وبوريني وفيراتي، وجميعهم كانوا رفاقه في آخر منتخب للشباب شارك فيه. ولكن المهاجم الشاب، صاحب الـ21 عاما والمتحدر من نابولي، يمثل الأمل الخططي الحقيق في كرة القدم الإيطالية التي منذ سنوات لم تقد عناصر ذات ثقة على مستوى «المبدعين»، تلك الفئة التي تضم أمثال باجيو وديل بييرو وتوتي، إنهم أناس يجعلون الجماهير تحلم وتعشق، لاعبون يزيدون من حماسة الفريق ويجعلونه يحقق الفوز على سبيل المثال. يا لها من أيام رائعة تلك التي كان يتعين فيها على مدربي الآزوري الاختيار بين ريفيرا وماتسولا وكاوسيو وكلاوديو سالا وبرونو كونتي وبيكالوسي وباجيو وزولا، وكذلك بين باجيو وديل بييرو ومن بعدها ديل بييرو وتوتي. وبعد هؤلاء النجوم الأفذاذ كان لدينا فحسب بعض الومضات (النادرة) لأنطونيو كاسانو. ولذا كان من الطبيعي أن تنظر الجماهير الإيطالية بتركيز شديد إلى نضوج موهبة إنسيني، تلك العبقرية صغيرة السن التي ترعرعت على يد زيمان، الذي بات الآن أحد عناصر أفضل فريق لنادي نابولي منذ زمن مارادونا.

حسنا الملهم جيد: استدعاء انسيني إلى صفوف الآزوري جاء بمثابة «دفعة كتف» قوية ضد كاسانو الذي وصفه لورينزو قائلا «كاسانو لاعب قوي للغاية، لكنه ليس مصدر إلهامي، لأن ملهمي لاعب واحد فحسب: هو ديل بييرو. وعليه، حسنا، اختياره سليم. يا له من أمر رائع! لاعب متحدر من نابولي يشجع فريق مدينته ويعشق رمز جماهير اليوفي. أجل، الأسس اللازمة لجعله معشوقا بنسبة 360 درجة تبدو راسخة من الناحية الإنسانية أيضا». ويواصل إنسيني تصريحاته قائلا «منذ الصغر وأنا كنت أشاهد أهداف ديل بييرو، وتسديداته التي أحاول تجريبها دائما في التدريبات والتي خلال الموسم الماضي في بيسكارا أتيحت لي فرصة تنفيذها. الأمر المحزن هو أنني وصلت إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي في الموسم الذي ترك فيها أليساندرو اليوفي: طالما حلمت بالتعرف على ديل بييرو عن قرب وأن أتمكن من مبادلة القميص معه». ولذا، تقريبا شيئا فشيئا: «سأتصل بدي لاورينتيس وأطلب منه أن يحمل أليساندرو إلى نابولي».

وبصدد الاستدعاء إلى صفوف المنتخب أضاف لورينزو: «لم أكن أتوقعه، غير أنهم أعلموني بذلك بعد مباراتنا أمام فيورنتينا». رغم أن غيابه عن قائمة المنتخب الإيطالي تحت 21 عاما كان قد أثار انتباه: «لقد قلت لنفسي: ماذا حدث؟ يا له من أمر غريب»، ابتسامة خبيثة. فهو مهاجم يثق في قدرات نفسه ولكن بأقدام تلمس أرض الواقع: «الوصول إلى الأعلى شيء بعيد، يلزمه وقت وجهد. أما ضياع كل شيء، على العكس، لا يحتاج سوى لحظة. أنا أفكر في التدريب بقوة يوما بعد يوم. وهكذا استطعت اكتساب ثقة نابولي وأود أيضا اكتساب المشاركة في مونديال البرازيل». ثم توجه إنسيني بالشكر والامتنان إلى زيمان وماتزاري قائلا: «المدرب زيمان ساعدني على النضوج وخلال الموسمين الماضيين تحسنت كثيرا تحت قيادته. أما ماتزاري، فأنا مدين له بالفضل في وجودي الآن بين صفوف الآزوري». والفضل في ذلك يعود أيضا، بطريقة ما، إلى الأزمة التي أصابت كرة القدم الإيطالية و«هروب» الأبطال المليونيرات وللمساحة الكبيرة المتاحة حاليا أمام اللاعبين الشباب: «أجل، الآن باتت هناك مساحة للشباب، ولكن البقاء عاليا يلزمه شيء واحد فحسب: العمل والتدريب!». ثم راهن لورينزو على لاعبين شباب واعدين آخرين وقال: «أعتقد أن فلورنزي وايموبلي لديهما المقومات للوصول قريبا إلى صفوف الآزوري. أنا أعرفهما جيدا، هما قويان بالفعل ويؤكدان ذلك أيضا في دوري الدرجة الأولى الإيطالي الذي، حقا، يختلف فيه الأمر تماما عن دوري الدرجة الثانية: توقيتات اللعب تتغير: هناك يجعلونك تأخذ الكرة بهدوء، أما في الدوري الممتاز فلا يتركونك تتنفس».

حلم الدرع. ولم يحتج لورينزو سوى خوض مباراتين مع نابولي حتى يقنع برانديللي بضمه إلى صفوف المنتخب: «ولكن حلمي ما زال في البداية، سيتعين علي بذل الكثير من العرق حتى أجد مساحة لي في نابولي».