صقور الأخضر في مغامرة كروية على أرض الثيران الإسبانية

«السعودي» يسعى لإثبات نهوضه من الكبوات المتلاحقة أمام أبطال العالم اليوم

TT

يقف المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أمام اختبار حقيقي ومختلف عندما يواجه نظيره الإسباني (بطل العالم وأوروبا) عند الحادية عشرة مساء بتوقيت السعودية على ملعب مدينة بونتيفيدرا الإسبانية، في لقاء ودي يعني الكثير للاعبي الأخضر الذين يسعون للاستفادة من مثل هذه اللقاءات الكبيرة، ضمن استراتيجية ستتخذها إدارة الأخضر خلال المرحلة المقبلة تتعلق بالتخطيط لإعداد منتخب جديد مختلف لما بعد الإخفاق بعد فقدان فرصة الوصول للمونديال البرازيلي 2014، في حين يتخوف بعض المراقبين من أن تكون مثل هذه المباريات الكبيرة قد جاءت في وقت مبكر جدا، مؤكدين أنه كان يجب التدرج في المباريات حتى الوصول لمثل هذه اللقاءات، والتي يعدها البعض مغامرة خطيرة قد تكون نتائجها عكسية ومحبطة على اللاعبين، حيث تجمع بين المتصدر وصاحب المركز الأول في التنصيف العالمي للمنتخبات إسبانيا مع صاحب المركز 105 المنتخب السعودي في التصنيف الشهري الأخير للمنتخبات.

وتأتي هذه المباراة على وقع الاستفزازات التي أطلقها اللاعب الإسباني تشافي خلال كأس أوروبا الأخيرة وتسببت في غضب عارم على مستوى الجماهير السعودية وكذلك مدرب الأخضر ريكارد، عندما قال تعليقا على قوة كأس أمم أوروبا: «في كأس العالم تشارك منتخبات مثل هندوراس والسعودية، في حين أن كأس أوروبا جميع الفرق يمكن أن تهزمك»، مضيفا: «كأس أوروبا تحظى بمشاركة 16 منتخبا يملكون جميعهم حظوظ المنافسة على اللقب، وهو عكس بطولة كأس العالم التي يشارك بها منتخبات مستواها الفني ضعيف بالمقارنة مع منتخبات أخرى».

من جهته، أعلن الهولندي ريكارد مدرب المنتخب عن قائمته للمواجهة، حيث تم اختيار ثلاثين لاعبا وهم: وليد عبد الله، خالد شراحيلي، ياسر المسيليم، حسين شيعان، أسامة هوساوي، محمد عيد، جفين البيشي، عقيل بلغيث، سلطان البيشي، خالد الغامدي، كامل الموسى، ياسر الشهراني، منصور الحربي، سلمان الفرج، سعود كريري، أحمد عطيف، شايع شراحيلي، معتز الموسى، سلطان البرقان، عبد المجيد الرويلي، عبد العزيز الدوسري، نواف العابد، عبد الرحيم الجيزاوي، تيسير الجاسم، حمد الحمد، محمد السهلاوي، ناصر الشمراني، عيسى المحياني، مهند عسيري، سلمان مؤشر، وأقام الأخضر معسكرا تجميعيا بالرياض ليومين شمل تدريبين خفيفين قبل المغادرة لإسبانيا لاستكمال البرنامج الخاص بالمباراة، وسيقام اللقاء مساء اليوم بمقر معسكر المنتخب الإسباني بمدينة بونتيفيدرا بإقليم غالاسيا قبل أربعة أيام من ملاقاة منتخب جورجيا في مستهل تصفيات كأس العالم ضمن المجموعة الأوروبية التاسعة التي تضم بجانب إسبانيا جورجيا وفرنسا وفنلندا وبيلاروسيا، حيث يستعد الإسبان للتصفيات الأوروبية بثلاثة وعشرين لاعبا اختارهم المدرب الإسباني فيسنتي ديل بوسكي، وشملت القائمة في حراسة المرمى: إيكر كاسياس، فيكتور فالديس، خوسيه رينا، الدفاع: جوردي ألبا، جيرارد بيكيه، ناتشو مونريال، راؤول ألبيول، ألفارو أربيلوا، سيرجيو راموس، خوانفران، الوسط: تشافي هرنانديز، أندريس إنييستا، سيرجيو بوسكيتس، سيسك فابريغاس، تشابي ألونسو، سانتي كازورلا، بينيات إتشيباريا، خيسوس نافاس، ديفيد سيلفا، الهجوم: فرناندو توريس، ديفيد فيا، بيدرو رودريغز، روبرتوسولدادو.

ومن جانبه، قال المحلل الكروي السعودي محمد الخراشي لـ«الشرق الأوسط»: «يحمل هذا اللقاء أهمية كبيرة ونقلة نوعية في إعداد المنتخب، ونتطلع لاستمرارها لصناعة منتخب جديد كما هو طموح الجميع وكانت الأمنية بأن مثل هذه المباريات الكبيرة بهذا الحجم الفني تأتي في نهاية الإعداد للمنتخب وقبل الاستحقاقات الرسمية مباشرة لتكون الفائدة أفضل بشكل كبير للاعبين، ولكن يجب في هذا اللقاء التركيز على الاستفادة الفنية من الاحتكاك بأسماء كبيرة ومنتخب عملاق مثل إسبانيا فهو فرصة للاعبين السعوديين لخوض مثل هذه اللقاءات، فالنتيجة محسومة تقريبا، ويجب ألا تهمنا كثيرا، فالفوارق الفنية كبيرة والتي تميل للمنتخب الإسباني، فمدرب المنتخب السعودي يعي جيدا أن يواجه بطل العالم وسيحاول اللعب بطريقة تعطل مفاتيح اللعب الإسبانية لتقليص الفوارق الفنية بين الطرفين، فالطريقة المثلى لخوض هذا اللقاء في مثل هذه الظروف هو اللعب بتوازن مع إحكام الدفاع وتكثيف منطقة الوسط والبحث عن تقديم كرة جماعية منظمة مع التركيز للتعامل الجيد مع الكرات العرضية والكرات الثابتة والتي يتميز بها الإسبان، وأن يكون اللاعب السعودي في يومه من خلال التركيز ومحاولة الاستفادة من هذا اللقاء لإعادة شيء من الثقة المفقودة في المنتخب بالاستفادة من الجوانب الفنية الإسبانية، فهم غير مطالبين بالنتيجة ولكن بتقديم مستوياتهم والاستفادة من هذا اللقاء الكبير، كما أنه يجب الاستقرار على أسماء المنتخب فهو مطلوب على التشكيلة بحيث يستمر على الأقل نحو عشرين لاعبا لإعدادهم للاستحقاقات المقبلة فاستمرارهم مهم، فالتشكيلة الحالية تحتاج للمزيد من الاحتكاك والخبرة والتقليل من كثرة التبديلات في قائمة الأخضر فأمامنا فرصة كبيرة لإعداد منتخب قوي لو استغللنا ذلك بطريقة صحيحة.