ريكارد: لن أطلب المستحيل أمام بطل العالم.. وسأعانق تشافي بحرارة

طفل إسباني يبدي إعجابه بمهارات جيزاوي.. ويراهن على تقييده من قبل راموس

TT

أكد مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الهولندي فرانك ريكارد أنه لا يعلم ماذا كان يقصد لاعب الوسط الإسباني تشافي في تصريحه الشهير الذي هاجم من خلاله المدرب الأسبق لفريق برشلونة الإسباني، مشيرا في حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذا الموضوع لن يؤثر على علاقته بتشافي، وأنه لن يصافحه ببرود بل على العكس سيظل أحد المقربين له وأفضل اللاعبين.

وقال ريكارد «بغض النظر عما قاله فإنه كان وما زال أحد اللاعبين المفضلين بالنسبة لي، واليوم لن يكون هناك بيني وبينه أي شيء.. سنتصافح ونتعانق كما كنا نفعل دوما، فتشافي لا يزال يتطور بشكل مذهل، وأنا سعيد لذلك، وهو يعلم أنني أردت له الأفضل دوما». وعن تأثير المباراة في حالة الخسارة الكبيرة على اللاعبين خصوصا أن أكثرهم من فئة الشباب الذين لم يخوضوا تجارب دولية سابقا قال ريكارد «أنا هنا لا أطالب اللاعبين بالمستحيل، وأعرف أنهم يلعبون أمام أفضل فريق في العالم، ومتأكد أنهم سيستمتعون باللعب أمامهم، وهي فرصة لكي يحتكوا معهم ويتعلموا منهم الكثير، وإن خسروا المباراة بنتيجة ثقيلة كخمسة أهداف مثلا فهذا أمر منطقي لأنهم يلعبون أمام المنتخب الأفضل».

من جانب آخر، لا تظهر مواجهة مباراة السعودية وإسبانيا على أنها تحت إطار الودي، وتحديدا في ملعب «نوفو بورتو» الذي احتضن تدريب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في المدينة الإسبانية بعد وصوله مباشرة من العاصمة الفرنسية باريس، حيث كان يعج بعدد من المتفرجين الإسبان الذين كان معظمهم من لاعبي الفئات السنية في ناد محلي لمتابعة تمارين الأخضر السعودي بعد انتهاء حصتهم التدريبية قبل بداية التدريب.

أحد الأطفال، واسمه بابلو، لم يصدق نفسه أنه يشاهد تدريب منتخب وطني لأول مرة في حياته، وذلك حسبما قال لـ«الشرق الأوسط» بلغة إنجليزية مفككة وإسبانية اضطررنا معها لأن نطلب من والده المساعدة على الترجمة، ولم يكن الأمر أفضل بأي حال.

يقر بابلو بأنه لا يستطيع تمييز أي من لاعبي المنتخب السعودي، وتفاجأ بأن فرانك ريكارد الرجل الواقف منتصف الملعب هو من قاد برشلونة للقب دوري أبطال أوروبا عام 2006، والذي فجر مواهب الأسطورة رونالدينهو في فترة من الفترات قبل رحيله.

بابلو يبلغ من العمر 14 عاما، ويلعب في خط الهجوم، وهو يأمل أن يكون يوما مثل ديفيد فيا أو سولدادو، وأعجبه عبد الرحيم جيزاوي الذي قدم لمحات فنية جميلة في تدريب المنتخب أول من أمس، لكنه شكك في أن يقدر لاعب الأهلي على فعل مثل ذلك أمام سيرجيو راموس أو خوردي ألبا.

الوجود الإعلامي الإسباني كان كثيفا بحجم اهتمام أبطال العالم بكرة القدم. الصحف المحلية وقنوات التلفاز كانت موجودة منذ بداية التمرين. الصحافيون الإسبان سألوا عما إذا كان أحد لاعبي المنتخب السعودي يلعب في أوروبا، وأشرنا لهم إلى هوساوي، وتفاجأوا كثيرا عندما أجبنا بأنه يلعب في صفوف أندرلخت البلجيكي أبرز الأندية هناك والذي سيواجه ملقا في دوري الأبطال الأوروبي مستقبلا.

ماريا راي، مذيعة لصالح قناة «اي تي بي إن» المحلية، كانت تدون كل ما يحدث في التمارين على ورقة صغيرة كانت تحملها، وبعد سؤالها اعترفت بأنها لا تعرف أحدا من الموجودين على أرضية الملعب سوى ريكارد فقط. سألناها عن أهمية المباراة كما تراها بين صاحب المركز الأول في التصنيف العالمي وصاحب المركز 105، فقالت «الإسبان سيأخذون المباراة على شكل تدريب فقط ولن يقدموا كل ما لديهم تجنبا للإرهاق خصوصا أنهم مقبلون على مباراة جورجيا ومباريات الليغا ودوري الأبطال». ورفضت راي الحديث عن نتيجة كبيرة في شباك الأخضر مثلما يقول معظم المتشائمين السعوديين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت «إسبانيا ستسير المباراة بشكل هادئ، وشخصيا أعتقد أن تنتهي بنتيجة هدفين مقابل لا شيء سيكونان من نصيب إنييستا وديفيد فيا».

واتفق نينو سوتو، صحافي جريدة «لافوز دي غاليكا»، مع زميلته ماريا بخصوص عودة فيا للتهديف الدولي من خلال شباك وليد عبد الله، بيد أنه اعتبر المباراة أكثر أهمية من مجرد تمرين مثلما ذكرت المذيعة، وقال «المباراة ستجهز إسبانيا لمباراة جورجيا منتصف الأسبوع، ولا أعتقد أنها ستكون سهلة على الإسبان، بل ستكون هناك بعض الصعوبات خصوصا أن السعوديين سيحاولون الخروج بشكل جيد». وعن معرفته بلاعبي المنتخب السعودي، قال «حقيقة لا أعرف أحدا منهم عدا سعود كريري الذي التقيته الصيف الماضي، وبالطبع فرانك ريكارد الذي صنع مجدا مع برشلونة». وعند الحديث معه عن ريكارد وتدريبه المنتخب السعودي أجاب «شخصيا لا أعتقد أن فرانك اتخذ خطوة إلى الخلف، بل إنني أراه يتطور شيئا فشيئا، وهذا ما أكده لي الإسباني راؤول كانيدا مدرب الاتحاد أمس في حديث جمعنا، أما المباراة فيبدو لي أنها ستنتهي بثلاثة أهداف نظيفة وسيكون لفيا هدفان منها».

وكان المنتخب السعودي الأول قد أجرى تمرينه الأول أول من أمس الأربعاء في الساعة السابعة والنصف مساء بمدينة غروفي الإسبانية بقيادة المدير الفني الهولندي فرانك ريكارد، وشارك في التمرين جميع اللاعبين، بالإضافة إلى اللاعب أسامة هوساوي الذي انضم مع زملائه لاعبي المنتخب قادما من بلجيكا وشارك بفعالية في التمرين الذي اشتمل على بعض التمارين اللياقية الخفيفة لتفادي الإرهاق الذي عانى منه اللاعبون خلال مغادرتهم من الرياض إلى إسبانيا مرورا بفرنسا، وبعد ذلك تم إجراء مناورة على كامل الملعب.

وقد كان للإعلام والجمهور الرياضي الإسباني حضور مكثف لمتابعة المنتخب السعودي في الفندق وفي ملعب التمرين، ولقي المدير الفني ريكارد ترحيبا كبيرا من الإعلام والجمهور الإسباني الذين أصروا على التصوير معه وملاحقته والتحدث معه بعد التمرين وأثناء وجوده في الفندق.