مقارعة المنتخبات العالمية.. جسور سريعة لاستعادة هيبة الكرة السعودية

البرازيل والأرجنتين وإنجلترا منحت الأخضر مناعة ضد الخوف من إسبانيا اليوم

TT

«السعودية تواجه بطل العالم».. «الأخضر السعودي بدا متهورا عندما طلب مواجهة المصنف الأول عالميا».. «نخشى العواقب التي تترتب على هذه المواجهة»!! انطباعات مختلفة وأسئلة متعددة بدأت الجماهير في تردديها عندما قرر الأخضر السعودي مواجهة بطل العالم «إسبانيا» في طابع ودي دولي. هذه الأسئلة لا تبحث عن إجابات بقدر ما كانت تعبر عن قلق داخلي يشعر به الشارع الرياضي تجاه النتيجة المتوقعة لمباراة منتخب بلادهم مساء اليوم الجمعة أمام بطل العالم، على الرغم من أن القوة السعودية وأفضل مراحل المنتخب التي ظهر فيها كانت عند مواجهته لمثل هذه المنتخبات القوية في الفترة ما بين بداية الثمانينات الميلادية وحتى مطلع الألفية الحديثة، حيث تزخر تلك السنوات بالعديد من المباريات ذات الطابع القوي مع أعتى المنتخبات وأشرسها حول العالم، على عكس الأعوام الأخيرة التي غاب فيها الأخضر عن مواجهة منتخبات قوية واتجه لملاقاة فرق ضعيفة فنيا، وهو ما أسهم مع العديد من الأسباب الأخرى في تأخره على الصعيدين القاري والدولي.

وبالنظر إلى أفضل منتخبات القارة الآسيوية التي كانت متأخرة عن الأخضر السعودي كاليابان مثلا نجد أنه تحول مع مرور الزمن إلى زعيم للقارة الأكبر في العالم، حيث يملك في سجلاته أربعة ألقاب قارية، بعد أن اعتاد مواجهة المنتخبات ذات التصنيف الأعلى بالعالم كالأرجنتين وإنجلترا والتشيك وفرنسا ورومانيا وروسيا وساحل العاج والكاميرون وألمانيا. وتزخر سجلات مباريات المنتخب السعودي الودية بهذا النوع من هذه المواجهات ذات الفائدة الفنية الكبيرة، وسيقابل منتخب اليابان في الفترة المقبلة تحت إطار ودي منتخبي فرنسا والبرازيل، وكذلك الحال بالنسبة لكوريا الجنوبية، حيث يحرص هذا المنتخب على الاستمرار في خوض مباريات ذات طابع قوي واستغلال أيام الفيفا وإن كانت مواجهاته لا ترتقي لمباريات اليابان الودية، إلا أنها لا تخلو بين فترة وأخرى من مواجهة منتخبات كهولندا والأرجنتين وروسيا والتشيك وتركيا وساحل العاج والكاميرون وغيرها.

عبر «الشرق الأوسط» نقدم تقريرا يتحدث عن أبرز المواجهات التي جمعت الأخضر السعودي مع المنتخبات الأقوى والأبرز في العالم، حيث عرف الأخضر المواجهات القوية منذ بداية الثمانينات الميلادية وحتى مطلع الألفية الحديثة، ووقتها كانت الأفضلية والزعامة له في القارة الآسيوية وسط منافسة قوية من منتخب كوريا الجنوبية، قبل أن تقتحم اليابان عالم المنافسة وتكتسح الأجواء وتفرض سيطرتها.

* السعودية ومنتخبات أميركا الجنوبية

* تشير سجلات الفيفا إلى أن الأخضر السعودي قابل أبطال العالم «البرازيل» خمس مرات في أربع مناسبات مختلفة، حيث كانت المرة الأولى في نهائيات أولمبياد 84، وانتهت المباراة بفوز البرازيل بنتيجة 1/3. في حين كانت المواجهة الثانية بين المنتخبين في كأس القارات 97 وانتهت المباراة لصالح البرازيل بثلاثة أهداف دون رد، والثالثة في البطولة ذاتها عام 99، وانتهت المواجهة لصالح البرازيل بفوز قاس وكبير 2/8، ولم تمنع هذه النتيجة من خوض مواجهة رابعة وأخيرة وذلك في إطار ودي دولي بالرياض قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وانتهت هذه المواجهة بفوز البرازيل بهدف دون رد.

وعلى الطرف الآخر من هذه القارة هناك الأرجنتين الغريم التقليدي للبرازيل، والذي واجه الأخضر السعودي في ثلاث مناسبات مختلفة، كانت الأولى في عام 88 تحت إطار ودي وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وفي العام ذاته التقى المنتخبان مجددا تحت إطار ودي، وانتهت المباراة بفوز الأرجنتين 0/2، وأخيرا كانت المواجهة الثالثة التي جمعت بين الفريقين في كأس القارات 92 وانتهت بفوز الأرجنتين بثلاثة أهداف مقابل هدف للأخضر.

وأخيرا في قارة أميركا الجنوبية يأتي منتخب المكسيك الذي تقابل مع الأخضر السعودي في ثلاث مباريات جميعها تحت الإطار الرسمي، الأولى كانت في كأس القارات 95 وانتهت بفوز المكسيك بهدفين دون رد، في حين كانت المواجهة الثانية في كأس القارات 97 وانتهت المواجهة لصالح المكسيك بخمسة أهداف دون رد، وأخيرا تقابل الفريقان في كأس القارات 99 وانتهت المواجهة لصالح المكسيك بخمسة أهداف مقابل هدف يتيم للأخضر.

* الأخضر وأبطال القارة العجوز

* عند الحديث عن مواجهات المنتخب السعودي مع أعرق منتخبات القارة الأوروبية على مدى التاريخ ستكون البداية بكل تأكيد مع بطل العالم الحالي منتخب إسبانيا الذي تجمعه مواجهة ودية دولية هذا المساء مع نظيره السعودي. وتشير سجلات الفيفا إلى مواجهتين جمعتا بين الأخضر وإسبانيا، جميعهما كانتا في الألفية الجديدة، حيث كانت المواجهة الأولى بين المنتخبين في نهائيات كأس العالم 2006 وانتهت بفوز إسبانيا بهدف دون رد، في حين كانت المواجهة الثانية في 2010 تحت إطار ودي دولي، وانتهت لصالح أبطال العالم بثلاثة أهداف مقابل هدفين للأخضر السعودي. وستكون مباراة هذا المساء هي الثالثة التي تجمع بين الأخضر وإسبانيا.

وعلى صعيد بقية المنتخبات ذات التصنيف الأعلى في أوروبا والتي قابلها الأخضر تحت الإطارين الودي والرسمي، نجد أنه واجه منتخب ألمانيا المصنف الثاني على القارة الأوروبية وفقا للتصنيف الأخير للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مرتين في تاريخه تحت إطار رسمي، وكانت نتيجة مواجهتي المنتخبين هي الأقسى بحق الأخضر السعودي، حيث كانت المواجهة الأولى بينهما في أولمبياد 84 وانتهت بفوز ألمانيا بستة أهداف دون رد، في حين كانت المواجهة الثانية في نهائيات كأس العالم 2002 وانتهت بفوز ألماني بثمانية أهداف دون رد، ولعل هذه المواجهة هي التي خلفت هاجسا سلبيا لدى الشارع الرياضي السعودي وأبعدته عن مواجهة المنتخبات الكبيرة في العالم خوفا من تكرار النتيجة القاسية التي كانت مصدر تهكم وسخرية من الآخرين.

كما تشير سجلات الفيفا إلى أن الأخضر السعودي قابل منتخب إنجلترا مرتين في تاريخه تحت إطار ودي، كانت الأولى عام 88 وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، في حين كانت المواجهة الثانية بين الطرفين عام 98 وانتهت بالتعادل السلبي دون أهداف. وواجه المنتخب السعودي أبطال العالم في عام 98 منتخب فرنسا في نهائيات كأس العالم 1998 التي أقيمت على الأراضي الفرنسية، وانتهت هذه المواجهة بفوز أصحاب الأرض بأربعة أهداف دون رد.

كما قابل الأخضر السعودي المنتخب «الأمتع» في أوروبا، منتخب هولندا، مرة واحدة في تاريخه وذلك في نهائيات كأس العالم 94، وانتهت المواجهة بفوز هولندا بهدفين دون رد. وأخيرا في القارة العجوز يأتي منتخب البرتغال الذي تقابل مع الأخضر السعودي مرة واحدة في تاريخه أيضا، وذلك في إطار ودي سبق انطلاقة نهائيات كأس العالم 2006، وانتهت المواجهة لصالح منتخب البرتغال بثلاثة أهداف دون رد.

* منتخبات القارة السمراء

* وعند الاتجاه للقارة السمراء «أفريقيا» نجد أن الأخضر واجه المنتخبات ذات التصنيف الأعلى على صعيد هذه القارة. والبداية مع منتخب الكاميرون، حيث تقابل المنتخب السعودي معه في أربع مناسبات مختلفة، كانت البداية عام 82 وذلك في إطار ودي بالرياض وانتهت المباراة بالتعادل السلبي من دون أهداف، في حين كانت المواجهتان اللتان تليها في عام 85، وذلك في كأس الأفروآسيوية، حيث تقابل المنتخبان ذهابا وإيابا، وانتهت المواجهة الأولى لصالح الكاميرون بأربعة أهداف مقابل هدف، في حين كانت نتيجة المباراة الثانية التي أقيمت في الطائف 1/2 لصالح الأخضر السعودي. وأخيرا تقابل الفريقان في نهائيات كأس العالم 2002 وانتهت المباراة بفوز الكاميرون بهدف دون رد.

كما تشير سجلات الفيفا إلى أربع مواجهات جمعت بين المصنف الثالث أفريقيا منتخب غانا ونظيره المنتخب السعودي، كانت الأولى بينهما في عام 96 وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، في حين كانت المواجهة الثانية في عام 2005 في جدة وانتهت بفوز غانا 1/3، وأعقبتها مواجهة ودية في 2007 بالرياض وانتهت بفوز سعودي كبير بخمسة أهداف دون رد، وأخيرا التقى المنتخبان وديا أيضا في 2010 وانتهت المباراة سلبيا من دون أهداف. وواجه الأخضر السعودي نظير النيجيري في مباراة واحدة كانت في 2010 تحت طابع ودي وانتهت بالتعادل السلبي من دون أهداف.

ونستمر في القارة السوداء، إلا أن الوجهة ستكون مع أبرز المنتخبات العربية الأفريقية وتاريخ مواجهاتها مع الأخضر السعودي.. والبداية مع زعيم هذه القارة المنتخب المصري، حيث تشير سجلات الفيفا إلى سبع مواجهات جمعت بين المنتخبين، انتهت خمس منها بالفوز لصالح المنتخب المصري، في حين سجل الأخضر السعودي فوزه الوحيد والعريض في كأس القارات 99 بخمسة أهداف دون رد، وانتهت المواجهة المتبقية بالتعادل. وكانت أقسى هذه المباريات نتيجة عام 61 في الدورة العربية والتي انتهت لصالح المنتخب المصري بـ13 هدفا دون رد. ويأتي عقب المنتخب المصري المنتخب المغربي الذي تقابل أيضا مع نظيره السعودي في سبع مواجهات أشارت إليها سجلات الفيفا على موقعه الإلكتروني، انتهت أربع منها لصالح الأخضر السعودي، في حين فاز المغرب في اثنتين، وتعادلا في واحدة , وكانت أقسى هذه النتائج عام 61 بالدورة العربية والتي انتهت لصالح المنتخب المغربي 13 مقابل هدف يتيم للأخضر السعودي.

وأخيرا يأتي منتخب تونس المصنف السابع على القارة الأفريقية، حيث تشير سجلات الفيفا إلى سبع مواجهات جمعت بين المنتخبين، فاز الأخضر السعودي في مواجهتين منها، في حين فاز المنتخب التونسي في ثلاث مواجهات منها، وتعادلا في اثنتين.