برانديللي مدرب إيطاليا يستعين بخطط يوفنتوس ونابولي في المنتخب

يتأهب لمواجهة بلغاريا في تصفيات كأس العالم.. ويبحث عن تغطية للأجناب في غياب ميمو كريشيتو

TT

رفعت طريقة لعب 2/5/3 فريق نابولي ومدربه ماتزاري، وجعلت فريق اليوفي لا يُقهر في الدوري الإيطالي، وهما المرشحان الرئيسيان للفوز بدرع الدوري الإيطالي، لأنهما يفوزان مع تقديم أداء كروي متميز. إذن، من الطبيعي أن يأخذ المدير الفني للمنتخب الإيطالي تشيزاري برانديللي فكرة اتباع الطريق الخططي نفسه على محمل الجد خلال عاميه المقبلين على مقعد تدريب المنتخب. وبهذه الطريقة سيكون دفاع اليوفي ضمانا للآزوري، وماجيو وإنسيني هديتي نابولي. وفي الدفاع يعد أوغبونا مستعدا للقفزة الكبيرة، ولدى أتشيربي فرصة وحيدة في الميلان، وينتظرون في مقر تدريب المنتخب الإيطالي بكوفيرتشيانو عودة رانوكيا الحاسمة. وفي وسط الملعب دخل فيراتي بالفعل في الحسبان، وسيتبعه اللاعبان الشابان الآخران فلورينسي وماروني قريبا. وفي الهجوم لا يزال من المنتظر تحديد التحركات المثيرة للاهتمام بعد دي ناتالي وكاسانو، ما بين بالوتيلي وجوفينكو وبوريني والشابين تحت 21 عاما إنسيني وديسترو، وأوسفالدو وباتزيني، والشعرواي ولونغو اللذين يتابعهما برانديللي بشكل خاص.

المستقبل يبدو مضمونا لكل خطوط الآزوري، ولكن تدعو الحاجة للعمل على الأجناب. وفي يورو 2012 دفع تشيزاري برانديللي بماجيو وأباتي متأخرين على الجانب الأيمن، وببالزاريتي وجياكيريني على الجانب الأيسر. وقرر المدير الفني للمنتخب الإيطالي الانطلاق بهم من جديد في أولى المباريات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، لكن عملية «تشكيل» الفريق لا تزال مستمرة، وفي الواقع يبرز الانطباع بأن هناك حاجة لشيء ما من أجل استهداف المونديال المقبل بيقين أكبر. كما عقّب ماجيو، صاحب الأداء الاستثنائي في بداية هذا الموسم، حول انطلاقه على الأجناب في طريقة لعب 2/5/3، قائلا «إن الأمر صعب حقا من الناحية الخططية. وأعتقد أن المناسب لمميزاتي هو اللعب في مركز الظهير المتأخر، مثلما فعلت بالفعل، لأن الشيء الأكثر تعقيدا هو تعلم الحركات الدفاعية».

إذن سنرى ماذا سيقدم الآزوري على الأجناب، حيث تتجه الأنظار على الجانب الأيمن نحو ماتيا دي شيليو، البالغ من العمر 19 عاما، وماتياس إزيكويل سكيلوتو، البالغ من العمر 23 عاما. ويعد الأول بديل أباتي نظريا في الميلان، لكنه يستحوذ على إعجاب المدرب أليغري مباراة تلو الأخرى، وليس من المستعبد أن يحدث «تغيير» وشيك. وقد جرّب سكيلوتو قميص الآزوري بالفعل في المباراة الودية الماضية أمام إنجلترا في منتصف أغسطس (آب) الماضي، وأظهر قوته البدنية وشخصيته في الملعب وقدرته على الركض، لكن ربما لا يزال عليه النضج قليلا من الناحية الخططية. وقد يكون ماتيا كاساني، ظهير فيورنتينا البالغ من العمر 29 عاما، بمثابة الاستخدام الآمن، ولكن على مستوى الموهبة يبدو أقل من اللاعبين الشابين.

وفي ما يتعلق بالجانب الأيسر، ينتظر المنتخب الإيطالي ميمو كريشيتو، فما إن يخرج بشكل نهائي من قضية «التلاعب بنتائج المباريات» فإنه يمكنه استئناف عمله على الجانب الأيسر الذي يغطيه بشكل أفضل من الجميع. ويعد لاعب زينيت سان بطرسبرغ هو الأكثر نضجا على المستوى الفني والذكاء الخططي في قيامه بمهام الدفاع والهجوم. كما ينتظر برانديللي نضج أليساندرو كريشينسي، مواليد عام 1991، وظهير بيسكارا ومنتخب إيطاليا تحت 21 عاما، وهنا تبدو هوامش النضج مثيرة للاهتمام. وتتمثل الحلول الأخرى في بيلوزو الذي يتميز بالمرونة (والأداء الجيد في الوسط أو على الأجناب)، بينما يتمتع دي تشيلي بقدرة كبيرة، لكنه لا يجد مساحة له في اليوفي الآن.

وفي الواقع، لا يمكننا التقليل من شأن ترشح سيموني بيبي وديفيدي سانتون، القادرين على التصرف في كلا المركزين، وهو ما يروق إلى برانديللي. وقد يكون بيبي مثاليا، لكنه مثل دي تشيلي، على «هامش» مشروع اليوفي الخططي.

وفي سياق متصل، يبدو أن شيئا ما قد تغير عند الاستماع إلى بابلو دانيال أوسفالدو الذي يبحث عن الكلمات المناسبة ليقولها، حيث نلاحظ نضجه على المستوى الشخصي وليس على المستوى الكروي فحسب، وعلى الأرجح سيصبح لاعبا أفضل عندما ينضج.

ويعد تحسن أوسفالدو حقيقة واقعة، حيث نضج اللاعب كما قال باستعداده «للاستمتاع بعام الانطلاق». كما أعرب عن سعادته بلعبه كرة القدم الإيطالية، قائلا «أنا سعيد نظرا لأن كرة القدم الإيطالية كل عام تصبح أجمل، حتى وإن كان هناك من يقول العكس. وقد استمتعت كثيرا في الجولتين الأوليين من الدوري الإيطالي». ولم يتغير كل شيء بالنسبة له، حيث لا يزال يحب الموسيقى ويحافظ على طريقة تصفيف شعره المميزة، ويصمم على قول «لست شابا سيئا، ويصدمني أن الكثيرين يظنون أني كذلك».

كما لم يتغير أيضا ما يظنه المدرب برانديللي عنه، أو بالأحرى أنه سيكون مهاجما معاصرا مثاليا. مثلما لم يتغير فكر اللاعب تجاه برانديللي وزيمان، حيث أضاف، قائلا «برانديللي آمن بقدراتي عندما كنت ألعب في فيورنتينا، لكن حينها لم أكن مستعدا للانطلاق أساسيا. وباستدعائه لي أكد تقديره لقدراتي، وكان محقا في عدم اختياره لي في يورو 2012، ولم أكن شديد العصبية، لكن في فترة الشهر ونصف الشهر الأخيرة لم أقدم أداء جيدا يليق بالانضمام للمنتخب الإيطالي. وعلى أي حال لم أتوقف أبدا عن التفكير في قميص الآزوري. ويتعين علي شكر زيمان لأن طريقة لعبه الهجومية تمنح المهاجمين الكثير، وأنا أعرفه منذ أن كنت في ليتشي. ومعرفة الحركات التي يريدها منذ ذلك الحين تساعدني».

وأكثر من تغير طريقته في التعبير، ثمة تغير في تفكيره وبالتالي في شخصيته، كما استطرد أوسفالدو في حديثه، قائلا «ماذا يعني التغير في الشخصية؟ قبل كل شيء التعلم من الأخطاء السابقة». ولا تقولوا إن البطاقة الحمراء التي أخذها يوم الأحد الماضي من الحكم بيرغونزي في استاد سان سيرو تشير إلى العكس، حيث جاء تعقيب اللاعب على النحو التالي «الصور تتحدث بمفردها، ولن أضيف شيئا آخر، وإلا سيصبح الموقف أسوأ بالنسبة لي». وبشأن ما قاله زيمان أضاف، قائلا «لقد قال إنني ينبغي أن أصبح أقل سماجة، لكني لست سمجا، وإن كنت كذلك فهذا خطئي. والأخطاء السابقة التي كنت أتحدث عنها كلها تتعلق بالسلوك، وعلي تغييرها. ويتعين علي العمل عليها من دون إغفال أن بعض الحكام يفهمون ويقبلون الحوار، بينما من المستحيل فعل ذلك مع آخرين».

ومن المؤكد أن التفاهم مع فرانشيسكو توتي في الملعب أكثر سهولة، كما أشار أوسفالدو إليه، قائلا «إنه أقوى لاعب على الإطلاق لعبت معه في الملعب، حيث يرى ما لا يراه اللاعبون العاديون». ومع توقع فعل ذلك مع بالوتيلي، عقّب قائلا «ألعب معه؟ لم لا؟»، أيضا في ظل احتمالية انطلاقه مع جوفينكو، وهو زميله في الهجوم على الأرجح في مباراة بلغاريا، حيث تجمعهما ذكريات طيبة في منتخب إيطاليا تحت 21 عاما وفي المنتخب الأولمبي الإيطالي (10 مباريات) وشكلا ثنائي الهجوم في مباراة للمنتخب الإيطالي، كما اختتم حديثه، قائلا «كل منا يعلم كل شيء عن الآخر في ما يخص مميزاته وتحركاته. ومع لاعبين على هذا النحو يصبح كل شيء أكثر بساطة».