الحقيقة المؤلمة وراء رحيل كارول عن ليفربول.. والإصرار على التخلص منه

اللاعب ظل حتى اللحظة الأخيرة مصمما على البقاء.. ولكن المدرب كان له رأي آخر

TT

اضطر النجم الإنجليزي أندي كارول للرحيل عن نادي ليفربول بعدما أخبره المدير الفني للفريق بريندان رودجرز بأنه لا يضمن له مكانا على مقاعد البدلاء، وليس في التشكيلة الأساسية فحسب! وكان كارول - الذي بلغت صفقة انتقاله لليفربول 35 مليون جنيه إسترليني - يسعى لإثبات قدراته وإمكانياته للمدير الفني الجديد لليفربول بعد بدايته المتعثرة مع الفريق، ولكنه سرعان ما أدرك أن رودجرز يريد التخلص منه.

وكشفت صحيفة «الصن» البريطانية النقاب عن أن كارول (23 عاما) كان واثقا للغاية من أنه سيثبت لرودجرز أنه كان مخطئا عندما قرر التخلي عن خدماته لنادي ويستهام يونايتد على سبيل الإعارة، حيث أصر كارول على وضع شرط في عقده يسمح له بالعودة إلى ليفربول في شهر يناير (كانون الثاني) القادم. وكان كارول قد ظهر بشكل رائع خلال أول مباراة له مع ويستهام يونايتد وساهم في فوز فريقه على نادي فولهام بثلاثية نظيفة، وهو ما جعله معشوق الجماهير الأول في النادي، رغم أنه خرج مصابا في أوتار الركبة، وهي الإصابة التي أبعدته عن صفوف المنتخب الإنجليزي في مباراته أمام مولدوفا أمس في إطار التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2014. كما ستبعده لخمسة أسابيع أخرى عن المشاركة مع فريقه الجديد ويستهام. وفي الوقت نفسه، مني ليفربول بهزيمة قاسية على ملعبه ووسط جمهوره من نادي آرسنال بهدفين دون رد، وهو ما أظهر التأثير الواضح لغياب كارول عن الفريق.

ورغم علاقته المميزة بمهاجم ويستهام يونياتد كيفين نولان والمدير الفني للفريق سام الاردايس، فإن كارول لم يكن أبدا راغبا في الرحيل عن ليفربول. وعندما سمع كارول لأول مرة بأن رودجرز – الذي اكتسب سمعة كبيرة بسبب كرة القدم الجميلة التي تعتمد على التمريرات القصيرة عندما كان يشغل منصب المدير الفني لنادي سوانزي سيتي – قد لا يعتمد عليه ولا يعجب بطريقة لعبه البدائية إلى حد ما، رد كارول ببساطة قائلا: «سوف يرى إمكانياتي». وكان كارول قد شارك في بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية وسجل هدفا رائعا في مرمى المنتخب السويدي، وعاد إلى ليفربول ولديه طموح جامح لصناعة مجد كبير مع هذا النادي، ولكنه فوجئ بتصريحات رودجرز الذي قال صراحة إنه سيبحث عن لاعبين جدد وإن اللاعب - الذي يبلغ طوله 6 أقدام و3 بوصات – سيتحتم عليه القتال حتى يتمكن من إيجاد مكان أساسي له مع الفريق. ومع ذلك، لم يغضب كارول وقرر أن يبدأ التحدي، ولكن الشيء الذي لم يكن يعرفه كارول هو أن رودجرز لم يكن ينتظر أي تحد، لأنه لم يكن يرغب في بقائه مع الفريق من الأساس، بغض النظر عن الأداء الذي سيقدمه.

وقرر رودجرز عدم الاعتماد على كارول أو وضعه ضمن خططه المستقبلية والتخلص منه. ومع قرب انتهاء فترة الانتقالات الصيفية، كان كارول يبذل كل ما في وسعه للبقاء في ليفربول، حتى بعدما أخبره النادي بأنه سيتعاقد مع كلينت ديمبسي من فولهام. ولم يستمر الأمر طويلا، حيث فجر رودجرز مفاجأة من العيار الثقيل عندما أخبر كارول بأنه سيعتمد على الكثير من الأسماء الكبيرة وأنه سيكون خارج قائمة الـ18 التي يعتمد عليها في المباريات، وأنه يتعين عليه الرحيل إلى أي ناد آخر إذا ما كان يرغب في اللعب بشكل منتظم.

ويدرك كارول جيدا أنه لم يقدم الأداء الجيد الذي كان ينتظره عشاق الفريق الذين كانوا يساندونه بقوة لكي يثبت أنه يستحق الـ35 مليون جنيه إسترليني التي دفعها النادي للتعاقد معه. وفي الحقيقة، ذهب بعض المشجعين إلى منزل كارول وتغنوا باسمه وطالبوه بعدم الرحيل عن النادي، ولكن كارول وجد نفسه في مأزق ولم يكن أمامه خيار آخر وانتقل في نهاية المطاف لنادي ويستهام. ومع ذلك، أصر كارول على وضع شرط في العقد يتيح له العودة إلى ليفربول في شهر يناير – وربما لم يكن رودجرز مهتما بإدراج هذا الشرط في العقد من عدمه.

والآن، أصبح ليفربول لا يملك الكثير من الخيارات، بعدما فشله في التعاقد مع ديمبسي الذي انتقل لنادي توتنهام هوتسبر. ويعرف كارول في قرارة نفسه أنه لا يستطيع اللعب مجددا تحت قيادة رودجرز الذي يصر على أن كارول غير مناسب لطريقة اللعب التي يعتمد عليها مع الفريق. وربما يكون الحل الوحيد لتلك المشكلة هو أن يعترف رودجرز بأنه أخطأ.. وهو أمر مستبعد. ولكن ووضع ليفربول الآن سيئ إلى هذا الحد فقد يجد المدرب نفسه نادما على كل شيء.

ويأتي الكشف عن الأسلوب الذي تم به التخلص من كارول في الوقت الذي أعرب فيه المدير الفني لنادي ويستهام يونايتد سام الاردايس عن تفاؤله بانضمام كارول وقال: إن الأهداف الحاسمة التي سيسجلها كارول بعد شفائه من الإصابة قد تساعد الفريق على إنهاء الموسم الحالي ضمن أفضل 10 فرق في الدوري الإنجليزي في أول موسم للفريق عقب صعوده من القسم الثاني. وعقب المباراة التي أجاد فيها كارول أمام فولهام قال الاردايس: «إذا ما سجل أندي ما يتراوح بين 15 و20 هدفا، سنتمكن من إنهاء الموسم ضمن المراكز العشرة الأولى. كل ما يتعين علينا القيام به هو المحافظة على نظافة شباكنا حتى نضمن الحصول على نقاط المباريات من خلال الأهداف التي يسجلها كارول».

ورغم أن كارول لم يتمكن من إحراز أي هدف في المباراة الأولى له مع الفريق، فإنه قدم أداء رائعا وأرهق دفاع فولهام الذي لم يكن قادرا على إيقاف خطورته المستمرة، سواء في الكرات العالية أو من خلال تمريراته القاتلة. ويريد الاردايس من كارول أن يعود إلى سجله التهديفي الحافل مع نيوكاسل يونايتد الذي سجل معه 31 هدفا في 80 مباراة، وأن ينسى الفترة التي قضاها مع ليفربول والتي لم يحرز خلالها سوى 6 أهداف فقط في 44 مباراة. واستطرد الاردايس في حديثه قائلا: «لو سجل كارول ما يتراوح بين 10 و15 هدفا، فيساعدنا ذلك على الابتعاد عن منطقة الهبوط. سوف يكون كارول هو اللاعب المحوري في الفريق ويجب على الجميع مساندته. أعتقد أنه حصل على دعم كبير ورائع في مباراة فولهام من مات تايلور وريكاردو فازتي، ومامو ديامي».

وخلال المباراة الماضية أمام فولهام، ظهر التفاهم الواضح بين كارول وقائد الفريق كيفين نولان، حيث كان النجمان يلعبان سويا من قبل في صفوف نادي نيوكاسل يونايتد. ومن جهته، أعرب الاردايس عن أمله في أن ينجح فريقه في الاستفادة من هذا التفاهم الواضح بين اللاعبين، مضيفا: «يمكنكم النظر إلى ما حدث في نيوكاسل خلال العام الأول عندما كان كيفين نولان يقدم التمريرات السحرية لكارول، فقبل أن ينتقل كارول لنادي ليفربول كان قد سجل 11 هدفا، في حين أحرز نولان 13 هدفا، وهو ما عزز من موقف الفريق في جدول مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز».