المهنا: أخطاء الحكام الأجانب «الفادحة» رفعت من معنويات «السعوديين»

نفى إجبارهم أحدا على الاعتزال.. وأكد استعداد المحليين لقمة الأهلي والاتحاد

TT

اعتبر رئيس لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد السعودي لكرة القدم عمر المهنا خطوة الاجتماع الشهري للحكام من الخطوات المميزة التي ساهمت في استعادة الثقة بين الحكام والإعلاميين وذلك من خلال كشف الأخطاء التحكيمية ومناقشتها أمام الجميع، مبينا أن لتلك الثقة دورا هاما في تطوير مستوى الحكام السعوديين الذين عادة ما تستغرق عملية بنائهم بصورة جيدة الكثير من السنوات إلا أن النقد القاسي الذي لا يتجاوز عدة ثوانٍ بإمكانه هدم ذلك البناء بسهولة، مؤكدا أن مسؤولي الأندية باتوا على إدراك كبير لصعوبة مهمة الحكم الذي يتخذ قراراته في أجزاء من الثانية، نافيا أن يكون للغرامات المالية التي وضعتها لجنة الانضباط دور في تقليل حدة النقد التي كانت توجه إليهم من قبل إدارات الأندية، مشيرا إلى أن فكرة المعسكرات الخارجية والداخلية تأتي لإيمانهم بأن الحكم لا يختلف عن اللاعب أو المدرب، وهو بحاجة إلى تهيئة الأجواء المناسبة له ليتمكن من التألق والظهور بمستويات جيدة ترضي الجميع، موضحا أن تقييمه للحكام الذي كان من «جيد» إلى «جيد جدا» خلال الجولات الماضية يعتبر مميزا حيث من الصعب الوصول إلى الامتياز حتى على صعيد أفضل الحكام في العالم، ولم يستبعد المهنا فكرة ترشحه للانتخابات المقبلة المقرر إقامتها في الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولم يحدد موقفه النهائي من هذه الخطوة التي أرجأ الخوض في تفاصيلها.

* خطوة الاجتماع الشهري الذي اتخذتها لجنة الحكام صاحبها جدل واسع لم ينتهِ حتى هذه اللحظة، ما الإيجابيات والسلبيات التي جنيتموها من تطبيقه؟

- أعتقد أن الخطوة كانت موفقة بشهادة الكثيرين، ونتائجها الإيجابية بدأت تظهر على أرض الواقع، والانتقادات القاسية أو الكلام الجارح تجاه الحكام انخفض إن لم نقل انعدم بسبب تعزز الثقة بين الإخوة الإعلاميين والحكام على اعتبار أن الاجتماع الشهري يحضره الكثير من رجال الإعلام من بينهم قيادات في هذا المجال، ونناقش من خلاله الكثير من الحالات التي تثير الجدل حتى نصل إلى شبه اتفاق بشأنها، ونؤكد على أن الحكم داخل الملعب يتخذ القرار في جزء من الثانية وهذا ما قلل كثيرا من التشكيك في الحكام وانعكس إيجابيا على رؤساء ومسؤولي الأندية الذين باتوا على قناعة كبيرة أن الحديث عن ذمم الحكام ليس منطقيا، فالأخطاء واردة جدا سواء من الحكم أو اللاعب أو المدرب أو غيرهم ولذا لاحظنا الانخفاض في النقد القاسي وهذه الثقافة لم يكن من السهل بناؤها.

* هناك من يعتقد أن انخفاض حدة النقد والكلام الجارح هو نتيجة طبيعية لإقرار عقوبات صارمة جدا لكل من يسيء للتحكيم؟

- أرى أن هذا الحديث يجانبه الصواب، فالعقوبة مهما تكن ليست مرعبة على رؤساء الأندية، ولكن الثقة التي بدأت في العودة بين الحكام والإعلام كان لها الأثر الإيجابي وهذا ما لمسته شخصيا من خلال الاجتماعات الشهرية التي يتم عقدها للحكام لمناقشة أخطائهم بحضور الإعلاميين، وهذه الثقافة أيضا ناتجة من كون التحكيم الأجنبي الذي يحضر إلى السعودية لقيادة مباريات محددة يرتكب أخطاء فادحة وكان في السابق ينتقد التحكيم السعودي بشدة على عكس الأجنبي، وأعتقد أنه في الوقت الراهن بدأت مرحلة الإنصاف للحكم السعودي.

* ذكرت في آخر اجتماع شهري عقد للحكام أن المستوى يتراوح بين «جيد» إلى «جيد جدا»، متى سنصل إلى «الممتاز»؟

- البعض يعتقد أن حالة جيد تعتبر سيئة في تقييم التحكيم، فأفضل الحكام أقلهم أخطاء وليس الذين تنعدم منهم الأخطاء، والوصول إلى حالة «الممتاز» ليس سهلا حتى في حكام النخبة حول العالم الذين يقودون أقوى البطولات العالمية ولذا أعتقد أن وصف الحالة من جيدة إلى جيدة جدا هي مناسبة ومرضية للجميع، ونأمل في رفع المستوى من خلال المعسكرات التي تمت خارجيا وداخليا وآخرها في تركيا والتي ضمت 40 حكما من أصل 70 تم تحديدهم لقيادة المنافسات التي تحت مظلة اتحاد كرة القدم، والبقية ممن لم يوجدوا في معسكر تركيا تم إقرار معسكر داخلي لهم في هذه الفترة.

* هناك حكام آن الأوان لكي يعتزلوا التحكيم بعد أن كثرت أخطاؤهم المؤثرة، خصوصا أن أعمارهم كبيرة، كيف ترون في لجنة الحكام هذه الفئة؟

- في القانون الدولي الحكم يتوقف عن قيادة المباريات الدولية إذا وصل عمر إلى 45 عاما أما محليا فالمجال مفتوح ومتى ما رأى أي حكم أنه غير قادر على العطاء وتطوير مستواه وطلب الاعتزال فلن نقف في طريقة فما يهمنا هو المصلحة العامة وتأكد أننا لن نجبر أي حكم على الاعتزال.

* لا يثق الكثير من الشارع الرياضي سوى في بعض الحكام الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة لماذا لا تتسع هذه القاعدة ويكون حكام «النخبة» أكثر مما هم عليه حاليا؟

- إذا كنت تقصد الحكام الذين يمكن اعتبارهم خبراء مثل خليل جلال ومرعي العواجي وعبد الرحمن العمري فأعتقد أن الكثير من الحكام الشباب في طريقهم للبروز الكبير على الساحة وينالون حاليا الفرص الكاملة التي سيكونون من خلالها نجوم التحكيم السعودي في المستقبل.

* في مباراة النصر والهلال الماضية وجد حكام أجانب وارتكبوا الكثير من الأخطاء، هل ذلك ساهم في عدم طلب أي من الأهلي أو الاتحاد حكاما أجانب لمباراتهما المقبلة ؟

- نحن في لجنة الحكام يهمنا حكامنا السعوديون فقط وفي حال طلب أي نادٍ طاقم حكام أجنبيا يجب أن يبلغ اتحاد الكرة قبل المباراة بـ15 يوما، وفي حال عدم طلب الحكام الأجانب فحكامنا قادرون على قيادة أي مباراة مهما تكن أهميتها وقوتها.

* أكدت أن الثقة عادت بين الإعلام والتحكيم، لكن هل تعتقد أنها ضرورية لتطوير مستوى التحكيم في السعودية؟

- بالطبع، فبناء الحكم الناجح يحتاج لسنوات أما عملية هدمه فهي لا تحتاج سوى لثوانٍ ويجب على الحكم الصبر ويتعزز صبره وجهده في نيل الإشادة والتقدير والثقة من الإعلام.

* تواترت أنباء عن أنك تود الترشح في الانتخابات المقبلة للاتحاد السعودي، ما مدى صحة هذه الأحاديث؟

- لم أتخذ القرار بعد ولكن ما أحب أن أوضحه في هذا الموضوع أننا أرسلنا كلجنة حكام لـ52 من المقيمين من أجل الأخذ بموافقتهم على الترشح للانتخابات وبعضهم وافق وآخرون اعتذروا والبقية لم يردوا وحقيقة شخصيا لم أحدد موقفي النهائي إلى الآن وفي حال اتخذت القرار سيكون لكل حادث حديث.