لاعبو الآزوري يعدون بهزيمة منتخب مالطا

لرد جميل الترحيب الكبير لمن عانوا زلزال هذا العام

TT

طريقة جعل «شكرهم» على الحب الشديد الذي يحيطهم هناك ماديا - أمر في متناول أيديهم. في الواقع، تعد بلدية ميدولا، بمقاطعة مودينا، مرآة لإقليم إيميليا الذي، بعد زلزال هذا العام، يعاني لكن لديه رغبة في طي الصفحة. ومن فكر في مساعدتهم كان لاعبو المنتخب الإيطالي، الذين يريدون استخدام مباراة اليوم الثلاثاء أمام منتخب مالطا في التصفيات المؤهلة إلى مونديال كأس العالم 2014 الذي سيقام في البرازيل، كطريقة لسداد دين الترحاب الذي وجدوه بصورة مثالية.

كما في أمم أوروبا: ويؤكد الحارس العملاق جيجي بوفون بالقول: «لدى هؤلاء الناس كافة الأسباب كي يبكوا أنفسهم، وعلى العكس ابتسموا لنا وينظرون للمستقبل. نحن اللاعبين محظوظون، وإن كان يتم اعتبارنا دائما سطحيين وبلا قيم، لدينا حساسية البقاء بالقرب ممن يعاني. في هذه الحالة، بتصرف ملموس. إنهم يمتلكون قدرا كبيرا من عزة النفس والكرامة، كما أننا، نحن الإيطاليين، نعرف الوقوف إلى جانب بعضنا البعض في الشدائد. وفي ما يتعلق بنا سترون أن النقطة التي انتزعناها في بلغاريا ستكون مؤثرة للغاية في النهاية. على أي حال، علينا الآن التغلب على منتخب مالطا فورا، أيضا كي نتخلص من ديننا تجاه أولئك الناس. وبالفعل، في أمم أوروبا أيضا لعبنا بروح ونحن نفكر فيمن يتابعنا كمشرد أيضا. كنا نود الفوز من أجلهم».

ماركيزيو ونوتشيرينو: في الأخذ والعطاء، يعد نوتشيرينو دائنا بصورة مزدوجة، ويقول لاعب الميلان والمنتخب الإيطالي «بعدما سجلت هدفا في تقسيمة المران فقدت خاتم الزواج، ووجده وأتى به إلى أحد هؤلاء الأشخاص المذهلين». بينما يبدو كلاوديو ماركيزيو من بين أكثر المتأثرين، حيث قال: «أكثر شيء أذهلني أنهم كانوا هم من شكرونا للمجيء إلى هنا، بينما ينبغي أن يكون العكس. لقاء من هذه النوعية يحمسنا كثيرا، أيضا لأنهم كانوا يطلبون منا توقيعات، ليس الأطفال وإنما الآباء أيضا، الآن علينا الرد في الملعب، نعلم أنه يمكننا تقديم أفضل مما رأيتم أمام بلغاريا».

من فيفيانو إلى ديامانتي: ويعلق الحارس فيفيانو أيضا، حيث قال: «نعلم بما مر به هؤلاء الأشخاص، وما أعادوا تأسيسه بعد شهور قليلة يعد إنجازا». ويضيف زميله كاساني: «لدى هؤلاء الناس شيء ما ليعلموه لنا لأنهم معتادون العمل الشاق دون امتعاض. الجميع هنا لديهم رغبة في النهوض بعد هذه التجربة السيئة». ويقول جاكيريني: «علينا رد الجميل إليهم بأداء كبير، لأن الشيء الطيب الوحيد في صوفيا كان عدم الخسارة». ويختتم ديامانتي واثقا: «سترون أن أمام مالطا ستوجد إيطاليا الكبيرة مجددا».

مشاعر فيراتي: بعد الوصول يوم أول من أمس الأحد إلى مدينة ميدولا الشاهدة على مجموعة زلازل هذا العام، صرح تشيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي قائلا: «كان يوما جميلا جدا، كنا في حاجة لحمام من المشاعر لإزالة خيبة أمل مباراة بلغاريا». بينما الكلمات الأقرب للقلب صرح بها ماركو فيراتي لاعب وسط باريس سان جيرمان والآزوري، وهو منتم إلى مقاطعة أبروتزو وتحديدا بلدية مانوبيللو وعايش زلزال 2009 الشهير، ويقول: «كان عمري حينها 16 عاما، واستيقظت بإحساس سيئ. جاء أبي إلى غرفتي في الطابق الثاني لأخذي، وكان المنزل مليئا بالشقوق. ولأسبوعين، ظللنا ننام في سيارة العائلة، من ماركة (أوبل فيكترا). وتوقفت عن ممارسة الكرة لبعض الوقت». أدرك اللاعب الشاب أمورا كثيرة، حيث تابع: «الدولة ساعدت أبروتزو، لكن كثيرين استغلوا الزلزال. أناس أشرار، بلا قلب. أتمنى ألا تتكرر مواقف بعينها هنا».