«الأمن الدولي» يتهيأ لشن حرب ضروس ضد الفساد الرياضي

الندوة الدولية للنزاهة انطلقت في باريس بمشاركة عدد من المتخصصين

TT

انطلقت فعاليات الندوة الدولية للنزاهة الرياضية في العاصمة الفرنسية باريس أمس الثلاثاء، وتحديدا من على المدرج الرئيسي لجامعة السوربون العريقة بمشاركة المركز الدولي للأمن الرياضي، وتعد هذه الندوة هي الأولى من نوعها في العالم التي تناقش آلية الوصول إلى حلول لمجمل التحديات التي تواجه الرياضة العالمية في وقت انتشرت فيه ظواهر من شأنها تدمير مسيرة الحركة والمنافسات الرياضية، مثل المراهنات والتلاعب في نتائج المباريات والمنشطات والفساد الرياضي وبخاصة في كرة القدم.

وإلى جانب الممثلين الرسميين لجامعة باريس الأولى السوربون وعلى رأسهم فيليب فوتري، وفريق المركز الدولي للأمن الرياضي، ضمت الندوة أكثر من 60 خبيرا من شتى أنحاء العالم من المنتسبين للرياضة والاتحادات والمنظمات الدولية بهدف أساسي هو التوصل لوضع استراتيجيات وخطوط عريضة لمعالجة كل ما يتعلق بالنزاهة.

من جانبه، أكد مدير المركز الدولي للأمن الرياضي محمد حنزاب أن النزاهة أصبحت تشكل موضوعا معقدا جدا وضرورية لحماية جمالية الألعاب الرياضية واستمتاع الجماهير بنتائجها، وقال: الساحة الرياضية الدولية تشهد عمليات تلاعب بالنتائج واستخدام المنشطات، كما ترتكب قضايا تمس نزاهة الرياضة، وما يتم حاليا بين المركز الدولي للأمن الرياضي وجامعة بونتيون سوربون هو الأول من نوعه على مستوى العالم لمعالجة إشكالات الرياضة من ناحية قانونية.

من جهته، قال فيليب فوتيري رئيس جامعة السوربون: لم تكن مفاجأة لنا أن نوثق هذه الرغبة مع المركز الدولي للأمن الرياضي لأننا نعلم أن العرض الذي طرحه المركز الدولي كان فرصة جيدة بالنسبة لنا ويتماشى مع أفكارنا ومبادئنا. وعما إذا كان من الممكن أن تصدر عن السوربون والمركز الدولي للأمن الرياضي لائحة شاملة ملزمة للمنظمات والاتحادات الرياضية العالمية حول مكافحة الجريمة المنظمة في مجال الرياضة، قال فوتري: إننا نتحدث عن قضية عالمية، والأمر بحاجة إلى بعض الوقت لأن ما يقوله الاقتصادي يختلف عما يقوله القانوني وهكذا، ونحن حريصون على دراسة وافية لهذه القضية العالمية كما ذكرت، ومتفائلون لأن شريكنا الآن هو المركز الدولي للأمن الرياضي.

وحول ما إذا كان من الممكن أن تتمخض الاتفاقية المبرمة مع المركز الدولي للأمن الرياضي عن تدريس «النزاهة الرياضية» كمادة علمية في جامعة السوربون، قال فوتري: في البداية النزاهة هي مطلب سابق على أي شيء يتعلق بالاقتصاد أو القانون أو السياسة، ولا شك أنه بالتعاون مع المركز الدولي للأمن الرياضي ستأخذ أبحاثنا في هذا المجال بعدا أكبر كونهم متخصصين في هذا المجال، والنزاهة الرياضية بالفعل مجال خصب لهذه الأبحاث، ومن شأن ذلك إيجاد الحلول لمشاكل الرياضة من تلاعب في المباريات ومراهنات وفساد، ومن الممكن جدا وفقا لبحوثنا المشتركة أن تصبح النزاهة الرياضية مادة علمية تدرس ضمن مناهج الجامعة.

وبدوره، أوضح أستاذ القانون بالجامعة الفرنسية البروفسور لورانت فيدال أن البرنامج مع المركز الدولي للأمن الرياضي يتألف من 5 نقاط أساسية، وبموجب الاتفاقية المبرمة في مارس (آذار) الماضي على هامش المؤتمر الدولي الثاني للأمن الرياضي فإن هناك «لجنة تسيير» اجتمعت ثلاث مرات آخرها كان أمس الثلاثاء، مشيرا إلى أن البرنامج يهتم بدارسة كل الجوانب المتعلقة بالنزاهة الرياضية، وأيضا الجوانب النفسية وكيف يمكن للشخص أن يصبح فاسدا، وما هي البيئة التي تجعله كذلك، وقال: نعني هنا المنتسبين للرياضة من لاعبين ومسؤولين وجمهور، وكل ما يتعلق بالجريمة المنظمة في مجال الرياضة، وبعد معرفة هذه الحقائق والمعطيات نصل إلى حلول حول كيفية التعامل مع المشكلة.

وتابع فيدال: الحقيقة أننا وجدنا المركز الدولي هو أفضل جهة في العالم كله لديها رؤية شاملة عن المشاكل التي تعرقل مسيرة الرياضة في العالم، ليس فقط الرؤية وإنما لدى المركز قاعدة قوية من البيانات والمعلومات المهمة التي تساند هذه الرؤية، وأيضا كما قال الرئيس فوتري هناك فريق عمل محترف ونحن فخورون بالتعامل مع هذا المركز.

وفي السياق ذاته، يرى هلموت شبان المدير التنفيذي للمركز الدولي للأمن الرياضي أن مركزهم تأسس برؤية واضحة وهي أن يكون مركزا عالميا يضم خبراء ومتمرسين من شتى أنحاء العالم ومجموعات عمل مخصصة، وقال: وقعنا مذكرة التفاهم مع السوربون ونحن متأكدون تماما من نجاح هذه الشراكة في الوصول إلى قيم رياضية حقيقية تخدم الرياضة.