موراي أول بريطاني يتوج بلقب «غراند سلام» منذ 1936

فك عقدته مفتتحا باكورة ألقابه الكبرى بالانتصار على ديوكوفيتش في نهائي «فلاشينغ ميدوز»

TT

تمكن البريطاني أندي موراي المصنف ثالثا من فك عقدته وافتتاح باكورة ألقابه الكبرى بعد أن توج بلقب بطولة الولايات المتحدة المفتوحة (فلاشينغ ميدوز)، آخر بطولات الغراند سلام لهذا الموسم بفوزه في المباراة النهائية على الصربي نوفاك ديوكوفيتش بطل العام الماضي 7 - 6 (12 - 10) و7 - 5 و2 - 6 و3 - 6 و6 - 2.

ودخل موراي، الاسكوتلندي البالغ من العمر 25 عاما، التاريخ إذ أصبح أول بريطاني يتوج بلقب إحدى البطولات الكبرى منذ أن حقق ذلك فريد بيري عام 1936، حين أحرز لقبيه السابع والثامن في بطولات الغراند سلام بتتويجه بطلا لويمبلدون (للمرة الثالثة) وفلاشينغ ميدوز (للمرة الثالثة أيضا)، لكن ذلك كان قبل حقبة البطولات المفتوحة التي سمحت منذ عام 1968 للهواة بالمشاركة في الدورات والبطولات مع المحترفين.

كما أصبح موراي أول لاعب يتوج بلقب بطولة الولايات المتحدة بعد أسابيع معدودة على إحرازه ذهبية فردي الرجال في الألعاب الأولمبية، وهو تجنب أن يصبح أول لاعب يخسر أول خمس مباريات نهائية له في البطولات الكبرى بعد أن سقط عند الحاجز الأخير أربع مرات سابقا، أولها عام 2008 في فلاشينغ ميدوز، بالذات أمام السويسري روجيه فيدرر، ثم عام 2010 أمام اللاعب ذاته، لكن في بطولة أستراليا المفتوحة التي وصل إلى مباراتها النهائية في العام التالي، فقد خسر أمام ديوكوفيتش قبل أن يسقط للمرة الرابعة والثالثة أمام فيدرر، وكان ذلك في يوليو (تموز) الماضي في نهائي بطولة ويمبلدون.

واحتاج موراي إلى أربع ساعات و54 دقيقة، أي أقل بدقيقة واحدة من زمن أطول نهائي في البطولة الأميركية (عام 1988 بين الأميركي - التشيكي إيفان ليندل والسويدي ماتس فيلاندر)، لكي يجدد فوزه على ديوكوفيتش ويجرده من اللقب، وذلك بعد أن كان تخلص من الصربي في نصف نهائي أولمبياد لندن 2012.

وكانت مواجهة النهائي هي الخامسة بين اللاعبين في 2012 بعد أن تواجها في نصف نهائي بطولة أستراليا، حين خرج ديوكوفيتش فائزا في طريقه إلى لقبه الخامس والأخير في بطولات الغراند سلام، ودورة دبي (فاز موراي ثم خسر في النهائي أمام فيدرر) ونهائي دورة ميامي للماسترز (فاز ديوكوفيتش) إضافة إلى نصف نهائي فردي الرجال في أولمبياد لندن ونهائي البطولة الأميركية.

وتواجه اللاعبان 6 مرات في المباريات النهائية والغلبة لموراي الذي توج بأربعة ألقاب على حساب الصربي، أولها عام 2008 في دورة سينسيناتي للماسترز، في حين يتفوق الأخير في مجمل المواجهات بثمانية انتصارات مقابل سبع هزائم.

وجاءت المباراة مثيرة وماراثونية، كما كانت حال مواجهتهما في نصف نهائي بطولة أستراليا أوائل العام الحالي (4 ساعات و51 دقيقة)، واحتاج موراي إلى ساعة و27 دقيقة لكي يحسم المجموعة الأولى لمصلحته في شوط فاصل استغرق 24 دقيقة وانتهى على نتيجة 12 - 10.

ولم يختلف الوضع في المجموعة الثانية التي حسمها البريطاني لمصلحته 7 - 5 في 59 دقيقة، بعد أن فاز على إرسال منافسه ثلاث مرات مقابل فوزين للأخير على إرسال موراي الذي اعتقد أنه في طريقه لحسم المواجهة بثلاث مجموعات، لكن بطل 2011 انتفض وتمكن من حسم المجموعتين الثالثة والرابعة لمصلحته 6 - 2 و6 – 3 بعد أن كسر إرسال خصمه أربع مرات فيهما.

واحتكم اللاعبان إلى مجموعة خامسة حاسمة نجح خلالها موراي في المحافظة على رباطة جأشه، مستغلا أيضا تفوقه البدني لأن منافسه كان يعاني من تقلصات عضلية، وحسمها لمصلحته بسهولة 6 - 2 في 51 دقيقة بعد كسر إرسال الصربي ثلاث مرات.

وقال موراي بعد اللقاء: «إنه لارتياح كبير أن أتخطى أخيرا العقبة النهائية»، موجها تحية إلى روح فريد بيري الذي توفي عام 1995 عن 85 عاما. وأضاف: «حين كنت أرسل نقطة الفوز بالمباراة شعرت بمدى أهمية هذه اللحظة لتاريخ كرة المضرب البريطانية، يطالبونني بذلك (الفوز بلقب كبير) منذ فترة طويلة، وازداد الطلب بعد ذهبية الألعاب الأولمبية. متى سأفوز بلقب إحدى بطولات الغراند سلام؟ من الرائع أن أتمكن من تحقيق ذلك بعد طول انتظار».

وأشاد موراي بمدربه الجديد الأسطورة إيفان ليندل، قائلا: «إنه أحد أكبر اللاعبين في التاريخ. لقد خاض نهائي بطولة الولايات المتحدة في 8 مناسبات على التوالي، ساعدني كثيرا للوصول إلى هذا المستوى».

أما ديوكوفيتش الذي لم يخسر سابقا في البطولة الأميركية أمام لاعب أدنى منه تصنيفا، فقال: «أندي يستحق عن جدارة أول لقب له في بطولات الغراند سلام. لقد أعطيت كل ما عندي. كانت مباراة أخرى رائعة».

وصعد موراي في تصنيف رابطة المحترفين الذي صدر أمس من المركز الرابع إلى الثالث على حساب الإسباني رافائيل نادال الذي حرمته الإصابة من المشاركة، بينما سيحافظ ديوكوفيتش على الوصافة خلف فيدرر الذي خرج من ربع النهائي على يد التشيكي توماس بيرديتش.

وبانتصار موراي عاشت الرياضة البريطانية صيفا تاريخيا بعد أن كان هو صاحب إطلاق شرارة النجاحات كأول بريطاني يصل إلى نهائي بطولة ويمبلدون منذ 1938، ثم اتبعه تشارلي ويغينز بإنجاز أكبر حين حقق في 22 يوليو ما كان يحلم به منذ الصغر ودخل التاريخ بعد أن أصبح أول بريطاني يتوج بطلا لسباق فرنسا الدولي للدراجات الهوائية.

وكانت نسخة 2012 من سباق فرنسا مميزة جدا للبريطانيين، إذ حل ويغينز في الترتيب النهائي أمام مواطنه كريستوفر فروم، بينما كانت المرحلة العشرين الأخيرة التي انتهت في جادة الشانزلزيه من نصيب البريطاني الآخر مارك كافنديش، بطل العالم وزميل ويغينز في فريق «سكاي بروسايكلينغ». وقال ويغينز الذي خرج من سباق العام الماضي وهو مكسور الترقوة: «الجميع يقول إنه حلم يتحول إلى حقيقة، لكنه (الفوز بسباق فرنسا) ما كنت أطمح إلى تحقيقه في الأعوام السابقة الأخيرة، بل منذ أن كنت طفلا، حين كنت في الثانية عشرة من عمري قلت إني أريد الفوز بسباق فرنسا».

ويعتبر الفوز بسباق فرنسا الشهير إنجازا هاما بالنسبة لرجل عاش طفولة صعبة للغاية في ظل غياب والده الذي كرس حياته للخمر، فكانت نهايته على يد الكحول عام 2008، ما ولد عند برادلي ضغينة ضد والده، لكن ذلك لم يؤثر على حياته العائلية إذ إنه أب متفانٍ يقدر الأمور البسيطة «مثل الذهاب إلى السوبرماركت وشراء الخبز والحليب».

ومن أهم نجاحات البريطانيين هذا الصيف هو الأولمبياد الذي احتضنته العاصمة لندن، إذ حققوا أفضل نتيجة لهم في تاريخ مشاركاتهم الأولمبية بحصدهم 65 ميدالية، بينها 29 ذهبية، ما سمح لهم باحتلال المركز الثالث في الترتيب العام خلف العملاقين الأميركي والصيني.

ولم تشهد بريطانيا العظمى نجاحا مماثلا في الألعاب الأولمبية منذ 1908، أي قبل انطلاق الألعاب الحديثة عام 1894. لكن الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد، ففي اليوم الذي أسدل فيه الستار على ألعاب لندن 2012 كان الآيرلندي الشمالي روري ماكلروي وعلى بعد آلاف الكيلومترات، تحديدا في كارولاينا الجنوبية (الولايات المتحدة)، يدخل تاريخ رياضة الغولف من الباب الواسع بإحرازه البطولة الأميركية للمحترفين، آخر محطة من ملتقيات الغراند سلام لهذا العام.