برانديللي يدرس إعادة بناء منتخب إيطاليا خططيا

المدير الفني أكد أن فريقه سيجتاز الصعاب بهوية جديدة وأداء ممتع

TT

لدى فريق برشلونة، وهو نقطة مرجعية لفرق كثيرة، فلسفتان مختلفتان للوصول إلى المرمى، إحداهما ميسي، حيث الاستحواذ على الكرة، والسيطرة عليها، ثم تمريرها إلى «البرغوث» الأرجنتيني الذي يحسم بلعبة واحدة، والأخرى هي فتح معابر للمرور عن طريق تحركات منظمة، وتقاطعات، وركض كثير، والهجوم في العمق. والمسموح لمنتخب إيطاليا، الذي ليس لديه من هو مثل ميسي، هو الخيار الثاني فقط، دائما ما فطن برانديللي إلى ذلك وبالفعل ظل لعامين يعمل على الفكرة القوية للعب بأربعة لاعبي وسط يتناوبون المراكز. في مودنيا يوم الثلاثاء الماضي، وأمام خصم متواضع، وفي غياب لاعبي الوسط الحقيقيين (دي روسي، وتياغو موتا..)، حاول المدير الفني للمنتخب عن طريق ديامانتي.

فشل التجربة يمحو بصورة نهائية كلمة «صانع ألعاب» من قاموس هذا المنتخب. ويضع برانديللي خاتمه الخاص، حيث قال: «اللاعب رقم 10 التقليدي؟ لم يعد موجودا منذ فترة في كرة القدم الحديثة».

بطولة الدوري الإيطالي تؤكد هذا، فقد استغنى عنه اليوفي ونابولي (يلعبان بطريقة 3 - 5 - 2)، بينما الميلان لديه لاعب رقم 10 غير تقليدي (بواتينغ)، وروما (الذي يلعب بطريقة 4 - 3 - 3) يضع إبداعات توتي على الأجناب، فيما يمزج لاتسيو بين صانعي الألعاب الأقوياء به في وسط الملعب، وهم ماوري، وهيرنانيز وكاندريفا. ويعد لاعب الوسط بينزي، والذي في صفوف فريق أودينيزي كثيرا ما تعامل خلف رأسي الحربة ومهمته الأولى هي الضغط، هو رمز لثورة في مهنة عبقرية يجيدها شنايدر من بين قليلين. كما أن انقراض هذا النوع من اللاعبين يرجع لأسباب بيئية، أي لاكتظاظ خط الوسط باللاعبين والتنافسية الشديدة التي تقلل المساحات وأوقات الهجمة. كي لا يرهق، يتعين على صانع الألعاب القيام بدور رأس الحربة الثاني، وهو المركز الذي يظهر فيه ديامانتي أفضل ما لديه، أو الهجرة إلى المساحات الجانبية الأبعد، حيث ظهر إنسيني لأول مرة بشكل جيد في الواقع.

الطريق الثالث هو الذي يفضله برانديللي، وهو تعويض صانع الألعاب بلاعب وسط حقيقي، والذي يدور في داخل المعين مع ثلاثي لاعبي الوسط الآخرين. ينتظر المدير الفني من باريس الحل لمشكلات كثيرة اتضحت في صوفيا ومودينا، في مبارياتي بلغاريا ومالطا على التوالي، حيث استعادة المهارة الفنية - الخططية وشخصية تياغو موتا ستكون ثمينة لاستعادة تلك السيطرة على الكرة والاستحواذ عليها الذي كان لدى الأزوري حتى أمم أوروبا الماضية. مع دعم اللاعب الإيطالي - البرازيلي، ودي روسي، وبيرلو وماركيزيو، من المفترض أن يسترد المنتخب مجددا تناغم المناورة بصورة أسهل، وكذلك التمريرات القصيرة. ونضوج فيراتي، الذي لم يرد برانديللي حرقه في مواقف تشهد صعوبة، ستكون مفيدة جدا لحل المشكلة.

إذن على المدى القريب، سيتم اللجوء لتياغو موتا وطريقة 4 - 3 - 1 - 2 المجربة لاستعادة الهوية المفقودة على الفور، لكن برانديللي يفكر في شيء آخر، حيث يعلم أن أحد أسرار العامين المتميزين كان الحماس الذي قبل به لاعبو الأزوري تحدي طريقة اللعب الجديدة. بعد بطولة أمم أوروبا تلاشى هذا الحماس، وفي المباراتين الأخيرتين في تصفيات مونديال البرازيل 2014 بدا المنتخب الإيطالي متعبا نفسيا قبل أن يكون متعبا بدنيا. ومن هنا تأتي ضرورة إعادة إطلاق التحدي، ورفع درجة الحماس، وتقديم شيء ما جديد للفريق والذي من شأنه أن يجدد سعادة التلقي ومذاق التحدي، ويقول المدير الفني هذا بوضوح «لا يروق لي القول بأننا في مرحلة البناء، لكننا نعمل من أجل بناء شيء ما جديد، في رأسي توجد كلمة واحدة: إمتاع. لكن الأمر يتطلب إرادة من جانب الجميع. علينا إيجاد هوية جديدة، نريد التحلي بالشجاعة، وهذا هو الطريق الوحيد. بعد أمم أوروبا أو مونديال لكأس العالم، دائما ما يكون المنتخب في أزمة، وتكون أشبه بالمرحلة الانتقالية. ويصاحب الانطلاق مجددا معاناة. وهكذا، أريد تجاوز هذه اللحظة بالبحث عن شيء ما جديد يكون ممتعا».

التحدي ربما يتمثل في طريقة 4 - 3 - 3. والتي أظهر إنسيني قدرته على إضاءتها ويمكن لبالوتيللي دعمها. لو تعلم ديسترو جيدا درس زيمان باللعب على الأجناب، سيمكن الوصول لثلاثي هجوم ديسترو - بالوتيللي - إنسيني. كما يعتزم برانديللي زيادة ضغط ظهيري الخلف، والمخيبين للآمال إلى الآن، على طريقة زامبروتا، من نوعية سكيلوتو، جاكيريني.

أمور مختلفة، تكتنفها الشجاعة، والمحفزات لإعادة إشعال رغبات وعزة الفريق، والذي بدا هادئا بعد بطولة أمم أوروبا طيبة. المدير الفني يفكر في الإمتاع، ونأمل أن يتبع الفريق.

إلى ذلك، لا يشعر أليساندرو ديامانتي أنه في مستهدفا من برانديللي، وقال: «لا أرى أن المدير الفني غضب مني حينما قلت أنه لا يحتاج صانع ألعاب، تربطني علاقة طيبة به وألعب حيثما يضعني». ثم هاجم ديامانتي لاعبي مالطا، قائلا: «قدموا مباراة تجدر بجبناء حيث فكروا في الدفاع فقط، وخاصة في منطقتي لم تكن هناك مساحات وعانيت المراقبة اللصيقة والتي نالها بيرلو أيضا». لكنه لا يفقد الحماس، حيث اختتم «هذا المنتخب يعجبنا نحن والجماهير، وفريقنا مليء بالروح».