الأخضر الشاب.. متعة كروية بخلطة إسبانية

اقتحم قلوب الملايين بالكأس الخليجية.. والمصري: أخشى عليه من التشتت

TT

بخطى واثقة وأداء ممزوج بالمتعة، يسير المنتخب السعودي للشباب تحت 20 عاما نحو أهدافه المرسومة في ظل متابعة واسعة النطاق من الشارع الرياضي الذي يرى فيه مستقبل الكرة السعودية خلال الأعوام المقبلة.

وعزز الأخضر الشاب مكانته في قلوب محبيه من خلال تتويجه مؤخرا بلقب بطولة كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة عقب إقصائه لنظيره المنتخب البحريني بهدفين دون رد في المباراة الختامية للبطولة. مع تتويج مهاجمه عبد الرحمن الغامدي بلقب هداف البطولة ولاعب خط الوسط مصطفي بصاص بلقب أفضل لاعب في أيضا، ليجمع بين النتيجة والمستوى.

إعجاب الجماهير بالأخضر الشاب كان حديث الساعة بالنسبة لموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الذي جاء في وقت دخل اليأس لقلوبهم عقب فترة جفاف أورثها الأخضر الكبير بسلسلة إخفاقات متتالية بدأت منذ فترة ليست بالقريبة ولا الطويلة إلا أن هذه الجماهير سئمت الأحزان وبادرت بالبحث عن الأفراح التي تحققت مع المنتخب السعودي الشاب والذي يضم لاعبين من مواليد 1993.

«الشرق الأوسط» بدورها سلطت الضوء على هذا المنتخب الشاب الذي نال إعجاب الجماهير والإعلام الرياضي، ووضعت مسيرته تحت المجهر وذلك قبل أن يتجه بطل الخليج إلى الإمارات حيث تقام بطولة آسيا للمنتخبات الشباب.

«البداية 2011.. تأهل ووصافة» وفقا لما خططت له إدارة المنتخبات السعودية كان هذا المنتخب له هدف كبير تتفرع منه أهداف صغيرة متعددة، يأتي الأبرز ورأس الهرم بالنسبة لمنتخب الشباب فئة 1993 هو الوصول لأولمبياد البرازيل 2016 حيث يبدأ هذا الأخضر الشاب مشواره منذ العام الماضي 2011 وكانت أبرز محطاته المشاركة في البطولة العربية المقامة في المغرب تحت إشراف المدربين الوطني فيصل البدين ويساعده خليل المصري ونجح الأخضر وقتها في تجاوز دور المجموعات عقب فوزه على البحرين والكويت والعراق، ثم التأهل إلى نصف النهائي وتجاوز المنتخب المصري وملاقاة صاحب الأرض منتخب المغرب وخسارة لقب البطولة أمامه عقب اتجاه المباراة لركلات الترجيح، عقب ذلك حزم الأخضر الشاب حقائبه استعدادا لخوض تصفيات آسيا المؤهلة للنهائيات التي ستقام في الإمارات مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وكانت هذه التصفيات تقام في بنغلاديش ونجح الأخضر بقيادة مدربه الوطني خالد القروني بالعبور وخطف بطاقة التأهل من بين المنتخبات التي جاءت بجواره في المجموعة وهي بنغلاديش صاحبة الأرض والعراق وجزر المالديف وعمان.

«2012.. وصيف وبطل ومشاركة دولية» في العام الذي يليه لم تتوقف مشاركات الأخضر الشاب حيث شارك في كأس العرب المقام في الأردن تحت قيادة مدربه الجديد الإسباني سيرخيو ونجح في تجاوز المغرب في مستهل مشواره بدور المجموعات قبل أن يخسر من سوريا ثم يعود وينتصر على العراق ويطير لدور نصف النهائي وينجح في تجاوز المنتخب الجزائري قبل أن يخسر المباراة النهائية أمام نظيره التونسي، استمر الأخضر الشاب إقامة المعسكرات والتجمعات استعدادا لنهائيات كأس آسيا للشباب حيث أقام معسكرا قصيرا في أبها قبل أن يطير للمشاركة في دورة فالنسيا الودية الدولية المقامة في إسبانيا وسط مشاركة منتخبات عالمية معروفة، وقابل الأخضر في هذه البطولة منتخب الأرجنتين وإسبانيا واليابان وودع المسابقة من دور المجموعات، عقب ذلك حزم الأخضر حقائبه واتجه للمشاركة في بطولة الخليج للمنتخبات الأولمبية حيث قابل في دور المجموعات عمان والبحرين وتعادل مع الأول وتجاوز الثاني قبل أن يواجه الإمارات في نصف النهائي وينجح في تجاوزه ويطير للمباراة الختامية لملاقاة البحرين وينجح في إقصائه والفوز بهدفين دون رد متوجا بلقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه، كما يستعد الأخضر الشاب في هذا العام للمشاركة في نهائيات كأس آسيا للشباب المقامة في الإمارات.

«برنامج حافل ومشاركات عالمية» يتواصل المخطط الموضوع من قبل إدارات المنتخبات للأخضر الشاب حتى الوصول لأولمبياد 2016 وتأتي أبرز مشاركات الموسم المقبل 2013 في نهائيات كأس العالم للشباب المقامة في تركيا وذلك في حال نجاحه والتأهل للمونديال العالمي، يعقبها في العام الذي يليه خوض تصفيات نهائيات كأس آسيا تحت 22 عاما ومن ثم في العام الذي يليه 2015 المشاركة في نهائيات كأس آسيا تحت 22 المؤهلة لأولمبياد 2016 وهو الهدف المنشود من قبل إدارات المنتخبات السعودية، ويليها في عام 2016 المشاركة في حال التأهل لأولمبياد البرازيل وبداية المساهمة وتدعيم المنتخب السعودي الأول، هذا البرنامج الموضوع من قبل إدارات المنتخبات ركز بشكل كبير على البطولات القارية والعالمية، ولم يوضح ويحدد المشاركات الأخرى كالبطولات الخليجية والعربية والبطولات الودية المتوقع أن يركز عليها القائمون على إدارات المنتخبات السعودية من أجل ضمان عدم الانقطاع عن المشاركة والاستمرار كمجموعة واحدة حتى تحقيق الهدف المنشود.

من جهته، قال مدير منتخب الشباب علي الشعلان في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: دخلنا بطولة الخليج للمنتخبات الأولمبية ضمن برنامجنا الإعدادي لنهائيات كأس آسيا في الإمارات، وبحكم أن البطولة جاءت بعد مراحل إعداد قوية ظهر المنتخب بصورة متميزة، واللاعبون كانوا بحاجة لتحقيق بطولة بعدما لعبوا على ثلاث نهائيات وخسروها وهي نهائي بطولة العرب في المغرب ونهائي الخليج في الكويت ونهائي بطولة العرب في الأردن ولم يوفقوا، لكن الحمد لله في هذه البطولة وفقنا بالنتيجة والمستوى.

وعن المرحلة المقبلة للأخضر الشاب والدورة الودية التي ستقام في الرياض قبل انطلاق نهائيات كأس آسيا، قال الشعلان: لدينا معسكر ينطلق في 29 سبتمبر (أيلول) المقبل ويمتد لمدة 12 يوما سنلعب مع كوريا الشمالية ومنتخب أوزباكستان وذلك بواقع مباراتين لكل منتخب منهما، وبعد ذلك سيتم منح اللاعبين راحة لمدة خمسة أيام وبعدها سندخل معسكر الدمام ونلعب فيه مباريات ليست قوية لتجنب الإصابات وما يحدث من مضاعفات جانبية على اللاعبين بعد ذلك سندخل المعسكر النهائي في الإمارات قبل انطلاق البطولة ومقرها إمارة عجمان.

وفيما يخص مشوار الأخضر الصغير مع الكثير من الأجهزة الفنية، قال الشعلان: كانوا في البداية مع المدرب خالد القروني وقام بالاستعداد والتجمع وعمل قرابة الأربعة أو خمسة معسكرات وبعد ذلك ارتبطنا بكأس العالم للشباب في كولومبيا وتم إسناد الإشراف على هذا المنتخب للمدرب فيصل البدين الذي خاض البطولة العربية في المغرب لأجل أن لا يكون هناك انقطاع عن ممارسة الكرة، وعقب النهاية من بطولة كأس العالم عاد القروني للإشراف عليهم في البطولة العربية المدرسية في الطائف وبعدها خاض التصفيات في بنغلاديش وتأهلنا من المجموعة التي ضمت العراق وبنغلاديش والمالديف وعمان ثم ذهب القروني للمنتخب تحت 22 عاما وتم إسناد المهمة للمدرب الإسباني سيرخيو.

وعن استمرار الإسباني سيرخيو، قال الشعلان: هو ما زال معنا، وفكرة إدارة المنتخبات عدم ترك هذا المنتخب كما حدث مع منتخب 91 ولذلك فالمدرب بإذن الله سيستمر حتى الهدف المنشود وهو مونديال 2016 في ري دي جانيرو البرازيلية، وذلك مع بطولة آسيا للشباب والتأهل لنهائيات كأس العالم في تركيا وفيما لا قدر الله لم نتأهل لنهائيات كأس العالم سنسير وفق البرنامج المعد.

وأخيرا عن الأمنيات التي يتمنى تحقيقها للاعبين، قال الشعلان: أتمنى تحقيق الأهداف المرسومة، وعلى اللاعبين استشعار ما نسعى إليه، فنحن شرحنا لهم البرنامج بصورة كاملة، ونحتاج إلى أن يعيش اللاعب هذا الهم ويبني حياته عليه مع ناديه وخارجه، ويلتزم بمواعيد النوم والوجبات الغذائية والتمارين الخاصة التي تقوي بنيته الجسمانية فنحن لدينا مشكلة في البنية وهي تظهر دائما مع المنتخبات القوية.

من جانبه، تحدث المدرب الوطني خليل المصري لـ«الشرق الأوسط» عن هذا المنتخب الذي سبق له الإشراف عليه بمعية المدرب الوطني فيصل البدين وذلك إبان مشاركته في البطولة العربية التي أقيمت بالمغرب، وقال: هذا المنتخب شارك في الكويت بكأس الخليج للناشئين مع المدرب السعودي عمر باخشوين فهو أول من اختار المنتخب وللأمانة هو أطول منتخب يشارك مع بعضه ويعقد معسكرات مستمرة، وعقب ذلك قمنا باستلام المنتخب بقيادة المدرب فيصل البدين ومساعدتي للمشاركة في البطولة العربية التي أقيمت في المغرب وهذه بداية المنتخب.

وأضاف المصري: كانت فترة الإعداد لتلك البطولة قصيرة جدا لمدة عشرة أيام في الطائف، وشاركنا في البطولة ووصلنا للنهائي عقب فوزنا بجميع المباريات التي لعبناها مع البحرين والكويت والعراق ومصر في نصف النهائي وخسرنا المباراة النهائية أمام المغرب بركلات الترجيح، وفي تلك البطولة لم يشارك معنا الثنائي مصطفى بصاص وفهد المولد كونهما مشاركين في نهائيات كأس العالم للشباب في كولومبيا، وهما في الحقيقة قوة إضافية، وعقب خسارتنا المباراة النهائية عاد المدرب الوطني خالد القروني للمشاركة مع هذا المنتخب في تصفيات كأس آسيا ونجح في الوصول لها، وهذا المنتخب يملك لاعبين على مستوى عالٍ ولديهم مهارات فردية مميزة، وشاركوا مع بعضهم لفترة طويلة سواء بالبطولات الرسمية أو الودية، ويمتلك الأخضر عناصر رائعة، ولديه نقطة قوة مهمة أنه يملك خط دفاع قويا وحارسا متميزا إضافة إلى أن بنيتهم الجسمانية قوية وهذا ما يفتقده اللاعب السعودي ونعاني منه في الخطوط الخلفية.

وتابع المصري: في وجهة نظري أن هذا المنتخب مستقبله كبير ومشرق، وهو إضافة إلى بقية المنتخبات السنية التي ستعيد الكرة السعودية إلى الواجهة، وأتمنى من المسؤولين الاهتمام بالمنتخبات تحت 22 سنة و20 و18 عاما فهم يملكون إمكانات عالية جدا. وعما يتمناه المصري لهذا المنتخب وما يخشاه عليه قال: أتمنى له التأهل لكأس العالم عقب تتويجه بلقب كأس آسيا وحتى لو لم يحصل على اللقب الآسيوي، فأرجو أن يصل إلى نهائيات كأس العالم للشباب في تركيا، أما ما أخشاه فهو أن يحدث له كما حدث معنا في فترة سابقة فأتذكر المنتخب الذي كان يضم نواف العابد ويحيى الشهري ومحمد أبو سبعان وسلطان البيشي وغيرهم من النجوم الذين بدأوا معنا من فئة البراعم حتى وصلنا إلى دور الأربعة في نهائيات كأس آسيا لكنهم تشتتوا بعد ذلك.