أوين: أريد إنهاء مسيرتي وأنا في القمة وسأثبت جدارتي مع ستوك

أشار إلى أنه كان يجب عليه مغادرة يونايتد الموسم الماضي وأكد على عدم تفكيره بالاعتزال

TT

يبحث مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق لكرة القدم مايكل أوين المنتقل حديثا إلى صفوف ستوك سيتي من مانشستر يونايتد عن استعادة بريقه بعد أن أمضى 3 سنوات معظمها على مقاعد البدلاء.

وأمضى أوين الذي دافع عن ألوان ليفربول وريال مدريد الإسباني ونيوكاسل قبل الانتقال إلى مانشستر يونايتد، مع الأخير 3 سنوات معظمها على مقاعد الاحتياطيين، وتم تحريره في يونيو (حزيران) الماضي مع انتهاء عقده.

ويقول أوين، 32 عاما، الذي لم يظهر إلا في 4 مباريات الموسم الماضي حيث تعرض لعدة إصابات: «كان من الأفضل بالنسبة إلى أن أطلب الانتقال قبل سنة من انتهاء العقد».

ويستعد أوين للظهور اليوم في أول مشاركة له مع ستوك سيتي ضد مانشستر سيتي في مباراة ستحظى بتغطية إعلامية كبيرة وفرصة لإظهار إذا كان مازال يملك حاسة الهداف أم لا؟.

ويتطلع أوين الحاصل على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا عام 2001 إلى فرصة لإثبات جدارته ويقول: «أتطلع لتحسين مستواي وإنهاء مسيرتي وأنا في القمة. عمري الآن 32 عاما وما زلت أشعر بأني قادر على العطاء أكثر».

لكن مايكل أوين الذي كان في السابق أفضل مهاجم بإنجلترا هل مازال هو نفس النجم السابق أم أن أيام التألق ولت. وفي تحليل بصحيفتي «دالي تلغراف» والـ«غارديان» عن عودة أوين ذكرتا أنه بعد خروج إنجلترا من كأس العالم 2006 بنفس الصورة الغريبة المألوفة بالخسارة بضربات الترجيح في ربع النهائي، وجد مشجعو المنتخب قدرا من الراحة في الإيمان بفكرة «لا تكترث لمصيبة الحاضر، فالمستقبل أكثر إشراقا». وكان الحديث عن ما الذي يمكن لمواهب مثل أوين هارغريفز وجوي كول ومايكل أوين أن تقدمه لإنجلترا خلال السنوات القليلة القادمة حيث كان يميل مشجعو إنجلترا إلى الاعتقاد بأن الأوضاع قد تجري بصورة أفضل.

لكن في ظل الطبيعة المتقبلة لكرة القدم، لم تتحقق على مدى ست سنوات أي من هذه الآمال الكبيرة المعلقة عليهم. وتعرض مستوى هؤلاء اللاعبين الثلاثة للتراجع نتيجة عدد لا نهائي من الإصابات.

وكان الأسوأ حظا بين اللاعبين الثلاثة مايكل أوين، أفضل لاعبي إنجلترا في السابق، والمهاجم الذي كان يشكل مصدر رعب لباقي عالم كرة القدم، والذي تعثر نتيجة عدد من الإصابات.

لقد تعرض أوين لأقصى درجات الإصابة كما، ولو كانت عقوبات رياضية، ففي سن الثامنة عشرة لم يكن أحد ليتمكن من وقف أوين الذين تلاعب بدفاعات الأرجنتين، وكان نموذجا لحماس الشباب الذي تحول إلى وعي جمعي. لم يكن سريعا فقط، بل متخصصا في إنهاء الهجمات، وأفضل موهبة أنتجتها إنجلترا خلال جيل كامل.

ثم جاء موعد تسديد الحساب، دفع ثمن تلك اللحظة من المجد في سن المراهقة، فقد أثرت الإصابات على سرعته وأضعفت من عزيمته. لكن أوين واصل التدريب وواصل محاولته مدعوما بإيمان ذاتي لا يساوره شك. وعلى الرغم من أوتار الركبة المرهقة وقطع الأربطة ظل مايكل أوين مقتنعا أنه لا يزال الرجل القادر على هز الشباك.

وكان قادرا في بعض الأحيان على القيام بذلك. فهدف الفوز في اللحظات الأخيرة من دربي مانشستر يؤكد على أنه لا يزال يحتفظ بنظرته الفاحصة كهداف، وصاحب ذلك جلبة في الصحافة للعود مرة أخرى إلى المنتخب الإنجليزي - لكن كانت الإصابة دائما ما تعاوده بصورة قاسية. ربما يكون من الممكن أن نصر على أن حظ أوين السيئ لا يمتد إلى سجل عمله. فقد نجح في استغلال سمعته واحتمالية العثور على مكان في الدوري الإنجليزي بعد الإصابة بالرباط الصليبي خلال مباراة المنتخب الإنجليزي أمام السويد في كأس العالم عام 2006.

وخلال السنوات الست التي تلت هذا الحادث المؤسف لعب 60 مباراة في الدوري الإنجليزي لفريق نيوكاسل يونايتد و31 مباراة لمانشستر يونايتد. والمرة الأخيرة التي شوهد فيها في ملعب كرة القدم كانت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما شارك مع مانشستر يونايتد في مباراة دوري الأبطال أمام أوتيلول غالاتي، بينما كانت مباراته الأخيرة في الدوري ضد ستوك قبل عام تقريبا.

كان المفترض أن يكون أوين الاسم الأول في قائمة منتخب إنجلترا الذي تم اختياره في أغسطس (آب) 2008، بيد أنه برغم تراجع قدرته على المشاركة بشكل فعال في المباريات، لا يزال موضع جذب لبعض الأندية، وها هو يوقع مرة أخرى على اتفاق يجني بموجبه 25 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا مع نادي ستوك سيتي، وهو ما أحدث الراحة لأرباب عمله الجدد الآن، فاستاد بريطانيا يقع على الطريق من اسطبلات خيله في مالباس.

لا يمكن لأحد أن يطالب أوين بالاعتزال، فهو ليس بالكسول. وسيكون أكثر رغبة في اللعب منه في صرف المستحقات، وأكثر رغبة في إحراز الأهداف. إنه يعتقد أنه لا يزال قادرا على تقديم شيء ما، ويعتقد أن موهبته لا تزال قائمة. ويبدو أنه ليس الشخص الوحيد، فالرجل الذي لعب سابقا على أرض آنفيلد (ليفربول) وبيرنابو (ريال مدريد) تحول إلى استاد بريطانيا الخاص بستوك.

هل توقيع أوين لستوك تشير إلى أن المسؤولين عن كرة القدم يتشاركون مع المشجعين في الرومانسية، لأن المراقب لا يستسيغ الفكرة، إنه قادر على القيام بدور فاعل مرة أخرى، وتحدى الإصابة والعودة إلى تمزيق دفاعات الخصوم مرة أخرى. بيتر كواتس، رئيس نادي ستوك قال عن لاعبه الجديد: «مايكل شخص جيد، وهو مصدر فخر كبير لنا، ربما يشعر أنه تعرض للظلم وربما يشعر بأنه لديه شيئ ما كي يثبته وهنا ستتاح له الفرصة».

ليس بالمفاجئ أن يجرب كواتس حظه في المغامرة، فالمؤكد أن أوين واحد من الأنماط الجيدة في كرة القدم ومتفان وشخص يدرك دائما قوة النموذج الجيد.

المؤكد أنه ربما يكون عازما بلا شك على تذكير العالم أنه لا يزال قادرا على إثبات ذاته في ملاعب كرة القدم، لكن فرص نجاحه ربما ستكون بقدر نجاح هارغريفز وكول، فهؤلاء اللاعبون لو كانوا قادرين على الاستمرار بنفس القوة لما تركهم مانشستر يونايتد. عموما لقد جاءت الفرصة لمايكل أوين وسيكون اختباره الأول مع ستوك من بوابه جماهيرية وحيث يريد والعالم ينتظر أن يرى هل سيعود؟.