زيمان: أبيتي عدو لكرة القدم.. ولا دخل للرياضة بالأموال والسياسة

توتي وديسترو ولاميلا.. ثلاثي هجوم بيده تحقيق أحلام فريق روما

TT

يبدو أن زيدنيك زيمان، مدرب نادي روما، لا يستطيع الحياة من دون إثارة الجدل وإطلاق التصريحات العدائية تجاه كل من حوله. فبعد تصريحاته ومعاركه الإعلامية التي لا تنتهي مع لاعبي ومسؤولي اليوفي، دخل زيمان معركة جديدة رغم أنه حاول إنهاءها بسرعة كبيرة هذه المرة. ولم يكن الخصم في هذه المعركة الجديدة أحد مسؤولي اليوفي، بل هو المسؤول الأول عن كرة القدم الإيطالية جان كارلو أبيتي رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم.

والمعروف أن نادي روما يخوض حاليا مواجهات سياسية وإدارية معقدة مع المسؤولين الإيطاليين واتحاد الكرة من أجل إعادة تأهيل الاستاد الأولمبي وكذلك تحديد موقع بناء الاستاد الجديد الخاص بالنادي. وفي ظل هذه المواجهات سأل أحد الصحافيين زيمان في حوار أدلى به لصحيفة «كورييري ديلا سيرا» إن كان يقبل بتناول العشاء مع «العدو» أبيتي، فجاء رد زيمان على النحو التالي «ولم لا؟ إن أبيتي ليس عدوي أنا، بل هو عدو كرة القدم».

غضب الإدارة: وأثارت هذه التصريحات ردود فعل فورية. فقد شعر مسؤولو روما بغضب شديد من هذه التصريحات التي لا جدوى منها، بينما أصابت مسؤولي الاتحاد الإيطالي لكرة القدم دهشة عارمة من استهداف رئيس الاتحاد من دون سبب واضح. وقد طلب زيمان من مسؤولي روما أن يتصلوا باتحاد الكرة لتوضيح موقفه. وبالفعل أصدر النادي بيانا لشرح الموقف جاء فيه: «لم تكن التصريحات تشير إلى شخص رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، بل إلى منظومة الكرة الإيطالية بشكل عام بعد أن أهدرت في السنوات الأخيرة عدة فرص لإصلاح نفسها». لكن هذا البيان ربما لا يكون كافيا لإنقاذ زيمان من العقوبة والتحقيق بسبب هذه التصريحات. ولم ترض جماهير روما عن تصريحات مدربها، وأبدى الكثير من مشجعي الفريق خشيتهم أن يدفع الفريق ثمن تصريحات مدربه الطائشة في الملعب.

موراتي: وقد أضاف زيمان قائلا في هذا الحوار الصحافي «ينبغي على كرة القدم أن تعتمد على الجدية والالتزام. وهناك بعض التحسن، لكنني أخشى أن هذا التحسن يحدث بسبب الخوف من انكشاف الأمور وليس رغبة في التطوير. إننا نحتاج لأمثلة أكثر إيجابية». وأكد زيمان في الحوار أن كرة القدم «يجب أن تتميز بالبساطة. وينبغي تحقيق الفوز من خلال التفوق داخل الملعب وليس خارجه». وتحدث زيمان أيضا ببرود عن ماسيمو موراتي رئيس نادي الإنتر الذي كان يسعى للحصول على خدماته في السابق «إنه يتحدث كثيرا، وكان من الضروري أن أعرف إن كانت هناك ظروف مواتية للعمل الجيد أم لا. ولا أقصد بذلك شراء اللاعبين».

الخروج من البورصة: ولم يسلم نادي روما نفسه من تصريحات زيمان اللاذعة التي انتقد فيها العلاقة بين الأندية والبورصة. فقد صرح المدرب التشيكي في الحوار نفسه قائلا «ينبغي ألا تسجل الأندية نفسها في البورصة، والنتائج توضح ذلك. يجب أن تبقى كرة القدم بعيدة عن عالم المال والسياسة». وقد يبدو هذا الطلب منطقيا بالنسبة لجميع الأندية، لكن من الصعب تطبيقه على نادي روما الذي تعود 40 في المائة من أسهمه إلى ملكية مجموعة «يونيكريديت» المصرفية العالمية. ولا يبدو من المنطقي أن تستغل مجموعة مصرفية صرحا مهما كنادي روما في سوق المال. ولهذا السبب فإن هذا المطلب يتعرض لسخرية كبيرة من جانب مسؤولي النادي ومشجعيه.

من جهة ثانية، يمتلك فريق روما ثلاثيا بإمكانه، في الواقع، أن يمثل نقطة تقاطع أحلام مختلفة «الأسطورة والمختار والضائع»، وهو ثلاثي بوسعه حمل فريق روما بعيدا أو عدم جلب أي شيء مع الأسف. وسوف تكون مباراة روما أمام بولونيا مساء غد الأحد بمثابة الهجوم نحو الأهداف من أجل إدراك الطموحات الشخصية الكبيرة. فقائد روما فرانشيسكو توتي يتطلع إلى ترسيخ أقدامه أكثر في تاريخ كرة القدم؛ حيث إن إحرازه لهدف في اللقاء القدم سيضمن له معادلة أرقام مياتسا وأتالفايني واعتلاء المركز الثالث في ترتيب هدافي دوري الدرجة الأولى الإيطالي على مدار التاريخ. أما ماتيا ديسترو، على العكس، فلديه رغبة في افتتاح سجله التهديفي بقميص روما، على أمل أن يستمر هذا السجل مفتوحا أطول وقت ممكن. وأخيرا إيريك لاميلا، الذي يحتاج إلى التسجيل حتى يقنع الجميع بقدراته، وربما هو أيضا، حتى لا يصبح رهانا خاسرا.

الهدف رقم 216: ولنبدأ في حديثنا من قائد الفريق فرانشيسكو توتي، ومن الخوف الكبير الذي حام حوله طوال أول من أمس الخميس، فجدير بالذكر أنه أثناء المران تعرض توتي إلى لكمة في القدم اليمنى، والتواء في الكاحل، وبعدها دق ناقوس الخطر على الفور. هل سيتمكن فرانشيسكو من المشاركة في مباراة الغد؟ هناك تفاؤل داخل تريغوريا (مقر تدريب روما). فاللاعب صاحب القميص رقم 10 على استعداد للعض على أسنانه واللحاق بالمباراة لأنه يدرك جيدا أن هدفه القادم بات على بعد خطوة واحدة. فقائد فريق روما يحمل خلف ظهره 215 هدفا في الدوري الإيطالي، ومياتسا وألتافيني يمثلان الآن بالفعل جزءا من زملاء رحلة توتي الكروية، في انتظار محاولة فرانشيسكو الهجوم نحو السماء السابعة التي يمثلها بيولا (274 هدفا) ونوردال (225 هدفا). هل هذه أهداف طموحة أكثر مما ينبغي؟ جائز، ولكن علينا ألا نغفل أنه منذ سنوات قليلة مضت لم يكن أحد يتخيل مطلقا أن يستطيع توتي الوصول عاليا هكذا بعد أن أمضى حتى الآن أكثر من نصف مسيرته الكروية في إهداء اللمسات الأخيرة إلى زملائه أكثر من وجوده كمهاجم صريح.

انطلاقة أمام 50 ألف شخص: ليس من قبيل الصدفة أن يحاول ديسترو خلال مران الفريق اقتناص الأسرار بالنظرة، وهو يفكر في انطلاقته على ملعب الاستاد الأولمبي أمام 50 ألف شخص. وقد صرح المهاجم المنتقل حديثا إلى فريق روما إلى قناة «سكاي» قائلا «أتمنى أن تكون انطلاقة جيدة، لأن هذا سيكون حافزا كبيرا بالنسبة إلي. أتمنى تقديم مباراة رائعة: أنا قادم من المشاركة مع المنتخب الإيطالي.. إحراز هدف لي مع الآزوري على الفور كان بمثابة تحقيق أحد أحلامي. تشكيل ثنائي هجوم مع بالوتيلي؟ ماريو لاعب ظاهرة. يتعين علي خلال تلك السنوات محاولة التحسن قدر الإمكان. أوسفالدو؟ لدي علاقة رائعة معه». وربما يساعده أوسفالدو في محاولة التغلب على اليوفي في ما بعد «يوفنتوس هو الفريق المرشح لحصد اللقب المحلي، ثم إنه قام بحملة شراء مهمة». إذن، لمواجهة فريق السيدة العجوز يحتاج الأمر أيضا إلى أفضل أداء للقائد فرانشيسكو توتي «إنه لاعب نموذج، التدرب إلى جانبه يجعلك تلاحظ الإرادة والمهارات التي يتمتع بها. دانييلي دي روسي؟ لقد أدهشتني شخصيته؛ فهو إنسان متواضع يساعد الوافدين الجدد على الفور ويرتبط بالجميع. المدرب زيمان؟ إنه قليل الكلام، غير أنه يجعلك تستمع إليه متى تحدث. وعليه، نتمنى أن نقدم موسما كبيرا». إذن، ليس هناك أي ندم على رفض الانتقال إلى اليوفي «كان يتعين علي التفكير في الأمر بعض الشيء لأنني كنت بصدد قرار مهم في حياتي. على أي حال، أنا كنت مقتنعا بالقدوم إلى روما، وها أنا وصلت إلى هنا. بالتأكيد أتمنى الوصول إلى أهداف مهمة».

الرغبة في التحول: حسنا، لو كان من الممكن نقل بعض حماسة ديسترو إلى إيريك لاميلا، لاستفاد بالتأكيد اللاعب الأرجنتيني من ذلك. بعد الانطلاقة المدوية أمام باليرمو، اللاعب الأرجنتيني كان قد أصبح عنصرا أساسيا في الفريق مع المدرب لويس إنريكي. هذا الموسم، على العكس، بعد أن صرح زيمان (بأنه يفهم القليل من طريقة لعبي)، يحاول لاميلا الظهور مجددا. وفي انتظار عودة أوسفالدو، فإن الانطباع السائد هو أن هذه فرصة لا يمكن إهمالها من جانب لاميلا، لأن الجميع في خط الهجوم لديهم الرغبة في ترك بصمتهم.