عاد المدافع البرازيلي لوسيو إلى باقي مجموعة فريق اليوفي، فمنذ ثلاثة أيام واللاعب يتدرب بدوام كامل. وإلى هذا الحد، لم يعد يتبق في عيادة نادي يوفنتوس سوى بادوين وسيموني بيبي. وهكذا، بات أخيرا بإمكان المدرب أنطونيو كونتي تعزية نفسه بأسباب منطقية لتطبيق مبدأ تناوب الأدوار استعدادا لانطلاقة الفريق القوية في بطولة دوري أبطال أوروبا أمام حامل اللقب تشيلسي الإنجليزي، فضلا عن أن مجموعة كبيرة من لاعبي اليوفي كانت مرتبطة خلال الأسبوعين الماضيين مع منتخبات بلادها؛ فعلى سبيل المثال التشيلي إيسلا والغاني أسامواه عادا فحسب يوم أول من أمس (الجمعة) إلى فينوفو (مقر تدريب اليوفي).
اليوفي القديم: إذن، ليس من المستبعد أن يعتمد مدرب يوفنتوس أمام نظيره جنوا اليوم (الأحد) على نفس «الحرس القديم» مع مفاجأة وجود أليساندرو ماتري بدلا من جيوفينكو، ومع لوسيو فحسب، من بين صفقات الشراء الجديدة للنادي، في مكان جورجيو كيلليني. جدير بالذكر أن مدافع المنتخب الإيطالي يستكمل حاليا برنامج الشفاء التام بعد الإصابة الطويلة التي تعرض لها في ربلة الساق والتي أجبرته في الواقع على انطلاقة غير جيدة هذا الموسم. وليست هناك رغبة في المخاطرة بالدفع بجورجيو كيلليني، فالمدرب أنطونيو كونتي يحتاج إلى أعلى كفاءة للمدافع الإيطالي من أجل مباراة الأربعاء المقبل أمام تشيلسي في لندن. بالتأكيد، لوسيو ذاته عائد لتوه من الإصابة، وسوف يتم تقييم حالته بعناية شديدة، غير أن المؤشرات الصادرة عن اللاعب البرازيلي تبدو أكثر من مطمئنة. على أي حال، يبدو أيضا على استعداد كل من ماروني وكاسيريس، لمواجهة جنوا. ومقارنة بمباراة اليوفي الفائتة خارج ملعبه أمام أودينيزي، ترتفع، بشكل عملي، أسهم ترشيحات جياكيريني (الذي استعاد نضارته مع المنتخب الإيطالي) ودي تشيلي (الذي ربما يجعل أسامواه يلتقط أنفاسه) وماتري وبالتحديد لوسيو (أو كبديل له واحد من بين ماروني وكاسيريس). وعلى سبيل المثال، من الممكن أن يلعب اليوفي داخل ملعب ماراسي اليوم (الأحد) أمام جنوا بكل من: جيجي بوفون في حراسة المرمى، ولوسيو بونوتشي وبارزالي في خط الدفاع؛ ثم ليستشتاينر ودي تشيلي على الأجناب، بينما سيكون هناك ماركيزيو وبيرلو وجياكيريني في وسط الملعب، وماتري وفوسينيتش في خط الهجوم.
فرصة ماتري: إذن، سيستبعد كونتي من لقاء اليوم في البطولة المحلية تلك القطع الثمينة في فريقه خشية التعرض للإجهاد خلال مباراة تشيلسي. لكن داخل ملعب ماراسي سيكون هناك، على أي حال، يوفنتوس ذو ثقة وقدرة على المنافسة. ومن الواضح أن القرار الأخير بشأن تشكيلة الفريق سيحدد في غضون الساعات القليلة المقبلة، غير أن هناك عنصرين مؤكدين لا جدال حول مشاركتهما اليوم؛ هما جياكيريني وأليساندرو ماتري. وفي الواقع، ربما تكون مباراة جنوا هي الفرصة الكبيرة بالنسبة للمهاجم أليساندرو ماتري، الذي بات موجودا على هامش مشروع كونتي الخططي بعد وصول جيوفينكو إلى الفريق. وقد شهدت الأيام الماضية تألق أليساندرو في مران الفريق، فالمهاجم يتوق شوقا لكسر صيامه التهديفي الذي دام ستة أشهر حتى الآن؛ منذ 25 فبراير (شباط) الفائت خلال مباراة الميلان واليوفي التي انتهت 1/1 وضمن بها فريق السيدة العجوز نصف الدرع في جيبه. وبعدها لم يتبق لماتري سوى خيبة الأمل والفتات: استبداله ما بين شوطي مباراة كأس السوبر الإيطالية أمام نابولي، وبعض الدقائق المعددة أمام بارما وأودينيزي خلال أول مباراتين من الموسم الحالي.
نموذج إيسلا: وكذلك يبدو جياكيريني على استعداد لإلقاء أوراقه هو الآخر، لكن اللاعب صرح لقناة اليوفي قائلا «ينتظرنا ملعب صعب. علينا أن نكون بارعين في استعادة إيقاعنا داخل الملعب، والذي غاب عنا بعض الشيء خلال أولى مباريات هذا الموسم، رغم تحقيقنا الفوز عن جدارة واستحقاق». ذلك الإيقاع الذي يطارده التشيلي ماوريسيو إيسلا: وخلال مباراة اليوم سيتعين على كونتي إراحة اللاعب، على الأقل، لنحو نصف ساعة حتى يضمن احتفاظ إيسلا بحالة بدنية جيدة استعدادا لمباراة لندن القادمة.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن مباراة اليوم أمام جنوا تمثل اللقاء رقم 458 لحارس المرمى الإيطالي جيجي بوفون في دوري الدرجة الأولى. ويحتل بوفون المركز الثالث بين اللاعبين الذين ما زالوا يمارسون كرة القدم في التصنيف الخاص بخوض أكبر عدد من المباريات في الدوري الإيطالي، حيث يأتي خلف خافيير زانيتي (572 مباراة) وفرانشيسكو توتي (503 لقاءات). وقد استهل جيجي مشواره في دوري الدرجة الأولى بقميص بارما، وأصبح أسطورة عالمية مع اليوفي حيث بدأت العلاقة بينهما في صيف 2001. وقد صرح القائد الحالي لفريق يوفنتوس يوم أول من أمس (الجمعة) لقناة «سكاي» قائلا «واليوفي أيضا سيكون آخر فريق سألعب لصالحه، حتى وإن لم تكن هناك حاجة مطلقا وأبدا إلى نطق تلك الكلمات».
العقد: وفي غضون ذلك، يبدو كل شيء جاهزا لتجديد عقد بوفون مع السيدة العجوز حتى عام 2016 «سأستمتع إلى ما ستود إدارة النادي قوله لي. ليس لدي أي نوع من الاستعجال، لأنني وجدت موقفا متجانسا. أشعر هنا بأنني بطل في فريق عمل رائع. وهذا كل ما أحتاج إليه حتى أكون بحالة طيبة وأتألق داخل الملعب. ولذلك، سأظل هنا! إلا إذا تم طردي من المنزل..». وبعيدا عن المزاحات تابع بوفون تصريحاته قائلا «من المفترض أن ألتقي قريبا بإدارة النادي المنشغل حاليا بالكثير من الأمور، وأرى أنه من الصواب جعل موضوعي في المقام الثاني». ففي المقام الأول هناك دائما الصراع على الدرع المحلية والعودة إلى دوري الأبطال «في الدوري الإيطالي علينا الصراع مع ناديي ميلانو وروما ونابولي. هذه الفرق تنطلق في البطولة خلفنا بدرجة ولكن من الوارد أن تتغير الأمور. أفكر بشكل خاص في نابولي، إنه الفريق الذي منذ فترة طويلة وهو يلعب بالطريقة نفسها وتحت قيادة المدرب نفسه والمجموعة نفسها تقريبا. إنهم يتمتعون بالوعي والتناغم في اللعب، الأمر الذي ربما يساعده كثيرا على طوال الطريق. دوري الأبطال؟ الابتعاد عن تلك المسابقة لمدة عامين كان خيرا لنا. سنقاتل في ذلك المحفل حتى آخر قطرة عرق».
كونتي وديل بييرو: وعقب بوفون أيضا على الصفقات الجديدة التي أجراها نادي اليوفي قائلا «لقد أدهشني أسامواه. فقد اندمج على الفور مع باقي الفريق. لم أكن أعتقد أنه قوي كذلك من الناحية الخططية». غير أن الرجل رقم واحد في فريق اليوفي يظل دائما هو المدرب أنطونيو كونتي «إنه بطل معجزة الموسم الفائت. لقد غير وجه الفريق. نحن نفتقد إليه على مقعد المدرب، حقا». ثم اختتم حارس مرمى الآزوري تصريحاته بالحديث عن قائد اليوفي السابق أليساندرو ديل بييرو «سيظل يلعب طويلا، أنا واثق من ذلك، وسيحطم الأرقام القياسية في أستراليا أيضا.. بالتوفيق يا أليساندرو».