فتحي الجبال: لم نعد نخشى الكبار.. وحذرت الفتحاويين من أحلام اليقظة

المدرب التونسي «المغامر» قال إن الملايين تنقصهم لإحراز لقب الدوري

TT

أصبح التونسي فتحي الجبال مدرب الفتح «أشهر من نار على علم» في منافسات الدوري السعودي، بعد نجاحه في قيادة فريقه نحو الصدارة «ولو بشكل مؤقت» متفوقا على فرق كبيرة ومتمرسة كالهلال والشباب والنصر والاتحاد والأهلي، الأمر الذي قلب المعادلة وحول الفتح من فريق مكافح يسعى للبقاء إلى فريق ينافس على الصدارة.

«الشرق الأوسط» التقت بالجبال الذي تحدث عن كثير من الأمور التي تهمه شخصيا، وفي مقدمتها المدة الزمنية التي ينوي بقاءها في النادي قبل إعلان ساعة الرحيل، وعن طموحاته وأسرار نجاحاته وأصعب لحظات حياته المهنية، ورأيه في الوجود الضعيف جدا للمدربين العرب في المنافسات الكروية السعودية وتحديدا للأندية الممتازة، والخطط المقبلة بشأن الدوري والبطولات المحلية الأخرى وكذلك بطولة العرب وغيرها من الأمور.. فإلى ثنايا هذا الحوار:

* بداية كيف ترى استمرار الفتح متصدرا لترتيب فرق دوري «زين» السعودي للمحترفين من خلال الفوزين الأخيرين أمام الشباب والتعاون؟ وهل نعتبرها خطوة لإحراز اللقب؟

- يجب أن نكون أكثر واقعية في الفترة المقبلة من خلال عدم التفكير بعيدا إلى حد الوصول إلى استهداف الفوز ببطولة الدوري، فالمشوار ما زال طويلا جدا وبطولة مثل الدوري تحتاج إلى نفس طويل، لذا أعتقد أن علينا أن نطوي صفحة الماضي ونفتح صفحة جديدة ونركز في كل مباراة على الفوز أو على الأقل عدم التعرض للخسارة، ولذا سنعمل على هذا المنوال وسيكون لنا في نهاية الدوري وضع أفضل من حيث الترتيب مثل ما حصل في الموسم الماضي، الذي حصلنا من خلاله على المركز الخامس (مكرر) مع الاتحاد.

* هذا يعني أن لديكم قناعة تامة بأن تحقيق بطولة الدوري أمر شبه مستحيل؟

ـ بالفعل لدينا قناعة تامة بذلك وهذا لا يبعث على الإحباط لدى الفتحاويين من لاعبين وجماهير وغيرهم، ولكن بالعكس هذا يجعلهم يركزون أكثر بعد أن تخف عنهم الضغوط النفسية، وبالتالي يمكن اللاعبين من تقديم أفضل مستوياتهم الفنية ويجعل الجمهور متقبلا لوضع كرة القدم من حيث الفوز والتعادل والخسارة، وهذه الثقافة عملنا على ترسيخها منذ اللحظات الأولى بعد الفوز على الشباب والانفراد بالصدارة، وكما يعلم الجميع «مهر» الفوز ببطولة الدوري غال جدا، فهو يحتاج لصرف عشرات الملايين لجلب لاعبين على مستوى عال ويكون الاحتياطيون في مستوى الأساسين وهذه الأمور أو بعضها لا تتوافر في النادي، لذا يجب أن لا نشغل لاعبينا بأحلام كبيرة تفقدهم التركيز في الفترة المقبلة.

* في الموسم الماضي مر الفريق بنكسة كبيرة في بداية مشواره وتعرض لخسارة قاسية من القادسية بسداسية في الأحساء وفي نهاية المشوار حصد مركزا متقدما، قياسا بالإمكانيات الموجودة وخبرة الفريق الفتحاوي في دوري الكبار.. ماذا استفدتم من ذلك الدرس وما علاقته بالحاضر؟

ـ لا يمكن ربط الأمور بهذا الشكل، ففي الموسم الماضي المقارنة ليست واقعية في مثل هذه الأمور، والفريق عاقد العزم على المواصلة بالقوة التي بدأ عليها هذا الموسم، وأما أبرز دروس الخسارة الكبيرة من القادسية في دوري الموسم الماضي فكانت رسالة للاعبين بأن الكرة لا تعترف بالأسماء، بل تخدم من يخدمها وبعد تلك الخسارة نجحنا في استعادة توازننا وحصدنا مركزا هو الأفضل للفتح في الدوري الممتاز، ولدي ثقة بأن لاعبي الفريق قادرون على المواصلة بنفس الروح والشجاعة، التي كانوا عليها منذ بداية الموسم على الأقل.

* الفوز على فريقين عملاقين هما الهلال والشباب هل يعني أن الفتح تخلص من رهبة الكبار؟

ـ بالفعل تخلصنا من رهبة الكبار وبات فريقنا يملك ثقة كبيرة في تجاوز أي فريق متى ما ظهر لاعبونا بالصورة الحسنة المعهودة عنهم، فالفوز على فريقين بحجم الهلال والشباب والتعادل في بداية المشوار مع فريق كبير أيضا، استعد بقوة ممثلا بالنصر يعني أن الفريق استعد بالصورة المثلى ليكون على قدر التطلعات ويقارع الكبار ولا يبحث عن نقطة التعادل أمام أي فريق فضلا عن السعي لأقل الخسائر.

* هل لديكم طموح في حصد إحدى بطولات خروج المهزوم مثل بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال أو كأس ولي العهد؟ وما هدفكم أيضا في البطولة العربية؟

ـ بالطبع نسعى لنحقق بطولة توازي قدراتنا من كافة النواحي وليس من المستحيل أن نحقق بطولة تاريخية للفتح هذا الموسم، ولكن علينا عدم التقليل من قوة المنافسة حتى في بطولات النفس القصير، التي تسعى جميع الفرق إلى تحقيقها، أما المشاركة في البطولة العربية فهي لتمثيل الوطن خير تمثيل، ولذا أتمنى من الجميع مساندتنا وبالطبع نسعى لتحقيق أكبر إنجاز ممكن فيها خلال المشاركة الأولى للفتح خارجيا.

* نجاحاتك مع الفتح تعيد إلى الأذهان أمثلة قليلة لنجاحات مدربين تونسيين مع فرق سعودية طموحة مثل يوسف الزواوي الذي قاد النجمة إلى رابع الدوري، وأحمد العجلاني الذي قاد القادسية إلى ثالث الدوري والوصول إلى نهائي كأس ولي العهد في الموسمين الأوليين من عودة الفريق للممتاز.. هل الثقة بالمدرب العربي والتونسي تحديدا لا تزال ضعيفة؟ ولماذا؟

ـ بالتأكيد الثقة في المدرب العربي معدومة وهذا ليس فقط في السعودية بل في غالبية الدول العربية، والسبب هو السعي للتعاقد مع المدربين الأجانب من القارة الأوروبية أو أميركا اللاتينية، ولذا لا أستغرب أن عدد المدربين العرب لا يرتفع بشكل دائم رغم تحقيق بعض الإنجازات في العقود الأخيرة.

* متى ستقول للفتح وداعا؟

إذا أحسست أنني غير قادر على تطوير الفريق، فأنا أعتبر نفسي ابنا من أبناء النادي وتهمني مصلحته، ولكن أتمنى أن لا تأتي قريبا لحظة الفراق مع هذا النادي الذي احتضنني مسؤولوه وجماهيره واعتبروني ابنا لهم، وأتمنى أن يكون الفريق على قدر تطلعات محبيه ويحقق إنجازا يرفع به اسم الأحساء خاصة، والشرقية عامة في كرة القدم من خلال إنجاز كروي جديد ويكون خير ممثل للمملكة في البطولة العربية.