هاني النخلي: كشاف بارع نقلني من رمي الحجارة إلى بطل عالمي للقرص

هتافات الـ70 ألف مشجع أبكته.. والاستقبال السعودي الحافل يدفعه للاستمرار في التألق

TT

اعتبر النجم السعودي هاني النخلي، صاحب الميدالية الفضية بمسابقة رمي القرص في أولمبياد لندن البارالمبية، أن التهيئة التي حظي بها أثناء وجوده في مقاعد الدراسة ساعدته على أن يكون بطلا دوليا يحقق الأرقام القياسية، مشيرا إلى أن بدايته كانت في حراسة المرمى بلعبة كرة القدم، إلى جانب إتقانه رمي الحجارة لمسافات بعيدة، مما جعل أعين المدربين تقتنصه وتصقله حتى أصبح ينافس لاعبي العالم في تحطيم المسافات، مبينا أن انطلاقته مع الميداليات كانت في بطولة فزاع الدولية عندما حقق المركز الثالث، ليضاعف الجهود ويظفر بالذهبية في دورة الألعاب الآسيوية في غوانزوا، وواصل التألق ذاته في ملتقى تونس الدولي، مبديا سعادته بالحفاوة التي تلقاها أثناء وصوله إلى السعودية بعد تحقيقه فضية لندن، مؤكدا أن ذلك سيكون دافعا قويا له لمواصلة تألقه في البطولات المقبلة التي من المتوقع أن يشارك بها، مشيدا بمبادرة إدارة الأهلي التي كانت متواصلة معه أثناء وجوده بعيدا عن الوطن، إلى جانب المكافأة المالية من نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الأمير تركي بن سلطان، التي بلغت الـ100 ألف ريال، مستذكرا الدمعات التي ذرفها أثناء الهتافات التي حظي بها من قبل 70 ألف مشجع كانوا موجودين أثناء تحقيقه الإنجاز الدولي في لندن، كاشفا عن أنه سيستأنف مشروع زواجه بعد أن أجله بسبب مشاركته في البطولة الأخيرة.

* المستويات المميزة التي قدمتها في أولمبياد لندن تثير التساؤلات حول بداياتك..

- كنت حارس مرمى في المدرسة، وأجيد رمي الكرة من المرمى إلى المرمى الآخر، إضافة إلى أنني أتميز برمي الحجر لمسافات طويلة، وكنت أمازح زملائي في المدرسة وأتحداهم بالإمساك بها، وأعجب المدرب طارق حبش بذلك، وطلبت منه المشاركة في البطولة المدرسية لذوي الاحتياجات الخاصة في لعبة رمي القرص، فشاركت وحققت تلك البطولة، وتغيرت حياتي من كرة ولعب بالحجارة إلى بطل رمي القرص، وذلك الفضل يعود بعد الله للمدرب سامي الرزلي الذي صقل موهبتي وله مني جزيل الشكر.

* شاركت في العديد من المحافل وحققت أرقاما قياسية، ما أبرز تلك المشاركات؟

- أول مشاركة لي حققت رقما بلغ 11 مترا، بعد ذلك بدأت بتطوير نفسي بالمثابرة والتدريب الجدي والانضباط والارتقاء في النتائج، حتى نلت أول ميدالية في بطولة فزاع الدولية بحصولي على المركز الثالث في عام 2009، وتمكنت من إحراز الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية في غوانزوا في عام 2010، وفي الموسم الذي يليه لم تكن مشاركتي ناجحة في بطولة العالم في نيوزيلندا لقلة خبرتي، وفي شهر أغسطس (آب) من عام 2011 شاركت في بطولة العالم للقارات في مدينة مانشستر كممثل لقارة آسيا لأحقق المركز الأول، ورقما عالميا جديدا، وفي شهر مارس (آذار) من عام 2012 حققت المركز الأول في ملتقى تونس الدولي ورقما عالميا جديدا، وأخيرا حصلت على فضية أولمبياد لندن 2012.

* بعد وصولك من لندن إلى السعودية، هل حظيت بالتكريم بمناسبة الإنجاز؟

- بالتأكيد، وذلك ابتداء من الاستقبال الكبير في الرياض والمدينة المنورة، والحفل الذي أقامه لي أهل الحي في المدينة، إلى جانب المبادرة المميزة من قبل مسؤولي النادي الأهلي الذين قدموا مكافأة مالية مميزة، وبذلك أشكر رئيس أعضاء الشرف الأمير خالد بن عبد الله ورئيس النادي الأمير فهد بن خالد اللذين غمراني بالتهنئة والتواصل، وهذا ليس بمستغرب عليهما، وأتمنى أن أحقق الذهب في البطولة المقبلة بإذن الله، ولا أنسى الشكر والتقدير لنائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الأمير تركي بن سلطان على مبادرته بمبلغ 100 ألف ريال، كما أشكر الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل وأعضاء الاتحاد السعودي الذين لم يقصروا نهائيا في دعمهم المعنوي لي.

* الميدالية الفضية التي حققتها في لندن هل كانت طموحك، أم أنك بحثت عن الذهب؟

- الفضة أمنية تحققت ولله الحمد، بعد أن تجاوزت الإعاقة، وإن كنت أطمع في الذهب لكن الإصابة حرمتني، فأنا أتوجه بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولجميع من أسهموا في حصولي على هذا الإنجاز، وبالأخص مركز ونادي المدينة المنورة للاحتياجات الخاصة، وتحديدا ذياب الحجيلي الذي كان يعمل على إعدادنا مع المدرب سامي الرزلي بشكل جيد لهذه الدورة.

* وقف في ملعب لندن 70 ألف مشجع وهتفوا لك.. هل كنت تشعر بتلك المؤازرة؟

- حضورهم كان الوقود الحقيقي، وهو أحد أهم الأسباب التي دفعتني للبحث عن تحطيم الرقم القياسي في هذه البطولة، وأشكرهم على الترحيب والتهنئة بعد أن وقفوا يشجعونني بحرارة كبيرة، ودمعت عيناي من فرحة الموقف، وسأبذل جهدي لتحقيق إنجاز أكبر ونيل الذهب.

* بعد أن حطمت الأرقام القياسية في الأولمبياد، كيف كان رد فعلك؟

- لا شك أنني سعيد، ولدي طموح، وهذا من توفيق الله أولا، فقد حققت ثلاثة أرقام قياسية آسيويا في غوانزوا بدورة الألعاب الآسيوية 2010، وفي بطولة ملتقى تونس، إلى جانب تحطيمي لرقم قياسي جديد في أولمبياد لندن، وتحقيق رقم عالمي في الفئة «إف 33» ليصبح رقمي العالمي «34.65»، وأنتظر مشاركتي في البطولة المقبلة، التي ستقام بفرنسا بعد تسعة أشهر، وسأحتفظ برقمي العالمي في هذه البطولة بحول الله، وسيكون الاستعداد جيدا في البطولة المقبلة.

* ترددت أنباء عن أن هاني أجل مشروع الزواج إلى ما بعد أولمبياد لندن؟

- نعم قمت بتأجيل الاحتفال بعقد الزواج إلى ما بعد البطولة، وسنرتب الآن كل الأمور لإتمام هذه الخطوة على خير بإذن الله، وأعتقد أن زواجي سيكون له انعكاس إيجابي على تحضيري للبطولات المقبلة وتحقيق تطلعات الجماهير والمسؤولين بإذن الله.

* كلمة أخيرة تود توجيهها..

- أحب أن أشكر الجميع دون استثناء حتى لا أنسى أحدا على ما قدموه لي من دعم مادي أو معنوي لأكون بطلا عالميا، وأتمنى أن يتواصل دعمهم لأتمكن من تحقيق النتائج التي تشرف الوطن.