فوسينيتش المنقذ يقود اليوفي لفوز صعب على جنوا ويستعد لمواجهة تشيلسي

حامل اللقب يواصل انطلاقته القوية محليا ويدرك المباراة رقم 42 على التوالي دون هزيمة

TT

قلب يوفنتوس حامل اللقب تخلفه أمام مضيفه جنوا صفر - 1 إلى فوز 3 – 1، مسجلا انتصاره الثالث على التوالي منذ مطلع الموسم الحالي في المرحلة الثالثة من الدوري الإيطالي لكرة القدم.

وتقدم أصحاب الأرض بواسطة الشاب تشيرو ايموبيلي (18 عاما) الذي أطلق كرة قوية عانقت شباك الحارس المخضرم جانلويجي بوفون في الدقيقة الـ18. وانتظر فريق السيدة العجوز مرور ساعة من زمن المباراة قبل أن يدرك له إيمانويلي جاكيريني التعادل بتسديدة قوية من خارج المنطقة. واحتسب الحكم ركلة جزاء ليوفنتوس نفذها بنجاح المهاجم المونتينيغري الدولي ميركو فوسينيتش في الدقيقة الـ78 قبل أن يختتم الغاني كوادوو أساموا التسجيل في الدقيقة الـ84. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد حامل اللقب الإيطالي إلى النقطة الـ9، متصدرا الترتيب، بينما تجمد رصيد جنوا عند النقطة الـ3 في المركز الحادي عشر.

ولم تكن سهلة بالنسبة لفريق المدرب أنطونيو كونتي، وكان ميركو فوسينيتش قد استهل اللقاء من فوق مقاعد البدلاء وشاهد معاناة اليوفي داخل الملعب، حيث كان الأداء متراجعا والدفاع يواجه خطر الانهيار، والهجوم لا يشكل خطورة كبيرة لخط دفاع جنوا. وما إن نزل مهاجم الجبل الأسود إلى المباراة في الدقيقة الـ9 من الشوط الثاني حتى تغير إيقاع اليوفي وارتفع معدل المهارة وجاءت الأهداف والنقاط الثلاث المهمة للغاية بفضل الفذ ميركو فوتسينيتش.

ولكن لماذا استهل ميركو اللقاء من فوق مقاعد البدلاء؟ هل ذلك تطبيق فحسب لمبدأ تناوب الأدوار؟ كانت إجابة هذا السؤال عند كاريرا، مساعد أنطونيو كونتي، الذي صرح عقب انتهاء المباراة قائلا: «رأينا أن أليساندرو ماتري كان أفضل. ميركو يعلم أنه لاعب مهم وبطل كبير، ونحن لسنا بالتأكيد من يكتشف ذلك الآن، ولكن عليه أن يثبت خلال فترة التدريبات أحقيته في الحصول على مكان داخل الملعب، كما يفعل رفاقه الآخرون. نحن في حاجة إلى لاعبين يبذلون دائما أقصى ما لديهم. الفوز بالفريق بأكمله وليس عن طريق لاعب واحد هذا هو المبدأ الأساسي من أجل الوصول بعيدا في الدوري المحلي وكذلك في تشامبيونز ليغ». ثم بعد ذلك حاول كاريرا التخفيف من حدة تلك اللهجة وأضاف: «لم يحدث شيء في فينوفو، لأن ميركو كان بين صفوف منتخب بلاده»، ولكن من الواضح أن هناك شيئا لم يسر على ما يرام خلال الساعات الأخيرة قبل لقاء ماراسي. فقد كان غريبا، على سبيل المثال، الاندفاع الغاضب لميركو إزاء أول نداء له من جانب مدرب الفريق فور نزوله إلى الملعب، ولكنها في الواقع شرارات أشعلت النيران الإيجابية داخل جسد المهاجم صاحب الـ28 عاما: أهدى تمريرة حاسمة إلى رفيقه جياكيريني جاء منها هدف التعادل، ثم سدد ضربة الجزاء التي حصل عليها أسامواه إلى دخل شباك جنوا، وأخيرا تحرك مهاري وقوي فتح الباب أمام اللاعب الغاني لتسجيل هدف الـ3 - 1 الحاسم.

لا توقف، كثير من التركيز والآن الأهداف أيضا. أجل، اللاعب غير المكتمل في أيام وجوده مع فريق روما أصبح الآن آلة حربية. وفضلا عن قوته البدنية، ميركو يعد اليوم واحدا من اللاعبين الذين يركضون داخل الملعب ويحسنون رد الفعل ولا يخجل من المواجهات المباشرة في اللحظات الساخنة من المباريات (مثلما فعل أمام كوسكا، «ولكن خارج الملعب يتم نسيان كل ذلك»). ولعل الأرقام تتحدث بشكل أفضل يجعل أنطونيو كونتي يضع ثقته في ميركو: 4 أهداف في آخر 5 مباريات رسمية خاضها اللاعب، بما في ذلك مشاركته مع منتحب بلاده. وبين صفوف اليوفي وصل إلى الهدف رقم 3 حتى الآن، فبالإضافة إلى هدف أمس أمام جنوا هناك الهدف الذي سجله أمام نابولي في مباراة كاس السوبر الإيطالية (وهناك أيضا تسبب في حصول اليوفي على ضربة جزاء)، كما أحرز هدف الـ2 - 0 في لقاء أودينيزي.

ثم حاول فوسينيتش في نهاية المباراة على الفور تطبيق «قانون كونتي» بشكل عملي، وهو أن الفريق يأتي في المقام الأول قبل الجميع: «لم أكن أنا من تسبب في تحويل جمود المباراة. هنا في اليوفي لا يوجد قائد واحد فحسب، بل هناك فريق استثنائي. دون روح الفريق الكبير لما تغيرت نتيجة المباراة». وعن الفوز أمام جنوا على ملعب استاد ماراسي أوضح فوسينيتش: «إنها رسالة إلى بطولة الدوري المحلي. مباراة تشامبيونز ليغ القادمة؟ سنبدأ التفكير فيها من اليوم». ثم تطرق مهاجم الجبل الأسود إلى ضربة الجزاء التي أصر على أن يسددها هو بدلا من جيوفينكو: «أجل، طلبت الكرة من سيبستيان، ثم بعد ذلك من بيرلو. وهم جعلوني أسدد أنا الكرة». ورغم ذلك في نهاية اللقاء جمع بين الكل العناق والفرحة بالفوز.

جدير بالذكر أيضا أن لقاء أمس شهد تألق حارس مرمى اليوفي جيجي بوفون الذي لولا تصديه الرائع لكرة بيرتولاتشي، لاعب جنوا، في الدقيقة الـ16 من الشوط الثاني لربما انهار فريق أنطونيو كونتي ولم يستطع استعادة الأمور. ولكن القدر أراد بعد تلك الكرة بثوانٍ قليلة أن يتعادل جياكيريني لصالح فريق السيدة العجوز. ولكن جيجي بوفون لا يعنيه كثيرا أن هذه تعد أفضل التصديات في مسيرته: الأكثر أهمية بالنسبة إلى قائد يوفنتوس هو أنه قام بشيء حاسم ساهم به في فوز فريقه، ثم إنه قد يكون سعيدا أيضا بأنه تمكن أخيرا من إعاقة بيرتولاتشي الذي نجح من قبل، وهو بين صفوف ليتشي، في هز شباك ستوراري، الحارس البديل في اليوفي، وكذلك شباك بوفون ذاته خلال مباراة يوفنتوس - ليتشي خلال الموسم المنصرم.

خلال تلك الـ30 ثانية ما بين تصدي بوفون الرائع لكرة بيرتولاتشي وإحراز جياكيريني لهدف التعادل، مرت أفكار كثيرة بذهن لاعب خط وسط اليوفي كلاوديو ماركيزيو: «هذه هي نقطة تحول المباراة، في الموسم الفائت لم نستطع اغتنام الفرصة. الطمأنينة شيء أساسي في فترة مليئة بالالتزامات نحتاج فيها إلى توفير بعض الطاقة. لقد قدمنا في جنوا تجربة تعبر عن قوتنا»، بينما احتفل جياكيريني بانطلاقته في هذا الموسم من خلال إحراز هدف التعادل لفريقه: «لقد كنت مستعدا. بالنسبة إلى اللعب على الأطراف أو في القلب هو نفس الشيء».

وليست لدى كاريرا أية نية في إيقاف قطار اليوفي محليا وكذلك أوروبيا: «الآن سنبدأ التفكير في مباراة تشيلسي. أمام جنوا عانينا من الهجمات المرتدة التي لم يكن ينبغي علينا السماح بها، وكذلك الكرات الطويلة، وهذا لأن بعض لاعبي فريقنا ما زالوا يبحثون عن أفضل أداء لهم». وحول الاختيارات الفنية في لقاء جنوا والاعتماد بعد ذلك على 3 لاعبين أساسيين كان قد تم تركهم على مقاعد البدلاء في بداية اللقاء وهو فوسينيتش وأسامواه وليشتستانير، أوضح مساعد مدرب اليوفي قائلا: «إنها اختيارات فنية، مرتبطة أيضا بالتزام بعض اللاعبين مع منتخبات بلادهم. ووفقا لنتيجة المباراة يبدو أننا كنا على حق». وفي غضون ذلك يستمتع كاريرا بتألق الغاني أسامواه الذي، خلال أربع مباريات لفريق السيدة العجوز، تم الدفع به دائما كلاعب جناح، واستطاع تسجيل هدفين وأهدى لرفاقه تمريرتين حاسمتين وتسبب في حصول فريقه على ضربة جزاء. أمر جيد، تماما مثل سلسلة النتائج الإيجابية المتتالية لفريق اليوفي: 42 نتيجة إيجابية على التوالي. ولكن دون ذلك التصدي الرائع لجيجي بوفون قد تعرضت تلك السلسة للانكسار في استاد ماراسي أمام جنوا.

وعلى الجانب الآخر، اعترض دي كانيو، مدرب جنوا، على ضربة الجزاء التي حصل عليها اليوفي، وقال عقب المباراة: «ولكن... يا لبراعة أسامواه، إنه ممثل بارع». ثم أضاف: «حكم المباراة روكي كان رائعا، مثل كل لاعبي فريقي. مدافع جنوا سامبريزي كان ساذجا، لم يخبرني أن لدي شدا عضليا. إنها مشاهد جعلت الحظ لا يحالفنا».