رونالدو في مواجهة مع جماهير سيتي والريال في آن واحد

مورينهو يبحث عن مخرج لأزمة الفريق الملكي محليا من الباب الأوروبي

TT

سيكون اليوم ذا أهمية خاصة بالنسبة لنادي ريال مدريد الإسباني وأيضا لنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو.

العملاق الإسباني سيبدأ رحلته ببطولة دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم في المجموعة الرابعة الصعبة، باستضافة بطل إنجلترا مانشستر سيتي على ملعبه «سانتياغو بيرنابيو» في الوقت الذي يبحث فيه مدربه جوزيه مورينهو عن الأسباب الكامنة وراء البداية السيئة للفريق في الموسم الحالي محليا حيث تلقى هزيمته الثانية في أربع مباريات بالدوري.

وكالعادة سيلجأ مورينهو إلى مواطنه رونالدو لتسجيل الأهداف والتألق في قيادة هجوم الفريق المدريدي. ولكن كيف ستستقبل جماهير ريال مدريد رونالدو غدا؟

فالنجم البرتغالي سيضطر لمواجهة الجماهير للمرة الأولى منذ تصريحاته الغريبة والمثيرة للجدل في الثاني من سبتمبر (أيلول) الجاري.

فبعدما سجل هدفين في المباراة التي تغلب فيها ريال مدريد على غرناطة 3/ صفر، أذهل رونالدو المتابعين والإعلام بقوله إنه لم يحتفل بأي من هدفيه لأنه «حزين، والنادي يعلم سبب حزني هذا».

ورفض رونالدو من وقتها توضيح هذه الشكوى بشكل أكبر، مما أدى إلى تكهن الإعلام بوضع تفسيرين محتملين لها. التفسير الأول: أنه يريد زيادة راتبه البالغ حاليا عشرة ملايين يورو سنويا (13.1 مليون دولار) حتى يتساوى مع اللاعبين الأعلى راتبا في العالم.

وكان رونالدو التقى يوم الأربعاء الماضي مع فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد الذي تردد أنه أخبر مهاجمه البرتغالي عن استيائه بسبب تصريحاته المثيرة للجدل. ولكن يبدو أن بيريز أخبره أيضا أنه سيحصل على زيادة في راتبه قريبا.

أما التفسير الثاني فهو: أن رونالدو مستاء من عدم تلقيه الدعم الكافي من ناديه ومن زملائه بالفريق في محاولته لإحراز جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم والتي سيقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الفائز بها في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ومن الواضح أن رونالدو كان غاضبا من زميليه مارسيلو وتشابي ألونسو اللذين قالا إن جائزة الكرة الذهبية يجب أن تذهب إلى قائد منتخب إسبانيا وريال مدريد الحارس إيكر كاسياس الذي تألق مع منتخب بلاده خلال بطولة الأمم الأوروبية الأخيرة «يورو 2012».

فقد أظهرت استطلاعات الرأي على شبكة الإنترنت أن غالبية الجماهير تعارض زيادة راتب اللاعب البرتغالي بينما صبت المدونات الجماهيرية غضبها على لاعب شديد الثراء يطلب زيادة راتبه في بلد يعاني 25% من سكانه من البطالة بخلاف معاناته من خفض رواتب العاملين في القطاع العام ومن استقطاعات هائلة في الخدمات العامة.

ووصف الكثير من الجماهير رونالدو بأنه عار على ريال مدريد وطالبوا بيريز ببيعه وتعهدوا بإطلاق صفارات الاستهجان ضده اليوم.

وبالتأكيد لن يساعد أداء رونالدو الباهت غير المبالي خلال مباراة ريال مدريد التي خسرها صفر/ 1 أمام أشبيلية السبت اللاعب البرتغالي اليوم.

ويعتبر موقف رونالدو غير مسبوق في تاريخ كرة القدم. فكم من الأندية يحدث فيها أن يكون أبرز هداف لديها غير محبوب بين الكثير، إن لم يكن الغالبية العظمى، من جمهورها؟

وكيف يعقل أن يتلقى اللاعب الذي سجل 151 هدفا لريال مدريد في 150 مباراة منذ انضمامه للنادي من مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل مبلغ قياسي في 2009 صفارات الاستهجان أكثر بكثير مما يتلقى من تحية الجماهير؟

وستشهد مباراة اليوم إما المزيد من صفارات الاستهجان من جماهير ريال مدريد لرونالدو وإما، كما يأمل رونالدو ورئيس النادي بيريز، بداية عهد جديد من التصالح بين الطرفين.

وإذا كانت هذه مشكلة رونالدو فهناك أيضا معضلة مورينهو الذي اتهم لاعبيه بعدم الالتزام الخططي والتركيز. وأكد مورينهو في أشبيلية «يقلقني فريقي، يقلقني لأنه منذ بداية الموسم لعبنا كأس السوبر الإسبانية، ولم نلعب شيئا آخر، يبدو أنني ليس لدي فريق».

وعاش ريال مدريد أجواء من الفوضى على مدار المباريات الأربع التي خاضها في البطولة المحلية حتى الآن، والأمر سيكون كارثيا إذا تواصل الأمر في البطولة الأوروبية.

وربما كانت في يد مورينهو إمكانية أن ينقل عدوى طموحه إلى فريقه اعتبارا من اليوم، أمام مانشستر سيتي لأنه المخرج الوحيد من الأزمة.