هزيمة روما المفاجئة تفتح ملف زيمان و«عقدة التعويض»

المدرب التشيكي تعرض لهذا الموقف 12 مرة في مسيرته

TT

من الصعب للغاية أن يتوصل المرء إلى سبب هزائمه في اليوم التالي للمباراة، لا سيما إذا كان في البداية متقدما ومتفوقا. ويعرف كل من تابع مسيرة زيمان مدرب روما أن هذا قد حدث معه 12 مرة خلال تدريبه في دوري الدرجة الثانية، لكنها المرة الأولى التي يخسر فيها على ملعبه بعد أن كان متفوقا بهدفين في دوري الدرجة الأولى. فقد شهدت الجولة الثالثة من الدوري الإيطالي هزيمة روما على ملعبه 2 / 3 أمام بولونيا رغم أن أصحاب الأرض كانوا متفوقين بهدفين حتى منتصف الشوط الثاني. وتحول الفوز الوشيك مع نهاية المباراة إلى كابوس بشع وهزيمة ليس لها ما يبررها. وظهر الغضب والضيق على زيمان مع نهاية المباراة لأنه يرغب في تقديم نتائج جيدة للجماهير على الفور ولم ينجح حتى الآن في ذلك. ورغم أن أهداف بولونيا الثلاثة جاءت من أخطاء دفاعية ساذجة ربما لا يمكن اعتبار زيمان مسؤولا عنها بشكل تام، فإن فريق روما لم يظهر حتى الآن بالأداء المعتاد للفرق التي يدربها زيمان. ويعرف المدرب التشيكي ذلك جيدا.

عقدة التعويض: لقد عانى زيمان، إذن، من صحوة الفرق المنافسة في 12 مباراة في السابق، وهو ما يؤكد أنه يعاني من «عقدة التعويض». وكانت أول مرة يخسر فيها زيمان بعد أن كان متقدما تشبه إلى حد كبير ما حدث في مباراة روما وبولونيا الأخيرة. وكان ذلك في موسم 1990 - 1991 عندما كان يدرب فريق فوجيا الذي فاز حينها بدوري الدرجة الثانية. لكن زيمان وفريق فوجيا في الجولة الخامسة كانا متقدمين على أرضهما بنتيجة 2 / 0 على فريق ميسينا. وحمل الهدفان توقيع بوكارو وليست في الدقيقتين الـ31 والـ45 من الشوط الأول، لكن الشوط الثاني كان دراميا وانتهى بهزيمة فوجيا 3 / 2 عندما أحرز بوكارو نفسه هدفا في مرماه (64) ثم أضاف كامبياغي هدفا ثانيا (76) قبل أن يطلق فينتيشينكوي رصاصة الرحمة على زيمان وفريقه في الدقيقة الـ82. وهو سيناريو مشابه لما حدث قبل يومين في الاستاد الأولمبي ضد بولونيا، لكن فريق فوجيا كان معتادا على هذا الأمر، فقد كانت المرة الثانية التي يتعرض فيها زيمان لمثل هذا الموقف مع فريق فوجيا هي الأكثر شهرة. فبعد أن كان فوجيا متقدما، في نهاية الدوري عام 1992، على الميلان الذي ضمن الفوز باللقب بنتيجة 2 / 1 في الشوط الأول، تمكن الميلان من الانتفاض وإنهاء الشوط الثاني بنتيجة كبيرة، حيث خرج فائزا 8 / 2،وتدخل هذه المباراة ضمن مباريات الأرقام القياسية في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم. لكن هذه المباراة أحاط بها الكثير من الشائعات والأقاويل، حيث يتردد أن كاسيلو رئيس نادي فوجيا في ذلك الحين وعد لاعبيه بمكافأة في حالة الفوز بالمباراة ومنحهم هذه المكافأة بين الشوطين. وتعرض زيمان أيضا لموقف آخر وصحوة مؤلمة من منافسيه عندما كان يدرب فريق لاتسيو وتقدم على اليوفي في تورينو 2 / 0، لكن المباراة انتهت بفوز أصحاب الأرض 4 / 2. وفي ما يتعلق بفريق روما حدث ذلك مرة واحدة تحت قيادة زيمان عندما كان متقدما على بارما 2 / 0 ليفشل في الحفاظ على تفوقه وتنتهي المباراة بالتعادل 2 / 2.

الاجتماع: شهد معسكر الفريق في تريغوريا اجتماعا لمسؤولي الفريق، ساباتيني وفينوتشي وبالديني، تم خلاله مناقشة موقف الفريق وشؤون سوق الانتقالات واحتياجات الفريق لدعم خط الدفاع. ولا شك أن النادي سيستكمل مسيرته مع زيمان رغم الهزيمة الأخيرة، نظرا لثقة مسؤولي روما بالمدرب التشيكي وقدراته. ورغم الخسارة أمام بولونيا يشعر مسؤولو روما بارتياح لعدم حدوث أي جدل تحكيمي بشأن هذه المباراة رغم أنها شهدت بعض الأخطاء التحكيمية التي كان من شأنها أن تؤدي إلى طرد كاستان بعد أن تغاضى الحكم عن إنذاره للمرة الثانية. ومن المنتظر أن يعلن النادي مساندته لزيمان في الفترة القادمة. وفي ما يتعلق بالمدرب فإنه سوف يعمل دون شك على تغيير بعض الأمور في الفريق وعلى رأسها خط الدفاع بعد أن تلقت شباك ذئاب روما ستة أهداف في ثلاث مباريات، ليعتبر أضعف دفاع في الدوري الإيطالي خلف بيسكارا وأودينيزي وبولونيا وباليرمو. وقد علق زيمان على نتيجة مباراة بولونيا قائلا: «يقال دائما إني ألعب بدفاع متقدم للغاية، ولو أن الأمر كذلك ربما ما كنا لنخسر 2 / 3. لقد قررنا، طبقا لخبرة اللاعبين، أن ندافع بشكل متأخر ثم ننطلق بالفريق للأمام. لكننا لا يمكن أن نطبق ذلك». ويبدو أن زيمان بدأ بالفعل ينتبه إلى الفريق بدلا من الاهتمام بإطلاق التصريحات النارية في كل اتجاه.